ياسر جلال يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب 2025    عبد الوهاب: صفقة "علم الروم" تعزز الثقة في الاقتصاد المصري وتدعم ارتفاع الاحتياطي النقدي    أزمات المياه والسودان والصومال تتصدر مباحثات السيسي ونظيره الكيني    فيديو.. معتز عبدالفتاح: أحمد الشرع لعبها صح وفكّر زي السادات    منتخب مصر يواجه سويسرا في دور ال32 بكأس العالم للناشئين    الجامعات المصرية تشارك في البطولة العالمية العاشرة للجامعات ببرشلونة    تصرف مفاجئ من دينا الشربيني بعد أخبار ارتباطها بكريم محمود عبدالعزيز    عباس: نقترب من الانتهاء من دستور الدولة الفلسطينية    هذا ما وعد به ممداني كعمدة وهل سيتمكن من تحقيقه؟    نفاد بطاقات الاقتراع في سفاجا وحلايب بسبب الإقبال الكثيف    انقطاع التيار الكهربائى عن 24 قرية وتوابعها فى 7 مراكز بكفر الشيخ غدا    تحديد موعد إقامة سوبر اليد بين الأهلي وسموحة في الإمارات    مصرع وإصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة أثناء متابعة الانتخابات بأسوان    الانتخابات.. وإرادة الشعب    أول لقطات من حفل زفاف هايدي موسى على المذيع الرياضي محمد غانم في القلعة    السقا وباسم سمرة وشيرين رضا.. القائمة الكاملة لأبطال فيلم «هيروشيما»    مراسل إكسترا نيوز بالبحيرة: إقبال تاريخى وتسهيلات لوجستية للناخبين    الفراعنة.. والمتحف الكبير.. والأهرامات    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    سفير تركيا: فيدان يستقبل وزير خارجية مصر غدًا في أنقرة للتحضير لمجلس التعاون الاستراتيجي    ضبط قائد سيارة نقل اعتدى على مواطن بالسب والضرب بسبب خلاف مرور    الزمالك يشكو زيزو رسميًا للجنة الانضباط بسبب تصرفه في نهائي السوبر    تأجيل لقاء المصرى ودجلة بالدورى ومباراتي الأهلى والزمالك تحت الدراسة    مستشفيات قصر العيني تنظم يوما تعريفيا للأطباء المقيمين الجدد (صور)    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    «بيحطوا روج للتماثيل».. فتيات يثيرن الجدل خلال زيارتها للمتحف المصري الكبير (صور)    المنظمة الدولية للهجرة تحذر من قرب انهيار عمليات الإغاثة في السودان    محافظ الإسكندرية: انتخابات النواب 2025 تسير بانضباط في يومها الثاني    أوغندا تهزم فرنسا في كأس العالم للناشئين وتتأهل "كأفضل ثوالث"    الفريق ربيع عن استحداث بدائل لقناة السويس: «غير واقعية ومشروعات محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ»    بعد أزمة صحية حادة.. محمد محمود عبد العزيز يدعم زوجته برسالة مؤثرة    توافد الناخبين على لجنة الشهيد إيهاب مرسى بحدائق أكتوبر للإدلاء بأصواتهم    حادث مأساوي في البحر الأحمر يودي بحياة نجل المرشح علي نور وابن شقيقته    الاتحاد الأوروبي يخطط لإنشاء وحدة استخباراتية جديدة لمواجهة التهديدات العالمية المتصاعدة    ليفربول يبدأ مفاوضات تجديد عقد إبراهيما كوناتي    الحكومة المصرية تطلق خطة وطنية للقضاء على الالتهاب الكبدي الفيروسي 2025-2030    «هيستدرجوك لحد ما يعرفوا سرك».. 