الوضع في مصر أصبح مقلق للغاية .. في ظل انتشار "الأسلحة" بكافة أنواعها انتشار "النار" في الهشيم.. وأصبحت متداولة ك"السجائر" .. فهي ضارة وفي منتهى الخطورة .. على من يملكها .. ومن لا يملكها .. ولكنها للأسف موجودة و"منتشرة" و"متوغلة" !! وأصبحت "التلاكيك" .. وسيلة للعب ب"النار" .. وخروج "الرشاش" .. من داخل "الدار" .. ولا أبالغ في ذلك ..
لأن كافة المصريين يلمسون ذلك .. وفي مواقف، أقل ما توصف، بأنها غاية في التفاهة .. يرفع فيها "السلاح" وهي لا تستحق أن يرفع فيها حتى "صوت" .. وتبدأ "المعارك" .. التي أصبحت شبه يومية .. وتدوى "الانفجارات" في الجو .. ويصم "الرصاص" الآذان.
ولعل اختلافات البعض .. في "معارك السلاح" ..في وقتنا الحالي .. تذكرني بموقف رشدي أباظة في فيلم "الزوجة 13" والذي أخذ بنصيحه "عبد المنعم إبراهيم"، حيث "تلكك" لشادية بردها السلام .. وقال لها بمنتهي القوة .. وكمان بتقولي "مساء الخير" .. و"طاخ" .. هبطت الصفعة على وجهها "تررررن"..
ولعل ما عاشه ولدي بالأمس، وهو لم يبلغ بعد السنتين، من خوف ورعب، هو ما جعلني أكتب هذا المقال .. فهو طفل لا يفقه ما يدور حوله .. وكمية الطلقات التي ضربت خلال ساعتين بشكل متصل تخلع قلب الكبير من صدره .. وليس الصغير فقط .. فكان يتساءل .. وهو لا يكاد يفارق حضني .. "إيه دا" .. "إيه دا" .. وصوت الرشاش ما زال يدوي في الأجواء ..
ولا نستطيع ونحن بالمنزل .. أن نخرج حتى ب "البلكونة" لرؤية ما يحدث .. فلعل عيار "فالت" "كده" أو "كده" يصل إلينا .. لا قدر الله .. دون داعي .. ولأننا ليس لنا في "الطور" ولا "الطحين" .. فضلنا البقاء داخل الحيطان الأربع .. داعين الله أن تنقشع الغمة .. ويعود "فاقدي عقولهم" لرشدهم .. حتى يطمأن أطفالنا، الذين ذاقو الآمرين خاصة بعد الثورة ..
ولعلي أذكر جيدا ما أصاب ابنه أختي .. وأكيد غيرها من أطفال مصر .. بعد خروج "البلطجية" و"اللصوص" و"المسجلين خطر" بعد الثورة لمهاجمة المصريين .. وغياب الشرطة .. لينهبوا ..ويسرقوا .. ويعثوا في الأرض فسادا .. فكانت المسكينة ترتعد لسماع صوت أي رصاص .. بل أنها لا تدخل الحمام وحدها من الرعب .. ولا يكف لسانها عن ذكر "الحرامية" .. وتسأل "طب يا خالتو هما الحرامية دول شكلهم أيه؟" .. طب لو جم الشارع هنعمل أيه ؟ ولإدخال الطمأنينة لقلبها كنا نحضر كافة الأسلحة لمواجهة الحرامية قبل نومها .. فكانت تتمم على وجود كافة السكاكين التي في المنزل في متناول يدنا .. لقتل "الحرامية" .. وتعبئة "الماء الساخن" .. لصبها فوق رؤوسهم عندما يأتوا تحت المنزل.. لسلخهم والقضاء عليهم .. وبعد جرعة التهدئة بوجود كافة الأسلحة تنام الصغيرة وكافة الأسرة محيطة بها.
ولكن هذا كان طبيعيا بعد ثورة شعب ضد نظام فاسد .. كان من أهم أضلعه جهاز الشرطة، باستثناء الشرفاء منهم، وبالتالي تهديد أمن الآمنين .. ولكن بعد مرور أكثر من عام على هذه الأحداث تزداد الأمور سوأ .. ويغادر "الأمن" الشارع المصري .. وللأسف فحدود مصر "مفتوحة" للأسلحة والمخدرات .. وما خفي كان أعظم .. ولا نعلم ما سر "تقاعس" من بيدهم أمن مصر وحماية حدودها وناسها عن مزاولة أعمالهم .. وهو ما يشكل "معضلة" أمام الرئيس الجديد وحكومته .. فهما في موقف لا يحسدان عليه .. فالسيطرة على الدولة في ظل وجود هذا الكم من "الأسلحة" و"البلطجية" و"الفاسدين" و"مغيبي العقول" مهمة في غاية الصعوبة.. والسؤال كيف سيتم احتواءهم.. وهل ستشهد أيام ما بعد الانتخاب معارك "نارية" .. هو ما سوف تكشف عنه الأيام المقبلة.