لا اظن ان المشير طنطاوي من الممكن ان يضحي بنفسه ولا بمجلسه العسكري او يقحم الجيش ” بسبب تزوير الانتخابات ” في صراع يدور بين مرشح من الفلول وبين شعب قد قال كلمته ” لا ” للفلول . ولكن مايقلقني هو ان هناك قوة تصويته ضخمة لم تقل كلمتها بعد وهي الكتلة الصامته . وهذه الكتلة ستكون هي الفيصل في ترجيح كفة احد المرشحين لتولي الرئاسة خصوصا وان هذه الكتلة كانت سببا في نجاح التيار الديني واكتساحهم للانتخابات التشريعية الاخيرة .
ولكن السؤال المهم الان هو لمن ستصوت نلك الكتلة المؤثرة ؟ اري انه من خلال ما قام به المجلس العسكري من تشويه صورة الاسلاميين وهز ثقة الناس فيهم وما مارسه الاعلام في تنفيذ ما خطط له المجلس العسكري من ترسيخ فكرة ضعف التيار الديني وعدم قدرته علي التغير وقيادة البلاد في المرحلة القادمة في ظل الاداء الضعيف والذي ظهر قي ادارته للازمات داخل البرلمان هذا ومع وجود انفلات امني وحاجة الناس الي الشعور بالامن والامان والذي لن يتحقق الا بمرشح قوي ذو خلفية عسكرية .
وامام ما روج له المجلس العسكري بمعاونة وسائل الاعلام جعل هذه القوة التصويتية امام خيارين
1 – اما ان تختار مرشح اسلامي او ليبرالي لا يستطيع التغيير لانه لا يملك ادوات التغيير
2 – او تختار مرشح قوي ” كما يصوره الاعلام المضلل ” ذو خلفية عسكرية -” اي من المؤسسة العسكرية ” – يستطيع ان يتعاون مع الجيش لبسط الامن والقضاء علي الانفلات الامني — واذا بحثنا في الساحة الان لا نجد مرشحا ذو خلفية عسكرية الا احمد شفيق واخر لا نسمع له صوتا وهو احمد حسام خير الله وحتي يتحقق ما كان يصبوا اليه المجلس العسكري وهو نجاح احمد شفيق وبطريقة ليس فيها تزوير .
سيعمل المجلس العسكري جاهدا علي توجيه هذا الكتلة التصويتة للتصويت لاحمد شفيق مسخرا كل الوسائل المتاحة له لتنفيذ هذا المخطط عن طريق ” الاعلام — اعضاء الحزب الوطني المنحل والمنتشريين في انحاء مصر —- جهاز الامن القومي وجهاز امن الدولة المنحل — شراء الاصوات ” ونحن نعلم ان الفلول والمستفيدين من نظام مبارك المخلوع يمتلكون 90% من اموال مصر ” وسيقوم المجلس العسكري بهذا كله لاظهار احمد شفيق امام العالم كله انه جاء الي كرسي الرئاسة بارادة شعبية وبدون تزوير وهذا ما يفسر لنا موافقة المجلس العسكري علي اشراك جمعيات محلية ودولية لمراقبة الانتخابات الرئاسية .
وهنا سيضع المجلس العسكري كل القوي والتيارات السياسية في مأزق وهو لو اعترضوا علي نجاح احمد شفيق سيقول لهم ان الصندوق هو الذي اتي به كما اتي بكم — فهل سترضي التيارات السياسية بسياسة الامر الواقع ؟ هذا ما ستجيب عليه الايام القادمة — ولكن مع ذلك نجد ان هناك قوي يتجاهلها المجلس العسكري ولم يجعلها ضمن حساباته هذه القوي اري انها ستكون حجر عثرة في طريق المجلس العسكري لتحقيق ما خطط له وهي ” القوي الثورية ” والتي تم تهميشها عن عمد ولم يكن لها دور في الحياة السياسية بل وقامت التيارات السياسية بعدم اشراكها في القرار السياسي مع انها العامل الاساسي في قيام الثورة ونجاحها .
وانا اري ان هذه القوي الثورية ستترقب ما يحدث ولن تستسلم ابدا لو افرز الصندوق احمد شفيق , وانما ستقوم بثورة اخري مثل التي احدثها من قبل ولكن هذه المرة ستكون ضربتها موجعة وستحرق فيها الاخضر واليابس . . وفي هذه المرة ستتلافي جميع السلبيات التي وقعت فيها في المرة الاولي ولن تثق في المجلس العسكري او حتي في مجلس شعب او التيارات السياسية المختلفة وانما ستتخذ من الاجراءات التي تعمل علي تحقيق اهداف الثورة النابعة من الشرعية الثورية وهي
1 – تشكيل مجلس قيادة للثورة
2 – حل البرلمان
3 – تعطيل العمل بالدستور
4 -تعطيل المحكمة الدستورية
5 – تشكيل حكومة مؤقتة
6 – عقد محاكمات ثورية عاجلة لعناصر النطام السابق
7 – العزل السياسي وتحديد اقامة كل من ينتمي لنظام مبارك المخلوع وخصوصا عناصر امن الدولة المنحل
8 – تشكيل لحنة من كبار الفقهاء الدستوريين لوضع دستور يمثل كل اطياف الشعب المصري
9 – تحديد موعد للانتخابات البرلمانية والرئاسية وذلك ” بعد وضع الدستور وتحديد صلاحيات السلطات الثلاثة
” 10 – اقامة الدولة علي اساس ” عيش – حرية – عدالة اجتماعية ” —
هذه رؤيتي — ولكن لي كلمة اخيرة للسادة القراء التي تريد انتخاب ” احمد شفيق ” لانه ذو خلفية عسكرية وقادر علي القضاء علي الانفلات الامني اقول لهم ان المجلس العسكري يحكم البلاد منذ اكثر من خمسة عشر شهرا فهل قضي علي الانفلات الامني ؟ وان كان يستطيع القضاء علي الانفلات الامني فلماذا تركه الي الان ؟