4 أبراج فضولية بطبعها    عمرو دياب يطعن على حكم تغريمه 200 جنيه فى واقعة صفع الشاب سعد أسامة    شاب ينهي حياة والدته بطلق ناري في الوجة بشبرالخيمة    بعد قليل.. مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء بمقر الحكومة فى العاصمة الإدارية    مراسل "إكسترا نيوز" ينقل كواليس عملية التصويت في محافظة قنا    شباب بتحب مصر تُشارك في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP30    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. ندوة علمية حول "خطورة الرشوة" بجامعة أسيوط التكنولوجية    الكاف يعلن مواعيد أول مباراتين لبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    الرئيس السيسي يوجه بمتابعة الحالة الصحية للفنان محمد صبحي    إدارة التعليم بمكة المكرمة تطلق مسابقة القرآن الكريم لعام 1447ه    التغيرات المناخية أبرز التحديات التى تواجه القطاع الزراعى وتعيد رسم خريطة الزراعة.. ارتفاع الحرارة وتداخل الفصول يؤثر على الإنتاجية.. ومنسوب سطح البحر يهدد بملوحة الدلتا.. والمراكز البحثية خط الدفاع الأول    بعد غياب سنوات طويلة.. توروب يُعيد القوة الفنية للجبهة اليُمنى في الأهلي    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    "البوابة نيوز" تهنئ الزميل محمد نبيل بمناسبة زفاف شقيقه.. صور    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    إيديتا للصناعات الغذائية تعلن نتائج الفترة المالية المنتهية فى 30 سبتمبر 2025    بينهم أجانب.. مصرع وإصابة 38 شخصا في حادث تصادم بطريق رأس غارب    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إيهاب خليفة في ديوان "مساء يستريح على الطاولة"
نشر في محيط يوم 06 - 03 - 2010

القاهرة: صدر حديثا عن دار الأمل للطباعة والنشر ديوان "مساء يستريح على الطاولة" للشاعر المصري إيهاب خليفة.
الديوان يقع فى 109 صفحة ويحوى 29 قصيدة من بينهم "الحلوة ، البلدة العظيمة، الميت، توك توك شارد جنب الكورنيش، مشاعر، كيس قمامة أسود، كرجل انتهى أمره، نملة، فاطمة، من مذكرات جنيت لم يولد، شتاء أطول.. صوف أقل وكيف قتلت طقطقة الأصابع".
إيهاب خليفة شاعر مصرى صدر له من قبل ديوان بعنوان "أكثر مرحا مما تظن" عن دار الكتابة الأخرى عام 1997، وآخر بعنوان "طائر مصاب بأنفلونزا" عام 2006
من ديوان " طائر مصاب بأنفلونزا " :
أصعد الدرج
قال لي المذبح استظل حين ينحسر
الظل في العراء المطلق بك
مُنذ كَمْ
وأنا أصعَدُ الدَّرَجْ.
أحصِي سلالِمَ،
وأصْعَدُ الدَّرَجْ.
أسنِدُ على كلِّ سُلَّمَةٍ رئتيَّ،
أمسحُ بخِرقةٍ باليةٍ روحِي.
أجراسٌ،
و كوالينُ في بَيَاتِهَا الشتويِّ،
و أنا
أصعَدُ
الدَّرَجْ.
أصوَاتٌ تربِّتُ على خيالاتٍ،
ألتفِتُ ولا أحدَ،
وأنا أصعدُ
الدَّرَجْ .
رأيْتُ اغتيالاتٍ لشموس ٍ،
وأقواسَ قزحَ ،
تسقُط ُ كقطرةِ عرق ٍ،
على جبين فراشةٍ ميِّتةٍ،
و أنا
أصعدُ
الدَّرَجْ .
عَرَفْتُ اسْمِي
وأنا أصعدُ الدَّرَجْ .
نَسِيتُ اسْمِي
وأنا أصعدُ الدَّرَجْ .
مزقْتُ حَدَائِقَ عُمْري
حين رأيتُ رُوحًا لي
لا تكلمني
فِي مَسَاءِ الدََّرََجْ .
قفزْتُ وغنيتُ عاطفية ً
حينَ تجلَّتْ لي شفتان ِ
في غرَام ِالدَّرَجْ .
عند سلمة ٍغادرْتُ سِيَاطَ أمٍّ،
في سلمةٍ أخرى
دفنتُ دُعاباتِ أب ٍ،
وظللتُ أولولُ في خِضمِّ الدَّرَجْ.
عَشرُ سَلالِمَ
بِعَشرةِ رفاق ٍ
وأنا
أشهَقُ
الدَّرَجْ.
كمَنْ نامَ على يدِهِ وخزٌ.
