الانتهاء من تنفيذ وعاء الإحتواء الداخلي لمبنى المفاعل بالوحدة النووية الأولي- (صور)    حملات مكثفة لإزالة الإشغالات ورفع كفاءة شوارع سيدي سالم ودسوق في كفر الشيخ    وزارة التخطيط تشارك في اجتماع منظمة العمل الدولية    بالصور.. رئيس مدينة المنيا يفتتح مسجدين جديدين    البنتاجون: يجب فتح المعابر البرية لتدفق المساعدات إلى غزة    واشنطن بوست: المسؤولون الأمريكيون يرون أن غزو إسرائيل لرفح فشل استراتيجي    الرئيس الأوكراني يوقع قانونا يسمح للسجناء بالخدمة في الجيش    شعارنا «الفوز أو الفوز».. تصريحات مثيرة لجوارديولا قبل مباراته الأخيرة في البريميرليج    ديربي الرياض.. تشكيل الهلال الرسمي أمام النصر في دوري روشن السعودي    توخيل يؤكد تمسكه بالرحيل عن بايرن ميونخ    "بموافقة السعودية والإمارات".. فيفا قد يتخذ قرارا بتعليق عضوية إسرائيل    السيطرة على حريق اندلع في حظيرتي مواشي وسيارة ومنزل بأسوان    من أول يونيو.. تشغيل قطارات نوم وأخرى مكيفة للإسكندرية ولمطروح    أمه خدرته لاستخراج أعضائه.. نجاة طفل فى بورسعيد من نفس مصير فتى شبرا الخيمة    ماجدة موريس: عادل إمام فنان ذكي والمسرح ساعده على فهم جمهوره    بسبب تمثال للزعيم.. ليلى علوى تتعرض للسخرية من رواد "السوشيال ميديا"    غدًا.. متحف البريد يستقبل الزائرين بالمجان بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف    أمير الانتقام    شوقي علام: من يفتي بعدم جواز التبرع بالزكاة لحياة كريمة فقد أخطأ المنهج    عاجل: موجة حارة تضرب مصر.. الأرصاد تكشف تفاصيل الطقس ليوم الجمعة والأيام القادمة    باحث ب«المصري للفكر»: إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون والمحاسبة «فيديو»    كرة طائرة.. الأهلي يجدد عقد تاتيانا لمدة موسم    جامعة سوهاج ضمن أفضل 2000 جامعة على مستوى العالم لعام 2024    عيار 21 بالمصنعية الآن.. أسعار الذهب اليوم الجمعة 17 مايو 2024 بعد آخر ارتفاع    أحمد السقا: أنا هموت قدام الكاميرا.. وابني هيدخل القوات الجوية بسبب «السرب»    ناقد فني ينتقد كتابة أحمد مراد مسلسل عن أم كلثوم    مصر تبحث تعزيز التعاون مع التشيك فى مجالات التحول الرقمى والذكاء الاصطناعى    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    في اليوم العالمي لفرط ضغط الدم.. إرشادات للوقاية من «القاتل الصامت»    الوضع الكارثى بكليات الحقوق    بعجينة هشة.. طريقة تحضير كرواسون الشوكولاتة    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    إعلام فلسطيني: شهيدان ومصاب في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين بحي الزهور    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    جوري بكر تعلن انفصالها بعد عام من الزواج: استحملت اللي مفيش جبل يستحمله    هشام ماجد ينشر فيديو من كواليس "فاصل من اللحظات اللذيذة".. والجمهور: انت بتتحول؟    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مخيم البريج ورفح بقطاع غزة    مساندة الخطيب تمنح الثقة    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    تناولها أثناء الامتحانات.. 4 مشروبات تساعدك على الحفظ والتركيز    مؤتمر جوارديولا: نود أن نتقدم على وست هام بثلاثية.. وأتذكر كلمات الناس بعدم تتويجي بالدوري    البنك المركزي الصيني يعتزم تخصيص 42 مليار دولار لشراء المساكن غير المباعة في الصين    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    آخر موعد لتلقي طلبات المنح دراسية لطلاب الثانوية العامة    كوريا الشمالية ترد على تدريبات جارتها الجنوبية بصاروخ بالستي.. تجاه البحر الشرقي    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    في اليوم العالمي ل«القاتل الصامت».. من هم الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة به ونصائح للتعامل معه؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيهاب خليفة في ديوان "مساء يستريح على الطاولة"
نشر في محيط يوم 06 - 03 - 2010

القاهرة: صدر حديثا عن دار الأمل للطباعة والنشر ديوان "مساء يستريح على الطاولة" للشاعر المصري إيهاب خليفة.
الديوان يقع فى 109 صفحة ويحوى 29 قصيدة من بينهم "الحلوة ، البلدة العظيمة، الميت، توك توك شارد جنب الكورنيش، مشاعر، كيس قمامة أسود، كرجل انتهى أمره، نملة، فاطمة، من مذكرات جنيت لم يولد، شتاء أطول.. صوف أقل وكيف قتلت طقطقة الأصابع".
إيهاب خليفة شاعر مصرى صدر له من قبل ديوان بعنوان "أكثر مرحا مما تظن" عن دار الكتابة الأخرى عام 1997، وآخر بعنوان "طائر مصاب بأنفلونزا" عام 2006
من ديوان " طائر مصاب بأنفلونزا " :
أصعد الدرج
قال لي المذبح استظل حين ينحسر
الظل في العراء المطلق بك
مُنذ كَمْ
وأنا أصعَدُ الدَّرَجْ.
أحصِي سلالِمَ،
وأصْعَدُ الدَّرَجْ.
أسنِدُ على كلِّ سُلَّمَةٍ رئتيَّ،
أمسحُ بخِرقةٍ باليةٍ روحِي.
أجراسٌ،
و كوالينُ في بَيَاتِهَا الشتويِّ،
و أنا
أصعَدُ
الدَّرَجْ.
أصوَاتٌ تربِّتُ على خيالاتٍ،
ألتفِتُ ولا أحدَ،
وأنا أصعدُ
الدَّرَجْ .
رأيْتُ اغتيالاتٍ لشموس ٍ،
وأقواسَ قزحَ ،
تسقُط ُ كقطرةِ عرق ٍ،
على جبين فراشةٍ ميِّتةٍ،
و أنا
أصعدُ
الدَّرَجْ .
عَرَفْتُ اسْمِي
وأنا أصعدُ الدَّرَجْ .
نَسِيتُ اسْمِي
وأنا أصعدُ الدَّرَجْ .
مزقْتُ حَدَائِقَ عُمْري
حين رأيتُ رُوحًا لي
لا تكلمني
فِي مَسَاءِ الدََّرََجْ .
قفزْتُ وغنيتُ عاطفية ً
حينَ تجلَّتْ لي شفتان ِ
في غرَام ِالدَّرَجْ .
عند سلمة ٍغادرْتُ سِيَاطَ أمٍّ،
في سلمةٍ أخرى
دفنتُ دُعاباتِ أب ٍ،
وظللتُ أولولُ في خِضمِّ الدَّرَجْ.
عَشرُ سَلالِمَ
بِعَشرةِ رفاق ٍ
وأنا
أشهَقُ
الدَّرَجْ.
كمَنْ نامَ على يدِهِ وخزٌ.
كمَنْ في فمِهِ مصَّاصة ٌ أبدِيَّة ٌ مِنَ الألم ِ.
كمَنْ يتلقَّى نيزكًا في وجهِهِ.
كمَنْ يدُهُ مَرْبُوطة ٌفِي هاويةٍ.
كمَنْ يَخِيطونَ قلبَهُ على ضحِكٍ ليسَ مُمْكِنًا.
كمَنْ تذكرَ مِظلَّتَهُ المَنسِيَّة َ بَعْدَ أنْ قفز.
كمَنْ صَارَحَتْهُ صَاعِقة ٌ بمَوَدَّ تِهَا.
