تناقلت الأنباء أن السيد الأخضر الإبراهيمي وزير الخارجية الجزائرية الأسبق يمكن أن يخلف السيد كوفي عنان كمبعوث أممي وعربي لمعالجة القضية السورية، وحتى الآن لم يتخذ قرار دولي بتكليف الأخضر، ولكن في حال اتخاذ مثل هذا القرار وقبول الأخضر بهذه المهمة يعتبر انتحاراً سياسياً لهذا الرجل الذي يبلغ من العمر 78 عاماً، ليس لأنه عاجز عن التحرك والبحث عن حل لهذه المعضلة الشائكة، وإنما لأن هذا الصراع لا يحتاج إلى دور رجل حكيم ومشهود له بمعالجة القضايا المعقدة، بل يحتاج إلى دور دول عالمية مؤثرة لأن الصراع ليس (في) سوريا الآن وإنما أصبح الصراع (على) سوريا.. ولأنه كذلك فشل السيد كوفي عنان في المهمة رغم أن عنان لا يقل قدرة أو ذكاء أو خبرة أو طموحاً عن الأخضر الإبراهيمي ولكن عنان أدرك هذه الحقيقة بأن الصراع (على) سوريا لا يمكن حله أو علاجه (في) سوريا لهذا صال وجال هذا الرجل من موسكو إلى واشنطن وإلى طهران وإلى أنقرة ثم إلى العديد من الدول بتلمس الحل، فاصطدم بصراع دولي على سوريا مما دفعه إلى الاستقالة وهذه الاستقالة كانت بسبب أن ما يحدث في سوريا هو "حرب بالوكالة" كما قال في سبب استقالته. لهذا فإن مهمة الأخضر الإبراهيمي لن تكون سهلة أبداً، بل إنها ستكون مستحيلة النجاح لأن اللاعبين الدوليين هم من سيقرر الحل وهذا الحل ستفرضه القوى العالمية ولا يمكن أن يقرره النظام السوري وحتى بشار الأسد ونظامه.. فبشار الأسد أصبح لا "يهش" ولا "ينش" ولن يكون له أي قرار في شكل هذا الصراع، فإذا ذهب الأخضر الإبراهيمي إلى دمشق وتباحث مع الرئيس السوري بشار الأسد، فإنه سيذهب إلى المكان الخطأ والمكان الذي يجب أن يذهب إليه هو موسكو وبكين وواشنطن والغرب عموماً فهؤلاء هم اللاعبون الأساسيون في هذا الصراع لأن هذه القوى تتنازع الآن لتحقيق مصالحها الاستراتيجية وعلى مناطق النفوذ حتى أن تركيا وإيران وغيرهما من الدول التي يدعي النظام السوري بأنهما تؤثران في هذا الصراع ليس لهما الدور المؤثر في هذا الصراع. لقد خرجت هذه الأزمة من عمقها الداخلي ومن عمقها الإقليمي لتصل إلى العمق الدولي وسبب ذلك هو النظام السوري والرئيس بشار الأسد نفسه وهو المسؤول ونظامه الدكتاتوري القمعي في نقل هذا الصراع إلى العمق الدولي فلو أن هذا النظام سمع صوت الشعب العربي السوري المطالب بالحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة ومحاربة الفساد لكان حقن هذه الدماء ومنع الدول الإقليمية من التدخل في الشؤون العربية السورية وفوّت الفرصة على الدول العالمية من الصراع (على) سوريا الآن. ولأن الصراع أصبح الآن (على) سوريا فإن أية مهمة لأي مبعوث دولي، سواء كان عنان أو الإبراهيمي فإن على هذا المبعوث أن يتوجه إلى الدول التي تتصارع الآن على سوريا لهذا سمعنا من الإبراهيمي قوله ودعوته مجلس الأمن إلى التوافق مما يعني أن مهمة الإبراهيمي تتوقف على مواقف هذه الدول من هذا الصراع وإذا اتفقت هذه الدول فالمهمة لا تحتاج إلى عنان أو للأخضر الإبراهيمي لهذا نقول إن الأخضر يواجه خطاً أحمر نقلا عن صحيفة الشرق القطرية