جدد السودان موقفه المعلن والثابت بأنه لا تفاوض مع دولة الجنوب إلا بسحب قواتها من منطقة "هجليج" ، وعبر في ذات الوقت عن حرصه علي أمن وسلام المنطقة . وأشار الرئيس البشير خلال لقائه اليوم الاحد بالقصر الجمهوري وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو ، الى أن السودان تعرض لاعتداء ولابد للمعتدي أن يسحب قواته من أراضيه ، منوها الى الإدانات الدولية والإقليمية تجاه هذا الاعتداء الذي لم يثن دولة جنوب السودان عن الاصرار علي الاعتداء .
وأكد البشير فى الوقت نفسه أن السودان يحتفظ بحق الرد كيفما شاء وبالطرق التي تعيد له أراضيه وتحافظ علي سيادته وأمنه واستقراره .
ورحب البشير بالدور المصري وحرص مصر في بسط الامن والاستقرار بالمنطقة ، مشيرا الي أن السودان ظل يسعي للسلام ، وفي سبيل ذلك فقد جزءا من أرضه ووارداته (في إشارة إلى إنفصال جنوب السودان) ، وذلك من أجل أن يعم السلام والاستقرار ، ولكن الجنوب كان دائما يقابل هذا الاحسان بالعدوان ، وآخره العدوان على منطقة "هجليج" الذي وقع على مرأى ومسمع من العالم ، حيث احتلت دولة الجنوب أرضا سودانية ليست موضع خلاف ولا متنازعا عليها .
وأعرب وزير الخارجية محمد كامل عمرو في تصريحات له بعد اللقاء ، عن أمله في الوصول الى نتائج ايجابية خلال الجولة التي بدأها اليوم في الخرطوم وتقوده غدا الى جوبا ، لتحقيق الحل السلمي للازمة الراهنة بين دولتي السودان وجنوب السودان ، الناجمة عن احتلال "الجيش الشعبي" لمنطقة "هجليج" النفطية بولاية جنوب كردفان .
وجدد كامل عمرو تأكيد مصر واستعدادها التام للقيام بأي دور يطلب منها في سبيل المساعدة على التوصل الى اتفاق لحل الازمة بما يحقن الدماء ويصون الممتلكات ويحفظ الحقوق أيضا . وأضاف الوزير أن مهمته الحالية هي استكشاف الدور الذي يمكن أن تقوم به مصر في هذا الشأن لنزع فتيل الازمة وبدء عملية حوار سلمي بين الجانبين .
وأكد وزير الخارجية اهتمام مصر بالتوصل الى اتفاق بين الخرطوموجوبا ، مشيرا الى الاتصالات التي أجراها من قبل مع وزيري خارجية السودان وجنوب السودان حيث ناقش معهما الموضوع ، وقال إنه سيعقد لقاءات أخرى مع المسئولين في الخارجية السودانية للبحث في مزيد من تفاصيل الموضوع قبل التوجه غدا الى جوبا للقاء المسئولين هناك والاستماع الى وجهة نظرهم .