كمَنْ أطلقوا عَلى سَهْوِهِ رَصَاصَة ً.
كمَنْ يَعْترفُ لهُ بُرْكانٌ بِقسْوَتِهِ.
كمَنْ يَنشُرُونَ صَمْتَهُ أمَامَ عَيْنيْهِ.
كمَنْ أجْبَرَتهُ بَعُوضة ٌ عَلى حَرْق ِ جلدِهِ.
كمَنْ يُريدُ سَحْبَ هُويَّتهِ مِنْ تحْتِ فِيل ٍمُتسَلِّطٍ.
كمَنْ يزحَفُ عَلى بَطنِهِ مِنْ أوَّل ِالمَجَرَّةِ إلى
آخرها.
كمَنْ دَاسَ عَلى لغم ٍ وَأدْرَكْ.
طولَ العُمْرِ نحَذرُ
مِنْ نِدَاءَاتٍ تتسَرَّبُ مِنْ تحْتِ جلدِنَا،
مِنْ أنْ نكونَ مَشاجبَ لِصِبْيةِ الزوَايَا،
مِنَ المُرُورِ عَلى المَقابرِ ليلا،
حَتى لا نرَى بَشرًا بِأرجُلِ دَوَابٍّ،
مِنْ عُبُورِ رَدْهَةٍ
دُونَ التفاتيْن ِ.
مِنْ حِبال ِ الغسِيل ِ المُعَلَّقِ
عَلى شرفةِ مَجَرَّةٍ ضائِعَةٍ،
ذلكَ الغسِيلُ الذِي كلُّ قِطعِهِ طارَتْ إلى كوكبٍ:
ذهَبَتْ مَلابسُ فرُوسِيِّةِ جَدِّي إلى بُلوتو،
حَيْثُ سَتعِيشُ فترَة َ تجَمُّدٍ طويل ٍ،
بَيْنمَا قمْصَانُ نوم ِجَدَّتِي والتِي مَا رَآهَا حَتى جَدِّي انضمَّتْ إلى حَلقاتِ زحَلَ،
فِي دِرَاسَةٍ لِتأمُّل ِ اصْطِدَام ٍ هَائِل ٍ،
أمَّا مَنادِيلِي فقدْ عَلِقَتْ بِأسْطح ٍعَاكِسَةٍ
لِقمَرٍ اصْطِنَاعِيٍّ،
فتسَرَّبَ خبَرٌ أنَّ حَرْبَ كوَاكِبَ جدِيدَة ً سَتبْدَأ،
وَقدْ طارَ إلى الكوكبِ الأزرق ِِ سِروَالِي المُبَقعُ
حَيْث تلقفهُ طريدٌ عَلى جَبَل ِ بَاردٍ،
وَصَنعَ مِنهُ وَسَادَة ً
قبلَ طعنِهِ بِلحَظاتٍ،ثمَّ صَارَ صَاحِب ُالسِّرْوَال ِ مطلوبًا، مِنْ حِبَالِ الغسيل ِ المُعَلَّق ِ وأنا أصعدُ الدَّرَجَ أناشِدُكمْ
ردُّوا عليَّ سِرْوَالي.
أصعدُ بي
أمْ أصعدُ بلا شيءٍ
أمْ أنَّ درجًا يصعدُ بي
أمْ أنَّ لا شيءَ يصعدُ بلا شيءٍ
أمْ أنني لا أصعدُ
أمْ أنهُ لا درجْ.