كمَنْ في فمِهِ مصَّاصة ٌ أبدِيَّة ٌ مِنَ الألم ِ.
كمَنْ يتلقَّى نيزكًا في وجهِهِ.
كمَنْ يدُهُ مَرْبُوطة ٌفِي هاويةٍ.
كمَنْ يَخِيطونَ قلبَهُ على ضحِكٍ ليسَ مُمْكِنًا.
كمَنْ تذكرَ مِظلَّتَهُ المَنسِيَّة َ بَعْدَ أنْ قفز.
كمَنْ صَارَحَتْهُ صَاعِقة ٌ بمَوَدَّ تِهَا.
كمَنْ أطلقوا عَلى سَهْوِهِ رَصَاصَة ً.
كمَنْ يَعْترفُ لهُ بُرْكانٌ بِقسْوَتِهِ.
كمَنْ يَنشُرُونَ صَمْتَهُ أمَامَ عَيْنيْهِ.
كمَنْ أجْبَرَتهُ بَعُوضة ٌ عَلى حَرْق ِ جلدِهِ.
كمَنْ يُريدُ سَحْبَ هُويَّتهِ مِنْ تحْتِ فِيل ٍمُتسَلِّطٍ.
كمَنْ يزحَفُ عَلى بَطنِهِ مِنْ أوَّل ِالمَجَرَّةِ إلى
آخرها.
كمَنْ دَاسَ عَلى لغم ٍ وَأدْرَكْ.
طولَ العُمْرِ نحَذرُ
مِنْ نِدَاءَاتٍ تتسَرَّبُ مِنْ تحْتِ جلدِنَا،
مِنْ أنْ نكونَ مَشاجبَ لِصِبْيةِ الزوَايَا،
مِنَ المُرُورِ عَلى المَقابرِ ليلا،
حَتى لا نرَى بَشرًا بِأرجُلِ دَوَابٍّ،
مِنْ عُبُورِ رَدْهَةٍ
دُونَ التفاتيْن ِ.
مِنْ حِبال ِ الغسِيل ِ المُعَلَّقِ
عَلى شرفةِ مَجَرَّةٍ ضائِعَةٍ،
ذلكَ الغسِيلُ الذِي كلُّ قِطعِهِ طارَتْ إلى كوكبٍ:
ذهَبَتْ مَلابسُ فرُوسِيِّةِ جَدِّي إلى بُلوتو،
حَيْثُ سَتعِيشُ فترَة َ تجَمُّدٍ طويل ٍ،
بَيْنمَا قمْصَانُ نوم ِجَدَّتِي والتِي مَا رَآهَا حَتى جَدِّي انضمَّتْ إلى حَلقاتِ زحَلَ،
فِي دِرَاسَةٍ لِتأمُّل ِ اصْطِدَام ٍ هَائِل ٍ،
أمَّا مَنادِيلِي فقدْ عَلِقَتْ بِأسْطح ٍعَاكِسَةٍ
لِقمَرٍ اصْطِنَاعِيٍّ،
فتسَرَّبَ خبَرٌ أنَّ حَرْبَ كوَاكِبَ جدِيدَة ً سَتبْدَأ،
وَقدْ طارَ إلى الكوكبِ الأزرق ِِ سِروَالِي المُبَقعُ
حَيْث تلقفهُ طريدٌ عَلى جَبَل ِ بَاردٍ،
وَصَنعَ مِنهُ وَسَادَة ً
قبلَ طعنِهِ بِلحَظاتٍ،ثمَّ صَارَ صَاحِب ُالسِّرْوَال ِ مطلوبًا، مِنْ حِبَالِ الغسيل ِ المُعَلَّق ِ وأنا أصعدُ الدَّرَجَ أناشِدُكمْ
ردُّوا عليَّ سِرْوَالي.
أصعدُ بي
أمْ أصعدُ بلا شيءٍ
أمْ أنَّ درجًا يصعدُ بي
أمْ أنَّ لا شيءَ يصعدُ بلا شيءٍ
أمْ أنني لا أصعدُ
أمْ أنهُ لا درجْ.
