صنعاء : نظم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين- فرع ذمار- صباحية شعرية أحياها الشاعر العربي السوري مجيب السوسي مدير المركز الثقافي السوري بمحافظة ذمار اليمنية -100كم من صنعاء. وبحسب "وكالة أنباء الشعر" عبر الشاعر السوري عن مدى التشابه بين معرة النعمان التي أنجبت أبا العلاء المعري، ومحافظة ذمار اليمنية التي أنجبت الشاعر عبد الله البردوني، وكلاهما فقدا البصر في سن الطفولة، مُحلقاً في سماء الشعر بروائع من إبداعاته التي تنوعت بين قصيدة النثر والعمودية. الشاعر مجيب السوسي كان يعمل مديراً للمراكز الثقافية بوزارة الثقافة السورية، وتم تعيينه مؤخراً مديراً للمركز الثقافي السوري بصنعاء. في قصيدته "صهيل الغياب" " وتلفّتتْ عيني، فمُذ خفيتْ عني الديارُ.. تلفّتَ القلبُ" الشريف الرضي منها دنوْتُ، مآذنُ الأُمويّ أهدَتْني طهارتَها وسلّمَ قاسيونُ نبضي فراشاتٌ (بطائرةِ الهبوطِ) تودُّ أن تَنْسَّلَ.. بلَّلَها الحنينُ يعدو دمي.. هل يا تُرى بردى تعمَّدَ بي؟ فشرياني تدفّقَ يستبينُ .. الانفعال يدقُّ أبواب المطارِ، أصابعي مثلُ الرسائل تعبر الفجواتِ .. قلتُ لجارتي في /مَقعد الطيرانِ/: إن دمشقَ أغنيةٌ يعبّيءُ سرَّها وجْدٌ.. ويرقصُ في يديها الياسمينُ .. منها دنوتُ الكُحْلُ أدهشني بعينيها، وداعبَ في تولُّهِهِ النسيمُ لشعرها، يلهو بغُرَّتها.. ويُسكِرُهُ الجبينُ * * * مَنْ قال: إن الهوى غيرُ الشآمِ فلا واللهِ.. ماذاقَ أحلاهُ كما يجبُ وليس يعرفُ لا شُرْباً ولا طَرباً والشامُ من شفتيها.. يسكر العنبُ الياسمين بكفيّهِ الصباحُ فلو لامسْتَهُ انساح وجهٌ للضحى رَحِبُ والغيدُ.. رشَّتْ سماءٌ أنجماً فإذا هذي النجومُ لسحر الشام تنتسبُ كأنما غادرتْ سِراً مجرَّتها فاستأنستْ شغفاً تلهو وتنسربُ * * * ها قد وصَلنا.. كان في جنبيك أضلاعٌ، وأزهارٌ.. وتحتضنينَ أفيائي، وتلتفّين بي، تقفين عند تشوُّقي عنباً، وحُلَّتُكِ الفتونُ * * * أبرقْتِ لي يوم الغيابِ، شَمَمْتُ عطرَكِ، عرَّش «النارنج» بي مرَّت يداكِ على فمي.. وعلى ثيابي .. كادَ .. يكشِفُني الجنونُ أبرقْتِ لي يوم الغيابِ الآن أنتِ هنا، يبيتُ حنانُ أمي فيكِ طوَّقَني البياضُ، رأيتُ ملحمةً من النجماتِ، هزّت لي سريري الآن غنَّتْ لي الغصونُ مطرٌ، وموسيقا، وقافيةٌ بقامتها يكاد الغيمُ يرسُمُ نصفَ قلبي في تثنّيها تكاد ترى خيالَك يستريحُ بغوطتيْها، أو يكاد الشِعر يُعشبُ في نسائمها، وترتعشُ الظنونُ (هل تشربُ النورَ المصَفّى)؟ قلتُ في نفسي، فبادرني البريقُ، وقرَّب الكاساتِ من لَهَفي، وقال اشربْ: لعلَّك ظامئٌ بعد الغيابِ الشُّرْبُ من شفتيْ دمشقَ هو اليقينُ ..