بعد موافقة مجلس الأمن الدولي السبت، علي قرارا يقضي بإرسال 300 مراقب دولي إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار، أفاد ناشطون سوريون بسماع دوي انفجارات ضخمة فجر اليوم الأحد في مناطق عدة شرق دمشق، منها ركن الدين والمهاجرين والقابون، إضافة إلي مناطق أخري في ريف دمشق. ونقلت قناة "الجزيرة" اليوم الأحد، عن الناشطون ان أصوات قذائف دبابات دوت في مدينة دوما مع اقتحام قوات الجيش والأمن لها عبر أكثر من محور وكانت الهيئة العامة للثورة السورية أكدت ان 40 شخصا قتلوا بنيران الأمن في مناطق مختلفة من سوريا أمس.
وقد بث ناشطون صورا لمظاهرة مناهضة للرئيس السوري بشار الأسد بحي الميدان بدمشق، قائلين ان قوات الأمن اعتقلت 28 من المشاركين فيها . سياسيا، فقد وافق مجلس الأمن الدولي السبت علي قرارا يقضي بإرسال 300 مراقب دولي إلى سوريا لمراقبة وقف إطلاق النار، وتخضع مهمتهم لتقييم الأمين العام للأمم المتحدة، في وقت زار فيه خمسة مراقبين دوليين حمص وتجولوا عدة شوارع فيها.
وجاءت الموافقة أيضا في إطار خطة انان القاضية بوقف إطلاق النار لضمان استمرار الهدنة الهشة في سوريا، بينما يتوقع ان ينتشر المراقبون في الأيام القلية القادمة قد تم تخصيص اثنين منهم للتمركز في حمص .
وجاء في القرار، الذي وافق عليه أعضاء المجلس بإجماع ، على وجوب نشر المراقبين العسكريين غير المسلحين ال 300 على الأراضي السورية "بشكل عاجل".
دعوة أممية في غضون ذلك دعا بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، الي إبرام اتفاق سريع مع دمشق بشأن تمكين المراقبين الدوليين من استخدام الطيران في تنقلاتهم أثناء أداء عملهم في سوريا، مطالبا كل الأطراف المعنية، بما فيها الحكومة السورية، لتسهيل نشر وعمل المراقبين.
وحدد القرار فترة أولية تمتد 90 يوما لإتمام نشر المراقبين، مشيرا إلى أن مهمتهم تخضع لتقييم دوري من قبل الأمين العام للأمم المتحدة الذي عليه أن يحدد أولا ما إذا كان تعزيز وقف إطلاق النار يتيح هذا الانتشار أم لا.
موقف واشنطن من جانبها، أعلنت مندوبة الولاياتالمتحدة في الأممالمتحدة سوزان رايس، ان بلادها ربما لا توافق على تجديد بعثة مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا بعد انقضاء مهلة ال 90 يوما الأولى.
أما روسيا فقد طالبت جميع الأطراف المعنية بالأزمة السورية بالعمل على وقف القتال والتعاون مع بعثة المراقبين الدوليين لضمان تنفيذ جميع بنود خطة انان، في وقت أفاد فيه دبلوماسيون بأن مشروع القرار الجديد جمع بين مشروعين مستقلين، روسي وأوروبي.
وكان المقترح الأوروبي يقضي بفرض عقوبات غير عسكرية على سوريا ما لم تتقيد دمشق بخطة انان، وهو بند لم يرد في نص المشروع الذي كانت روسيا قد اقترحته.
ومن المقرر أن يتم نشر فريق المراقبين خلال فترة زمنية تمتد لثلاثة أشهر، وستكون خاضعة ً لحماية قوات الأمن السورية. ويشار الي ان مجلس الأمن الدولي قد دعا إلى الموافقة على توسيع مهمة المراقبين الدوليين في سوريا، وذلك بعد موافقة دمشق المبدئية على إطار عمل الفريق الطليعي المكون من 8 مراقبين يرأسهم ضابط مغربي برتبة عقيد.
5 مراقبين يزورون حمص وفي السياق ذاته، زار فريق مكون من 5 مراقبين دوليين مدينة حمص الواقعة وسط البلاد، والتي تعد أحد المعاقل الرئيسية للانتفاضة الشعبية التي تشهد سوريا منذ 15 مارس/آذار من العام الماضي.
وقد جاب المراقبون الخمسة عددا من شوارع المدينة سيرا على الأقدام، حيث وجدوها "هادئة على غير العادة"، لا سيما وأن المدينة كانت قد شهدت توترا ومواجهات دامية بين القوات الحكومية والمعارضة خلال الفترة الماضية.
وقد غادر ثلاثة من أفراد الفريق حمص وعادوا إلى العاصمة دمشق مساء السبت، بينما بقي اثنان في المدينة لكي يواصلون مهمة الاطلاع على الأوضاع في مناطقها المختلفة والتأكد من التزام الطرفين بوقف إطلاق النار.
وأظهر شريط فيديو أفراد بعثة المراقبين وهم يتجولون سيرا على الأقدام وسط أنقاض بعض المباني المنهارة، بينما تحلق حولهم عدد من النشطاء وأفراد الجيش السوري الحر المعارض. وقال ناشطون سوريون معارضون إن "القصف" توقف السبت في المدينة للمرة الأولى منذ أسابيع.