وقالَ لِيَ الدَّرَجُ:
" لِمَ دَخلتَ أصْلا "
قالَ لِي:
" الخارجُ والدَّاخِلُ سَوَاءٌ "
قالَ لِي:
"مَعْنى أنْ تضغط َ الجَرَسَ أنكَ غريبٌ "
قالَ لِي:
" لا تظنِّ السَّطحَ خاتِمَة ً "
قالَ لِي:
"عِندَ كلِّ طابق ٍ مَهْزلة ٌ "
قالَ لِي:
"مَنْ ليْسَ مَعَهُ مِفتاحٌ أبْلهُ "
قالَ لِي:
"فقدَ ذاتَهُ مَنْ بدَّ لَ مَفاتِيحَهُ"
قالَ لِي:
" أخرَقُ مَنْ ظنَّ أنَّ لدَيْهِ مِفتاحًا"
قالَ لِي:
" ليْسَ كلُّ بَابٍ تدْخلُهُ "
قالَ لِي:
" كلُّ مِفتاح ٍ سُلطة ٌ"
قالَ لِي:
" كلُّ المفاتيح ِ تتبدَّلُ "
قالَ لِي:
" لسْتَ آمِنًا يَا مَنْ وقفتَ عَلى الدَّرَج
قالَ لِي:
"لا تتردَّدْ في اقتِحَام ِ أيِّ بَابٍ "
قلْ للذينَ صَعَدُوا:
تحْتَ أيِّ شجَرٍ سَوْفَ تنبتونَ
فِي أيِّ قمَرٍ سَوْفَ تختبئونَ
عِندَ أيِّ نهرٍ سَتخرُجُونَ مِنَ الوَرْدِ
وَ تتناكفونَ.
قلْ لهُمْ: سَلالِمُ نِهَائيَّة ٌ أمْ لا نِهَائيَّة ٌ
والدَّرَجُ كالجَحِيم.
قلْ لهُمْ : مَاذا سَنفعَلُ لوْ وَجَدنا حُبًّا حَقِيقِيًّا سَيَستمِرُّ مَعَنا فقطْ مَسَافة َ دَرَج ٍ
نحِبُّ أمْ لا نحِبُّ
لوْ رَأيْنا زهْرَة ً مُشتهَاة ً تِلكَ التِي لِلخيَال
و للروح ِ
تِلكَ التِي لِلجَسَدِ وَالمُسَامَرَةِ
لوْ رَأيْناهَا ترُوحُ إلى زمَن ٍ مُتَحَنِّط ٍ
نتحمَّمُ بالعِطرِ حِينئِذٍ
أمْ نهِيلُ البُكاءَ عَلى الرَّيَاحِين ِ
قلْ لهُمْ :
لا تجيئونا في المَنامَاتِ،
في غُلالاتِ نورٍ،
تهْمِسُونَ بأحْلامِنَا،
وتنادُوننا كي نجَالِسَكمْ فِي سَحَابَةٍ،
تأخذوننا،
فنخطو عَلى مَاءٍ،
ونرقى دُونمَا جَناحَيْن ِ فِي هَوَاءٍ،
ثمَّ نعَانِقكمْ،
فلا تكونونَ إلا أثرًا مُضمَرًا فِي بَنَان ٍ.
قلْ لهُمْ :
قابلونا
فِي الأمَاكِن ِ نفسِهَا.
بالأزاهِيرِ نفسِهَا.
في المَوَاقِيتِ نفسِهَا.
بالسَّعَادَةِ نفسِهَا.
فنحْنُ نرقبُكمْ مِنْ بَعِيدٍ
لِتَمْسِكونا،
وتطيِّرُونا حَتى سُقوفِ البنايَاتِ،
وتدوِّرُونا حَولَ أجْسَامِكمْ حَتى ترجُفَ السَّمَاوَاتُ، ولِيعنِّفُونا
إذا ما تأخَّرنا فِي اللعِبِ حَتى العِشاءْ،
وليضربُونا حِينَ نترُكُ الشمْسَ فِي فُرُشِنَا
والبُكاءْ.
ولِيحْبِسُونا فِي غُرَفٍ خالِيَاتٍ.
النُّجُومُ
انكَدَرَتْ
وَأنَا
أصْعَدُ
الدَّرَج َ.
والسَّمَاءُ
كشِطتْ
ومَا كُشِط َ الدَّرَجْ.
لم يكونُ غدٌ بِلا ساقيْنْ
لِمَ كانَ ماض ٍ بِلا ذراعيْنْ
ولِمَ الآنَ حاضرٌ مِنْ دون ِ عينيْنْ
والزمنُ الذي هو كمُهْرٍ بِجناحيْنْ
ويقطعُ المجرة َ في خفقتيْنْ
أيْنْ.
أوقفوا إذنْ البُكاءَ حِينَ يَسِيلُ مِنَ القلب ِ,
أوقفوا الحِكمَة َالطافِحَة َ,
كبِركةٍ تحتَ لِحَى الكِبَار,
تعَامَلوا مَعَ الأقنِعَةِ بِوصْفِهَا وُجُوهًا
كمَا تعَامَلتُمْ مَعَ الوُجُوهِ بِوصْفِهَا أقنِعَة ً,
اجْعَلوا المُدْيَة َالتِي تجْرَحُ تُدَاوي,
لا تسْمَحُوا للوَدَاع بأنْ يُفجِّرَ نفسَهُ فِي مَيَادِين ِالسَّهْو صَادِرُوا الليلَ المُجَفَّفَ فِي مَطابخ ِ الذاكِرَةِ بصَلاحِيَّةٍ تالِفةٍ, أجْرُوا عَمَليَّة َ تجْمِيل ٍ للمَجَرَّةِ نفسِهَا
حَتى تبْدُوَ أكثرَ إغرَاءً
وَأقلَّ سَوَادًا
سَأفتحُ الأبْوَابَ يَا دَرَجُ.
سَأركلُ بَابَ الفصُولِ،
وَ أفسَخُهُ،
يَا دَرَجُ.
إنِّي أريدُ أنْ أفتضَّ غابتيْنْ
وأرتجلُ زهرتيْنْ
ثم أستحمُّ منَ الشمس ِ بجرحيْنْ
وأغنِّي وداعيْنْ
ثمَّ أبعثِرُ كالفقاقيع ِ ليلا كشجرتيْنْ
سأنفضُ صفرةَ أوراقِهِ الأبدية َ
لِيسقط ََ في الوحْل ِ
مرتيْنْ.
بَابَ الأبَدِيَّة ِ،
فاتِحًا صَدْري عَلى المَجَرَّة ِ،
كَحَارس ٍ شخصِيٍّ.
سَأصْطادُهَا،
وَأودِعُ سِرَّهَا فِنجَانَ لذةٍ،
وَأهَيِّئُ مُتَّكئِي،
ثمَّ أرتشفُهَا كامِلة ً,
ثمَّ أطرُدُهَا كاسِرًا حَقْوَهَا،
وَسَأقعَى عِندَ قدَمَيَّ صَنِم ِ الزوَال ِ
راجيًا
أنْ يطهِرَنِي يا دَرَجْ.
وَسَوْفَ أسُبُّكَ يا دَرَج ُ
أمْسِكُ بِخِنَاقِكَ،
وأسْحَبُكَ عَلي وَجْهِ أمِّكَ يا دَرَج ُ،
هَا هِي سَلا لِمُك َالعَدَمِيَّة ُ,
ودَرَابْزيناتكَ الزئبَقِيَّة ُ
رَهَائِنُ،
فِانهَضْ يَا بْنَ الأبِ المَجْهُول ِ،
وتشاجَرْ مَعِي
أنا الثوْرُ الهَائِجُ المَطعُونُ بالنظرةِ،
وشهقاتِ الجَمَاهِيرِ مَعَ كلِّ سَهْم ٍٍ،
أودِعْ سَهْمَكَ المُتمِّمَ فِي قلبِي،
وأرحني لِترتاحَ يا دَرَجْ.