وقالَ لِيَ الدَّرَجُ:
" لِمَ دَخلتَ أصْلا "
قالَ لِي:
" الخارجُ والدَّاخِلُ سَوَاءٌ "
قالَ لِي:
"مَعْنى أنْ تضغط َ الجَرَسَ أنكَ غريبٌ "
قالَ لِي:
" لا تظنِّ السَّطحَ خاتِمَة ً "
قالَ لِي:
"عِندَ كلِّ طابق ٍ مَهْزلة ٌ "
قالَ لِي:
"مَنْ ليْسَ مَعَهُ مِفتاحٌ أبْلهُ "
قالَ لِي:
"فقدَ ذاتَهُ مَنْ بدَّ لَ مَفاتِيحَهُ"
قالَ لِي:
" أخرَقُ مَنْ ظنَّ أنَّ لدَيْهِ مِفتاحًا"
قالَ لِي:
" ليْسَ كلُّ بَابٍ تدْخلُهُ "
قالَ لِي:
" كلُّ مِفتاح ٍ سُلطة ٌ"
قالَ لِي:
" كلُّ المفاتيح ِ تتبدَّلُ "
قالَ لِي:
" لسْتَ آمِنًا يَا مَنْ وقفتَ عَلى الدَّرَج
قالَ لِي:
"لا تتردَّدْ في اقتِحَام ِ أيِّ بَابٍ "
قلْ للذينَ صَعَدُوا:
تحْتَ أيِّ شجَرٍ سَوْفَ تنبتونَ
فِي أيِّ قمَرٍ سَوْفَ تختبئونَ
عِندَ أيِّ نهرٍ سَتخرُجُونَ مِنَ الوَرْدِ
وَ تتناكفونَ.
قلْ لهُمْ: سَلالِمُ نِهَائيَّة ٌ أمْ لا نِهَائيَّة ٌ
والدَّرَجُ كالجَحِيم.
قلْ لهُمْ : مَاذا سَنفعَلُ لوْ وَجَدنا حُبًّا حَقِيقِيًّا سَيَستمِرُّ مَعَنا فقطْ مَسَافة َ دَرَج ٍ
نحِبُّ أمْ لا نحِبُّ
لوْ رَأيْنا زهْرَة ً مُشتهَاة ً تِلكَ التِي لِلخيَال
و للروح ِ
تِلكَ التِي لِلجَسَدِ وَالمُسَامَرَةِ
لوْ رَأيْناهَا ترُوحُ إلى زمَن ٍ مُتَحَنِّط ٍ
نتحمَّمُ بالعِطرِ حِينئِذٍ
أمْ نهِيلُ البُكاءَ عَلى الرَّيَاحِين ِ
قلْ لهُمْ :
لا تجيئونا في المَنامَاتِ،
في غُلالاتِ نورٍ،
تهْمِسُونَ بأحْلامِنَا،
وتنادُوننا كي نجَالِسَكمْ فِي سَحَابَةٍ،
تأخذوننا،
فنخطو عَلى مَاءٍ،
ونرقى دُونمَا جَناحَيْن ِ فِي هَوَاءٍ،
ثمَّ نعَانِقكمْ،
فلا تكونونَ إلا أثرًا مُضمَرًا فِي بَنَان ٍ.
قلْ لهُمْ :
قابلونا
فِي الأمَاكِن ِ نفسِهَا.
بالأزاهِيرِ نفسِهَا.
في المَوَاقِيتِ نفسِهَا.
بالسَّعَادَةِ نفسِهَا.
فنحْنُ نرقبُكمْ مِنْ بَعِيدٍ
لِتَمْسِكونا،
وتطيِّرُونا حَتى سُقوفِ البنايَاتِ،
وتدوِّرُونا حَولَ أجْسَامِكمْ حَتى ترجُفَ السَّمَاوَاتُ، ولِيعنِّفُونا
إذا ما تأخَّرنا فِي اللعِبِ حَتى العِشاءْ،
وليضربُونا حِينَ نترُكُ الشمْسَ فِي فُرُشِنَا
والبُكاءْ.
ولِيحْبِسُونا فِي غُرَفٍ خالِيَاتٍ.
النُّجُومُ
انكَدَرَتْ
وَأنَا
أصْعَدُ
الدَّرَج َ.
والسَّمَاءُ
كشِطتْ
ومَا كُشِط َ الدَّرَجْ.
لم يكونُ غدٌ بِلا ساقيْنْ
لِمَ كانَ ماض ٍ بِلا ذراعيْنْ
ولِمَ الآنَ حاضرٌ مِنْ دون ِ عينيْنْ
والزمنُ الذي هو كمُهْرٍ بِجناحيْنْ
ويقطعُ المجرة َ في خفقتيْنْ
أيْنْ.
