تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم اليوم الجمعة عددا من القضايا المهمة المتعلقة بالشأن المحلي. ففي عموده (بصدق)، قال رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" عبدالناصر سلامة تحت عنوان (مصر كانت هناك) "السؤال عن مصر وأحوال مصر وما جرى ويجري ويمكن أن يجري بها أصبح أمرا تقليديا وبديهيا في كل موقع يمكن أن تطأه قدم أي مصري، وخاصة مع هول ما يتواتر من أنباء قتل وسفك ودمار في مواطن أخري، مشيرا إلى أن الخوف على مصروالرعب مما يمكن أن يحدث في مصر أصبح حديث العامة والخاصة في أوساط المصريين وغيرهم".
وأضاف الكاتب أن الأصدقاء يعلمون أن نهضة مصر هى نهضة للأمة جمعاء، كما أن الأعداء يفطنون إلى أن مصر هى القلب النابض الذي إذا توقف فقد تحقق لهم الجزء الأكبر من مخططات زرع الفتنة والشقاق والعبث بمقدرات المنطقة.
وأوضح سلامة، أنه إذا كان شعب مصر أو بمعنى أصح عامة شعب مصر يتطلعون الآن إلى مزيد من الأمن والأمان، فعلى الجانب الآخر فإن هناك بين النخبة من يترقب السقوط لمصر وللنظام الحاكم بها أملا في القفز على السلطة.
وشدد على ضرورة إعادة النظر في المنظومة الإعلامية بعد أن أصبح الإعلام الرسمي بلا إستراتيجية، والخاص بلا مبادىء، لافتا إلى أننا أمام قوي سياسية تحتاج إلي إعادة صياغة بعد أن أصبح كل من هب ودب يدلي بدلوه في الشأن العام بلا حسيب ولا رقيب ملقيا ببذور الشك والريبة في كل شيء وأي شيء.
كما شدد عبد النصار سلامة على أن البلاد أمام إنفلات أخلاقي وأمني يتطلب موقفا حاسما وحازما من الدولة الرسمية حتى لو تطلب ذلك قوانين استثنائية لفترة من الزمن.
وفي عموده (هوامش حرة) بصحيفة "الأهرام"، حذر الكاتب فاروق جويدة من خطورة الانقسام الذي بات يهدد مستقبل شعب مصر، والذي اجتاح كل القوى، مشيرا إلى أن القوى السياسية لم تكن على مستوى الأحداث من حيث المسئولية والمصداقية ومراعاة ظروف الوطن، خاصة في بداية لقاء الرئيس محمد مرسي مع القوي السياسية.
وأوضح فاروق جويدة، أن الاشتباكات بالألفاظ التي وصلت إلى حد الشتائم بلغة لاتليق في حضور رئيس الدولة، والتي انفجرت عقب إنهاء الرئيس لكلمته وتولي الدكتور عبدالله الأشعل مسئولية إدارة الحوار، جعله يدرك أن النخبة السياسية المصرية تواجه بالفعل أزمة خطيرة.
وشدد جودة على ضرورة الإيمان أولا بثقافة الاختلاف حتي يمكن فتح أبواب الحوار ، والخروج من العيش في محنة العقول الموصدة التي لاتريد أن تقتنع أو تتفاهم أو تواجه الحقيقة.
وأكد أنه إذا كان الهدف أن نتجاوز المحنة ونواجه الموقف بشجاعة، فإن ذلك لن يكون إلا بالمشاركة والتواصل، أما مبدأ القطيعة الذي يسود الساحة المصرية الآن فهو مراهقة سياسية لا تليق بشعب عظيم ينتظر مستقبلا أكثر إستقرارا وأمنا.
وفي صحيفة "الأخبار"، لفت الكاتب جلال عارف في مقاله (فى الصميم) إلى أن آخر معارك "الفيس بوك" كانت تدور حول مقطع من لقاء الرئيس مرسي بطلاب الجامعات قبل أسابيع وهو يفسر فيه الآية القرآنية "إنما يخشى الله من عباده العلماء" بما يخالف إجماع الفقهاء، متسائلا "هل نحن بحاجة للتذكير مرة أخرى أن مهمة الرئيس أن يحكم، وأن يترك لغيره مهمة الوعظ والتفسير؟!، وهل نحن بحاجة مرة أخرى للتأكيد على أن ما تبقى من جهد وطني لا ينبغي أن نبدده هكذا؟، بينما نصف أبناء الوطن يعانون الفقر، والنصف الآخر في الطريق إليه.
