نواكشوط: شن حزب "الحراك الشبابي" الموريتاني "الموالي" هجوماً عنيفاً على منسقية المعارضة واتهمها بالسعي للانقلاب على النظام، وجر البلاد إلى العنف، داعياً القوى الطلابية والشبابية إلى قطع الطريق أمام من سماهم ب "المتآمرين شذاذ الآفاق والمتعطشين إلى السلطة بأي ثمن". وقال الحزب في بيان شديد اللهجة: "إن المنسقية الرافضة للحوار تمارس "البلطجة" على الرموز الوطنية من قيادة ومؤسسات دستورية وقانونية، وإن تصرفاته المنافية للقانون والديمقراطية "تعكس بجلاء ثقافته التآمر التي شب وترعرع عليها". وأكد الحزب أن المعارضة لا تملك من الشرعية في جانبها الانتخابي وأحياناً القانوني سوى المساحة الشاسعة من الحرية التي يسعون جادين للانقلاب عليها. واتهم الحزب قادة المنسقية بالإساءة والحقد والإسقاط والإسفاف والسوقية، مؤكداً أن الشعب الموريتاني الصخرة الصلبة التي سيتحطم عليها كل ما يحاك ويدبر خارج البلد ويمثلون هم فيه دور حصان طروادة. وقال الحزب: "إن الدستور والمؤسسات الدستورية والثوابت الوطنية كالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي خط أحمر"، داعياً إلى "التصدي" لأصحاب دعوات العنف. يأتي هذا الهجوم عشية هجوم مماثل من طرف "حزب الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم الذي اتهم المنسقية باستخدام كل الوسائل لزعزعة استقرار البلاد، إلا أن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز واصل خطاب التهدئة فقد حمد الله الاثنين، في خطاب افتتح به "مهرجان المدن القديمة" على وجود رؤساء وممثلي أحزاب الموالاة والمعارضة في هذه المناسبة التي أكد أنها ستعمل على التآخي بين جميع الموريتانيين. ومنعت السلطات وفدا من قادة ونواب منسقية المعارضة من زيارة طلاب الجامعة المعتقلين على خلفية الإضراب وكذلك السياسي "وان بيران" المنسق العام لحركة "لا تلمس جنسيتي" الإفريقية. وعبرت منسقية المعارضة عن شجبها الشديد لموجة الاعتقالات معتبرة أن النظام يسعى لتفريق الموريتانيين على أساس عرقي واعتماد الحل البوليسي، ودعا نواب المعارضة لتوحيد الصفوف للنضال ضد نظام ولد عبد العزيز الذي وصفه ب "الفاشي".
وبالإضافة إلى ذلك، غطت العواصف الرملية المحملة بالغبار أغلب مناطق البلاد، وبلغت الرؤية أدنى مستوياتها في جميع ولايات البلاد . وفي العاصمة نواكشوط بدت حركة السيارات والأفراد شبه معطلة خلال الساعات الأولى من الصباح بسبب الغبار الكثيف الذي غطى أجواء المدينة وشوارعها وحجب الرؤية، والتزم أغلب الأفراد بيوتهم، فيما كانت حركة العمل في المكاتب الرسمية عند أدنى مستوياتها . وفي "وادان" شمالي البلاد اضطر منظمو "مهرجان المدن القديمة" إلى مصارعة المناخ بوسائلهم التقليدية، فأقدم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وكبار المسئولين على استخدام اللثام التقليدي لتفادي الغبار، كما كان المسئولون وقادة الأحزاب السياسية المشاركون في المهرجان يهرعون من حين لآخر إلى سياراتهم للاحتماء بها من موجات العواصف والغبار.