محبوبتي و الجدودُ يجوبونَ بحراً من الظلِ و الضوءِ و الحزنِ و العشبِ كي يطرقوا بابنا في أقاصي السنين ** إلى أين تمضينَ .. إني أقلّب في الذكرياتِ وأعبرُ في ندمٍ يابسٍ و أجوبُ الغناءَ القديمَ و أصعدُ مرتبكاَ نحو ما لا أرى سُلّمِي ممعنٌ في الأسى طاعنٌ في الحنين إلى أين تمضينَ و الغرباءُ مرايا غيابي و حزنُ المدينةِ بابي و أسئلتي من كلامٍ قتيلٍ و عذري رمادٌ مجيدٌ و أنشودتي من غناءٍ مُعَادٍ لبحارةٍ تائهين ** إلى أين تمضينَ و الريحُ تنزعني من مداري و تفتحُ أبوابها كلها .. و ترجّ جداري فأي البلادُ بلادي وراء المرايا ..السبايا و موجِ اللغاتِ .. الجهاتِ .. و همهمةِ الجندِ و الفاتحين إلى أين تمضينَ و العتباتُ سدى و نوافذنا صرخاتُ ضحى .. و كلامُ الرعاةِ هدانا مناراتنا ظلُ ضوءٍ تداعى و أقدامنا تتهاوى .. و من خلفنا ضجةُ الموتِ و النازحين ** إلى أين تمضينَ و الذكرياتُ رنينُ الرثاءِ أسيرُ إلى ندمٍ كاملٍ في النداءِ و ارسم لوحاتِ حزنٍ و أُحصي حصي العائدينَ وحيداً و خلفي ظلامٌ رجيمٌ و فوقي غمامٌ طعين إلى أين تمضينَ و الصمتُ ذاكرتي و كلامي و أذرعُ موتاي تطوي غدي و تحيل و جودي صدى .. عبثاً سأريقُ الندى في المنى و أجففُ من ضجةِ البحرِ صوتي و أنبشُ عبر المتاهاتِ خطوي و أبحثُ عن لافتاتِ الهدى و الضلالِ المبين ** إلى أين تمضينَ و الجندُ فوق السياجِ و خلف الزجاجِ و في لعبة الطفلِ .. في الطلِ و الظلِ .. وسط شقوقِ الربي و الغناءِ الذي عن بياضِ الندى و سماءِ السجين إلى أين تمضينَ أعمارُنا شجرٌ في الضبابِ حياةٌ تهابُ الحياةَ .. كلامٌ يبددُ معناهُ .. أنشودةٌ عن مسيرِ الغزاةِ و أسطورةٌ من خيولٍ وريحٍ عويلُ الطبولِ يحاصرنا و التراتيلُ مرفأنا لوعةُ المجدِ من خلفنا .. و خطى الطامعين ** شاعر مصري مقيم في الصين