وأشار إلى أنه في محافظة المنيا أيضا كاد حفل فني أن يتحول إلى كارثة، حيث كان الحفل يحضره جماهير تبحث عن البهجة في العيد، وكان يحييه شباب جميل اختار الطريق الصعب وهو أن يبتعد عن الابتذال وأن يغني في حب الوطن والله، قائلا "إن الجهل والتخلف كانا بالمرصاد، حيث اعترض المتشددون ممن يسيئون بحماقتهم للدين الحنيف وهددوا باستخدام القوة، فاضطر المسئولون لإنهاء الحفل".
وشدد جلال عارف على أن السكوت على ما يحدث جريمة، لافتا إلى أن الرد يجب أن يكون بقافلة فنية تضم نجوم الغناء وكبار الشعراء والفنانين تطوف كل المحافظات بدءا من المنيا، تغني للناس وتدعو للمحبة وتنشر قيم الخير والجمال وتقول بأعلى صوت "إن جحافل التخلف والجاهلية لن تهزم روح مصر".
وفي مقاله (بدون تردد) بجريدة "الأخبار"، قال الكاتب محمد بركات "إن السمة الغالبة على الساحة السياسية الآن وبعد مرور 18 شهرا على ثورة 25 يناير، هى حالة الاستقطاب الحادة والخلافات الساخنة القائمة بين جميع القوى والأحزاب السياسية المتواجدة والفاعلة على الساحة، بما يعطي إنطباعا عاما بوجود صدع كبير في العلاقة بين هذه القوى يكاد يجعل منها فريقين مختلفين لكل منهما رؤى مختلفة حول المبادئ والتوجهات".
وأضاف محمد بركات، أن الانطباع لدى عموم الناس لمجمل الأوضاع السياسية هو وجود حالة من الصراع السياسي، موضحا أن المثير للانتباه في هذا الصراع أن كلا الفريقين يؤكد إيمانه الكامل بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وسعيه المؤكد لتحقيق أهداف الثورة، ويؤكد في ذات الوقت حبه الشديد لمصر وبذله غاية الجهد كي تصبح دولة مدنية حديثة قائمة على المساواة وحقوق الإنسان والالتزام بالقانون.
وأكد بركات أن هذه الأقوال لو صحت لما كان هناك خلاف محتدما ولا انقسام حاد بين الفصيلين، مشيرا إلى أن الواقع يؤكد أن كلا منهما لم يصل بعد إلى الفهم العميق والواعي للديمقراطية الحقيقية.
وتساءل الكاتب في ختام مقاله عن إمكانية استمرار هذا الوضع، مؤكدا أن دوام الحال من المحال.
وفي صحيفة "الشروق" ، قال الكاتب عماد الدين حسين فى مقاله (علامة تعجب) "إن النائب العام عندما يستقبل مجموعة من الحزبيين هم طرف في خصومة سياسية مع أهل الحكم، فإن الإشارة التي يرسلها هذا الاجتماع قد لا تكون جيدة بالمرة".
وأكد الكاتب على تفهمه لاستقبال النائب العام لقضاه جاءوا إلى مكتبه للتضامن معه أثناء الأزمة الأخيرة، مضيفا أنه كان من المفترض أن يعتذر لهم بلباقة ويشرح لهم أن هذا الاستقبال قد يساء فهمه.. والمؤكد أنه سيساء فهمه.
ولفت حسين إلى أن الأوضاع في البلاد لاتحتمل المزيد من الخناق، مشيرا إلى أن استمرار الصراع بين الرئاسة وجماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي من جهة، والمؤسسة القضائية والنيابة وخلفهم بعض القوى السياسية، سيدفع الشعب ثمنه فادحا في مزيد من الشلل أولا، واحتمالات الانفجار الشامل ثانيا. مواد متعلقة: 1. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية 2. مقتطفات من مقالات «كتاب الصحف المصرية» 3. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية