أنتجت قناة بي بي سي العربية فيلما وثائقيا بعنوان "ليبيا: أقبية التعذيب" يتناول قصة تعرض فراس كيلاني، موفد بي بي سي العربية إلى ليبيا، وإثنين من زملائه للتعذيب الجسدي والنفسي أثناء الثورة الليبية التي اندلعت ضد نظام العقيد معمر القذافي في عام 2011. يُبث الفيلم غدا الإثنين الموافق 30 إبريل / نيسان 2012 الساعة 19:07 بتوقيت غرينتش. يعود فراس في الفيلم الى نفس المكان الذي تعرض فيه للتعذيب في ليبيا، ليروي تفاصيل الحدث المروع الذي ارتكب بحقه بتاريخ 8 مارس 2011 قرب طرابلس. يسترجع فراس ذكريات مؤلمة يحاول كثيرون تناسيها، ويعود لتاريخ 23 آب اغسطس عام 2011، حين دخلت معركة طرابلس مرحلتها النهائية بعد سيطرة الثوارعلى مقر إقامة معمر القذافي في باب العزيزية وسط العاصمة. في ذلك اليوم، تعرض نحو مئة وخمسين سجينا ً كانوا محتجزين في مستودع بمزرعة تعرف بإسم "خلة الفرجان" لعملية إعدام جماعي، حين القى الحراس قنابل يدوية داخل المستودع، ثم أطلقوا النارعلى من بقي حياً ثم أحرقوا الجثث في محاولة لإخفاء أدلة الجريمة. ومن المثير للإهتمام بأن الفيلم يعرض مقابلة وجها لوجه بين أحد الضالعين في القتل في ذاك اليوم وإثنين ممن نجوا، طالبا منهما السماح والعفو، بعدما قالا انهما شاهداه يلقي بالقنابل على السجناء ويطلق النار على من بقي حيا من بينهم أشقائهما. وفي جانب آخر، يزور فراس كيلاني مركز إقامة اللاجئين التاورغيين في مخيم جنزور، الذيي ضم أكثر من ثلاثمائة عائلة سمر البشرة، الذي تعرض لهجوم في الاسبوع الاول من فبراير شباط الماضي اسفرعن مقتل سبعة أشخاص. العديد من سكان مصراتة يتهمون بعض التاورغيين بالتطوع للقتال مع كتيبة خميس القذافي واغتصاب النساء خلال حصار المدينة الذي استمرأكثر من أربعة أشهر، لكن التاورغيين ينفون التهم. سمير فرح، نائب مدير البرامج في بي بي سي العربية، يقول إن الفيلم يأتي ضمن سلسلة الافلام الوثائقية "عن قرب" التي تنتجها بي بي سي، ويهدف بالدرجة الاولى الى تقصي حقيقة استمرار ممارسات التعذيب في ليبيا بعد الثورة، والى كشف بعض ما يدور، حتى اليوم، داخل اقبية التعذيب الليبية.