أوقفوا إذنْ البُكاءَ حِينَ يَسِيلُ مِنَ القلب ِ,
أوقفوا الحِكمَة َالطافِحَة َ,
كبِركةٍ تحتَ لِحَى الكِبَار,
تعَامَلوا مَعَ الأقنِعَةِ بِوصْفِهَا وُجُوهًا
كمَا تعَامَلتُمْ مَعَ الوُجُوهِ بِوصْفِهَا أقنِعَة ً,
اجْعَلوا المُدْيَة َالتِي تجْرَحُ تُدَاوي,
لا تسْمَحُوا للوَدَاع بأنْ يُفجِّرَ نفسَهُ فِي مَيَادِين ِالسَّهْو صَادِرُوا الليلَ المُجَفَّفَ فِي مَطابخ ِ الذاكِرَةِ بصَلاحِيَّةٍ تالِفةٍ, أجْرُوا عَمَليَّة َ تجْمِيل ٍ للمَجَرَّةِ نفسِهَا
حَتى تبْدُوَ أكثرَ إغرَاءً
وَأقلَّ سَوَادًا
سَأفتحُ الأبْوَابَ يَا دَرَجُ.
سَأركلُ بَابَ الفصُولِ،
وَ أفسَخُهُ،
يَا دَرَجُ.
إنِّي أريدُ أنْ أفتضَّ غابتيْنْ
وأرتجلُ زهرتيْنْ
ثم أستحمُّ منَ الشمس ِ بجرحيْنْ
وأغنِّي وداعيْنْ
ثمَّ أبعثِرُ كالفقاقيع ِ ليلا كشجرتيْنْ
سأنفضُ صفرةَ أوراقِهِ الأبدية َ
لِيسقط ََ في الوحْل ِ
مرتيْنْ.
بَابَ الأبَدِيَّة ِ،
فاتِحًا صَدْري عَلى المَجَرَّة ِ،
كَحَارس ٍ شخصِيٍّ.
سَأصْطادُهَا،
وَأودِعُ سِرَّهَا فِنجَانَ لذةٍ،
وَأهَيِّئُ مُتَّكئِي،
ثمَّ أرتشفُهَا كامِلة ً,
ثمَّ أطرُدُهَا كاسِرًا حَقْوَهَا،
وَسَأقعَى عِندَ قدَمَيَّ صَنِم ِ الزوَال ِ
راجيًا
أنْ يطهِرَنِي يا دَرَجْ.
وَسَوْفَ أسُبُّكَ يا دَرَج ُ
أمْسِكُ بِخِنَاقِكَ،
وأسْحَبُكَ عَلي وَجْهِ أمِّكَ يا دَرَج ُ،
هَا هِي سَلا لِمُك َالعَدَمِيَّة ُ,
ودَرَابْزيناتكَ الزئبَقِيَّة ُ
رَهَائِنُ،
فِانهَضْ يَا بْنَ الأبِ المَجْهُول ِ،
وتشاجَرْ مَعِي
أنا الثوْرُ الهَائِجُ المَطعُونُ بالنظرةِ،
وشهقاتِ الجَمَاهِيرِ مَعَ كلِّ سَهْم ٍٍ،
أودِعْ سَهْمَكَ المُتمِّمَ فِي قلبِي،
وأرحني لِترتاحَ يا دَرَجْ.
