بعد جيتس .. نتنياهو يحاول الوقيعة بين تركيا والعالم الإسلامي محيط - خاص استمرارا للدعاية الصهيونية التي تربط بين الأزمة المتصاعدة بين تل أبيب وأنقرة وبين تلكؤ الاتحاد الأروربي في قبول عضوية تركيا ، انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الاثنين الموافق 21 يونيو / حزيران الإجراءات التركية ضد تل أبيب بعد مجزرة أسطول الحرية ، زاعما أن أنقرة تريد قيادة العالم الإسلامي بعد فشلها بالانضمام للاتحاد الأوروبي. ونقلت إذاعة "صوت إسرائيل" عن نتنياهو قوله خلال تصريحات ادلى بها للصحفيين في مقر الكنيست الإسرائيلي : "إن أنقرة تريد قيادة العالم الإسلامي بعد أن تبين لها ان الاتحاد الأوروبي لا ينوي ضمها إلى صفوفه". وكان الاتحاد الأوروبي رفض قبل أيام اتهامات وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس للأوروبيين الذي اعتبر أن ترددهم في ضم تركيا كان أحد الأسباب في تدهور العلاقات بين انقرة واسرائيل. وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي أن الاتحاد تربطه علاقات جيدة جدا سواء بتركيا أو بإسرائيل ، موضحا أن العلاقات الثنائية بين البلدين ليست مرتبطة بعلاقة الاتحاد مع كل منهما ، وأشار إلى أن التقدم في مفاوضات الانضمام يتوقف على تقدم الاصلاحات في تركيا. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن جيتس كان صرح بأن تدهور العلاقات بين إسرائيل وتركيا يعزى جزئيا إلى رفض الاتحاد الأوروبي قبول تركيا عضوا في الاتحاد. وقال خلال مؤتمر صحفي في العاصمة البريطانية لندن إن الموقف الأوروبي قد جعل الحكومة التركية تركز في سياستها الخارجية على دول الجوار والدول الاسيوية بدلا من التركيز على العلاقة مع الاتحاد الاوروبي. واعرب جيتس عن شعور بلاده بالقلق ازاء التوتر الشديد بين تركيا واسرائيل في اعقاب الهجوم الاسرائيلي على سفينة مساعدات انسانية تركية موجهة الى غزة وادى الى مقتل تسعة من ركاب السفينة الاتراك. وأشار المسؤول الأمريكي إلى أن العلاقة البناءة التي كانت تربط بين تركيا واسرائيل حتى فترة قريبة قد لعبت دورا ايجابيا في استقرار منطقة الشرق الاوسط ، معربا عن امله في نجاح البلدين في استعادة هذه العلاقة مستقبلا. وأوضح أن معارضة بعض الدول الاوروبية منح العضوية الكاملة لتركيا في الاتحاد الاوروبي دفع بها الى الابتعاد عن الدول الغربية والتوجه شرقا ، واشار الى ان على الولاياتالمتحدة وحلفائها في القارة الاوروبية التفكير مليا بما تشهده تركيا من تطورات وتغييرات وما الذي على الطرفين القيام به لمواجهة هذه التطورات وتقوية صلة تركيا بالغرب وجعل القادة الاتراك يرون ان هذه الصلة ذات اهمية وتخدم مصالح تركيا. دعاية قذرة وفي تعقيبه على ما سبق ، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان أمام اجتماع المنتدي العربي التركي باسطنبول في 10 يونيو أن الاتهامات الموجهة لتركيا بتغيير مسارها بعيدا عن الغرب " حملة دعائية قذرة". وأشار أردوجان خلال المنتدي الذي عقد بحضور الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى الاستثمارات الفرنسية في سوريا وغيرها من الدول العربية ، قائلا :" ولكن عندما يتعلق الأمر باستثمارات تركيا في البلدان العربية أو العكس فهناك دعاية قذرة تحاول عرقلة هذه العملية". وتابع " الذين يقولون إن تركيا قطعت علاقاتها مع الغرب هم عملاء دعاية تحركهم نوايا سيئة ، نحن منفتحون على كل مناطق العالم" ، وأعرب رئيس الوزراء التركي عن رغبته في توسيع نطاق التعاون مع الدول العربية ، معتبرا التعاون الاقتصادي والسياسي مع العرب نموذجا ناجحا. وأضاف أن علاقات أنقرة مع الدول العربية تسير في الطريق السليم ، داعيا المستثمرين العرب إلى تعزيز أعمالهم في بلاده. وتابع أن تركيا كانت تقف على حافة حرب مع جارتها سوريا قبل بضعة أعوام ، ولكن الحال تغير الان حيث شهدت العلاقات تحولا جذريا ، كما ان هناك حرية انتقال بين البلدين، وهو الحال مع لبنان والأردن ودول عربية أخرى . وأشار أردوجان إلى تضاعف حجم التجارة بين تركيا والدول العربية ، وقال أن أكثر من ألفي شركة عربية تقيم مشروعات استثمارية في تركيا ، وأضاف أن 400 ألف سائح عربي زاروا تركيا عام 2002 ، وزاد عددهم العام الماضي إلى نحو 5ر1 مليون سائح. وجدد أردوجان انتقاداته للسياسة التي تنتهجها إسرائيل مع الفلسطينيين ، وقال: "لن يكون هناك سلام طالما أن غزة محاصرة" ، مؤكدا أن بلاده لن تصمت على القتل الجماعي بحق الفلسطينيين وإرهاب الدولة الإسرائيلي. يذكر أن الاتحاد الأوروبي فتح باب التفاوض أمام تركيا للانضمام إلى الاتحاد منذ 2005 وتلا ذلك إغلاق الاتحاد باب المفاوضات أمام أنقرة حول ثمانية من أصل 35 من بنود العضوية التي يتوجب التفاوض عليها قبل الانضمام إلى الاتحاد.