وسأغني:
"أنا مقيدٌ ويدايَ سائبتانْ،
أنا محتجَزٌ في سجون ٍ غريبةٍ،
أنا لسْتُ في داخلِهَا،
هي ليسَتْ في داخلي،
لكننا
أنا وسجوني شيئان ِمبهمانْ"
الدَّرَجُ يَصْعَدُ ولا يُصْعَدُ,
الدَّرَجُ يعرفُ كيفَ يُدْ نِي حبيبيْن ِ فيتطامنان ِ,
و كيفَ يَنهَضُ فجْأة ًكالسَّدِيم ِ فيتلاعنان ِ,
الدَّرَجُ يعرفُ أنَّ الوُجُوهَ بعيونِهَا العَمِيقةِ الغامِضةِ
لمْ تكنْ سِوَى دََرَج ٍ,
أنَّ الأنامِلَ بِوَدَاعَاتِهَا المُفاجئةِ السَّاهِمَةِ,
لمْ تكنْ سِوَى دَرَج ٍ,
أنَّ الهَدَايا دَرَجٌ،
والخِيَاناتِ دَرَجٌ,
والمَوْتَ بَابٌ يَفتحُ عَلي حَائِط ٍ،
وأجْرَاس ٍ مُتعَطِّلاتٍ,
ومَزيدٍ مِنْ خَرَس ِ الدَّرَجْ.
وقالَ الدَّرَجُ:
" اِسْألوني أسُؤْ كُمْ
وَاصْعَدُوا فيَّ
ولا تكلمُونْ"
وقالَ الدَّرَجُ:
" اِصْعَدْنِي مُبَالِيَا،
أولا مُبَاليَا.
فأنا الدَّرَجُ
ليسَ لي قلبٌ كاليَمَامْ
وليسَ لي نبض كالغَمَامْ
لأنه ليسَ لِي
لأنه لمْ يُوجَدْ لِي قلبٌ
اِصْعَدْنِي دَارعًا ومتحدِّ يَا.
فأنا أجْرَحُ مِنْ حَيْثُ لا أُجْرَحُ،
أصِلُ بالجرح ِ للقلبِ،
وأصلُ بالقلبِ للجرح ِ،
فاصْعَدْ نِي
مُتوَاريَا
يَا عَاريَا
مِنَ الأجوبَة ".
وقالَ الدَّرَجُ:
أنا
المتكرِّرُ
المديدُ
البعيدُ
الخانقُ
المتناقضُ
الناطوحُ
المصقولُ بلا وجهٍ
ذو الظلال والأفنية
وأنتم الحريريونَ
المتلاشونَ
المطعونونَ
المهمَلونَ
المنبوذونَ
الملمعونَ للأحذيةِ
اللابسونَ للأقنعةِ
والرابطونَ للأربطة.
روحُ البناياتِ أنا
تأمَّلوني،
ولا تصعدوا ثانية ً في المصاعد ِ،
هاأنتمْ أولاءِ توصدونَ البوحَ على لغتي،
وتتسامرونَ وحدَكمْ،
وترجمونَ قِططي التي في الليل ِ والنهارِ،
ها أنتمْ أولاءِ تلقونَ سلالَ قبحَكمْ
عندَ صباحاتي،
وتتركونني شحاذ ا يحدِّقُ في الصمتِ والأفنيةِ.
ها أنتمْ أنكرتُمْ آلائِي
وكنتُمْ أولَ الأمرِ زحفًا
تصعدونَ.
أسيِّرُكمْ خفيفِينَ أوْ متد للِينَ،
أوقظ ُ عندَ كلِّ سلمةٍ زهرة ً،
فتنحنونَ و تمسكونَهَا،
وحينَ تفتحونَ قبْوَ نشوتِكُمْ لا تجدونها،
وعلى سلمةٍ أخرى غيرُهَا،
وأمامَ كلِّ جرس ٍ أمثالُهَا،
فتنحنونَ
وتصعدونَ
وتنحنونَ،
وتَقْطِفُونَ
وتُقْطَفُونَ،
وأنا صانعُ الوردِ
وقاطفُهُ لوْ كنتمْ تبصرون.
حرِّمَ عليكمُ الليلُ لأنَّ الظلامَ لي.
والأزهارُ لأنَّ الأشواكَ لي.
والحبيباتُ
لأنَّ
الدموعَ
لي .
أجرعُ الليلَ كلَّهُ
أجرعُ الصبرَ كلهُ
أجرعُ الخمرَ كلهَا
عساني
أنسى
أنكم
تصافحونني
دومًا
بالنعالْ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.