وسأغني:
"أنا مقيدٌ ويدايَ سائبتانْ،
أنا محتجَزٌ في سجون ٍ غريبةٍ،
أنا لسْتُ في داخلِهَا،
هي ليسَتْ في داخلي،
لكننا
أنا وسجوني شيئان ِمبهمانْ"
الدَّرَجُ يَصْعَدُ ولا يُصْعَدُ,
الدَّرَجُ يعرفُ كيفَ يُدْ نِي حبيبيْن ِ فيتطامنان ِ,
و كيفَ يَنهَضُ فجْأة ًكالسَّدِيم ِ فيتلاعنان ِ,
الدَّرَجُ يعرفُ أنَّ الوُجُوهَ بعيونِهَا العَمِيقةِ الغامِضةِ
لمْ تكنْ سِوَى دََرَج ٍ,
أنَّ الأنامِلَ بِوَدَاعَاتِهَا المُفاجئةِ السَّاهِمَةِ,
لمْ تكنْ سِوَى دَرَج ٍ,
أنَّ الهَدَايا دَرَجٌ،
والخِيَاناتِ دَرَجٌ,
والمَوْتَ بَابٌ يَفتحُ عَلي حَائِط ٍ،
وأجْرَاس ٍ مُتعَطِّلاتٍ,
ومَزيدٍ مِنْ خَرَس ِ الدَّرَجْ.
وقالَ الدَّرَجُ:
" اِسْألوني أسُؤْ كُمْ
وَاصْعَدُوا فيَّ
ولا تكلمُونْ"
وقالَ الدَّرَجُ:
" اِصْعَدْنِي مُبَالِيَا،
أولا مُبَاليَا.
فأنا الدَّرَجُ
ليسَ لي قلبٌ كاليَمَامْ
وليسَ لي نبض كالغَمَامْ
لأنه ليسَ لِي
لأنه لمْ يُوجَدْ لِي قلبٌ
اِصْعَدْنِي دَارعًا ومتحدِّ يَا.
فأنا أجْرَحُ مِنْ حَيْثُ لا أُجْرَحُ،
أصِلُ بالجرح ِ للقلبِ،
وأصلُ بالقلبِ للجرح ِ،
فاصْعَدْ نِي
مُتوَاريَا
يَا عَاريَا
مِنَ الأجوبَة ".
وقالَ الدَّرَجُ:
أنا
المتكرِّرُ
المديدُ
البعيدُ
الخانقُ
المتناقضُ
الناطوحُ
المصقولُ بلا وجهٍ
ذو الظلال والأفنية
وأنتم الحريريونَ
المتلاشونَ
المطعونونَ
المهمَلونَ
المنبوذونَ
الملمعونَ للأحذيةِ
اللابسونَ للأقنعةِ
والرابطونَ للأربطة.
روحُ البناياتِ أنا
تأمَّلوني،
ولا تصعدوا ثانية ً في المصاعد ِ،
هاأنتمْ أولاءِ توصدونَ البوحَ على لغتي،
وتتسامرونَ وحدَكمْ،
وترجمونَ قِططي التي في الليل ِ والنهارِ،
ها أنتمْ أولاءِ تلقونَ سلالَ قبحَكمْ
عندَ صباحاتي،
وتتركونني شحاذ ا يحدِّقُ في الصمتِ والأفنيةِ.
ها أنتمْ أنكرتُمْ آلائِي
وكنتُمْ أولَ الأمرِ زحفًا
تصعدونَ.
أسيِّرُكمْ خفيفِينَ أوْ متد للِينَ،
أوقظ ُ عندَ كلِّ سلمةٍ زهرة ً،
فتنحنونَ و تمسكونَهَا،
وحينَ تفتحونَ قبْوَ نشوتِكُمْ لا تجدونها،
وعلى سلمةٍ أخرى غيرُهَا،
وأمامَ كلِّ جرس ٍ أمثالُهَا،
فتنحنونَ
وتصعدونَ
وتنحنونَ،
وتَقْطِفُونَ
وتُقْطَفُونَ،
وأنا صانعُ الوردِ
وقاطفُهُ لوْ كنتمْ تبصرون.
حرِّمَ عليكمُ الليلُ لأنَّ الظلامَ لي.
والأزهارُ لأنَّ الأشواكَ لي.
والحبيباتُ
لأنَّ
الدموعَ
لي .
أجرعُ الليلَ كلَّهُ
أجرعُ الصبرَ كلهُ
أجرعُ الخمرَ كلهَا
عساني
أنسى
أنكم
تصافحونني
دومًا
بالنعالْ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.