صدر حديثاً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن إصدارات سلسلة "نصوص مسرحية" مسرحية "زنوبيا فى موكب الفينيق" تأليف د.عبد الرحمن بن زيدان. حاول الكاتب بنصه هذا إستكمال جهود وإسهامات المبدعين الذين كان لهم دور بارز فى تأسيس النص المسرحى المغربى، وخاصة المسرحى الكبير د.عبد الرحمن بن زيدان الذى يسعى فى كتاباته بصفة عامة ومن بينها هذا النص إلى تأكيد الهوية العربية بإعتبارها هوية متحركة فى الزمان والمكان، وليست مجرد هوية متحفية ثابتة "وفق صورة موروثة"، فهو يؤمن كما جاء ببعض كتاباته بأن العودة إلى التراث العربى والإنسانى بمثابة طوق حقيقى للإبداع المسرحى العربى، كى يجعل قناع التراث أكثر حقيقه من قناع الدافع المعيشى، وأكثر شاعرية ومجازية فى مساكنة هذه الهوية وفى عشقها وفى تطويرها باللغة الدرامية، لذلك كان لابد من استلهام الأساطير والأحداث التاريخية كما حدث فى هذا النص المسرحى، الذى أعتمد على الحدث التاريخى الخاص بالملكة "زنوبيا"، وأسطورة "طائر الفنيق".
يذكر أن الكاتب قد حرص على إزاحة الشخصيات التراثية عن أصلها لتصبح منتمية إلى عصرنا فى جدلية حيث تتفاعل معه، ولا تصبح مجرد بوق تردد بعض الكلمات التى سبق أن سجلها الآخرون.