يقول المحلل السياسي، محمد أبو راشد المرصفي، هل كان هدف تلك المجموعة المسلحة التي فتلت الجنود المصريين اقتحام الحدود الإسرائيلية و اختطاف جنود أو الاتجاه إلى تجمع سكاني إسرائيلي حسب رواية الجانب الإسرائيلي؟ مضيفاً، قبل مناقشة العملية هناك سؤال مهم لم تعط الروايتان المصرية والإسرائيلية إجابة له حتى الآن: أين ذهبت الثلاث سيارات ذات الدفع الرباعي الكبيرة بعد العملية؟ هل رصدت طائرة الاستطلاع المعروفة بالزنانة وجهة السيارات؟ هل يمكن أن تهرب السيارات داخل رفح أو سيناء بعد الضجة الكبرى التي أحدثتها العملية و تجمع الأهالي؟
مؤكداً ومدحضاً للأهداف الوهمية للعملية، هل يمكن اقتحام الحدود هكذا بمدرعة كبيرة في وجود مراقبة شديدة للحدود خصوصاً عند معبر كرم أبو سالم الحصين؟
ومضيفاً أن، الكل يعلم أن مصر هي الوسيط الوحيد لأي عملية تبادل، فأي جماعة فلسطينية هذه التي تبدأ عملية خطف جنود إسرائيليين بقتل 16 جندياً مصرياً؟
مؤكداً أن الهدف الرئيس من تلك الهجمة الإجرامية، إفساد العلاقة الفلسطينية المصرية و إحراج الرئيس المصري و إفشال خطط تخفيف الحصار على غزة و تدمير سمعة سيناء السياحية، والأهم رفع مستوى تعاطي الجانب المصري مع الإنذارات الاستخبارتية الإسرائيلية الوهمية و بث الثقة في جهوزية الجيش الإسرائيلي.
وفي ملاحظة المحلل السياسي على سلوك المجموعة المسلحة يقول، الجماعات الجهادية لا تتعمد قتل مسلمين بإسراف (حتى لو اعتقدوا بكفرهم ) حرصاً على عدم خسارة الرأي العام، بينما قتل كل الجنود المصريين كان هدفاً أساسياً للمجموعة المسلحة، و لو كانوا يهدفون القتل للاستيلاء على المدرعتين و تأمين اقتحام الحدود لكان يكفيهم شل حركتهم و قتل جندي أو اثنين، أغلب الظن أن هذه المجموعة لم تكن صائمة لتعمدها الهجوم ساعة الإفطار. وأضاف المرصفي، هناك سيناريو خفي، عبارة أن المجموعة اتجهت بالمدرعة و شاحنة المتفجرات و غالباً بالسيارات الثلاث إلى الحدود الإسرائيلية، وهناك احتمالان، أولهما أن يضع الإسرائيليون مختطفين مصريين و فلسطينيين في المدرعة، فإذا كانت مجموعة عملاء فربما يتم التخلص منهم أنفسهم بوضعهم في المدرعة، أو يتم قصف المدرعة و حرقها بمن فيها و تسليم المدرعة و الجثث للجانب المصري.
والاحتمال الثاني أن يكونوا عملاء إسرائيليين، وساعتها نسأل أنفسنا، أي نوعية من العملاء هذه؟ أعندهم ثقة وولاء تام للجانب الإسرائيلي، أم إنهم يقتلون بدمٍ بارد و لا يهمهم الهدف، أم لديهم سابق خبرة في القتل من أجل الإسرائيليين، أم لهم هدف مشترك مع الإسرائيليين لاستمرار حصار غزة و تأليب الرأي العام المصري على، الرئيس مرسي، لإيقاف إجراءات تخفيف الحصار.
مضيفاً أن تلك الصفات الإجرامية لا تنطبق إلا على منسوبي الأجهزة الأمنية الفلسطينية الهاربين من غزة بعد الحسم العسكري و ربما ينعمون الآن بهويات إسرائيلية و إقامة في داخل الخط الأخضر بعد سنوات من التشرد و الهروب.