رام الله : افادت مصادر اخبارية باستشهاد مقاومين فلسطينيين اثنين واعتقال آخرون الجمعة خلال العملية العسكرية الواسعة التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقة جبل جوهر بالخليل جنوب الضفة الغربية . وذكر شهود عيان ان قوات الاحتلال حاصرت مبنى مكون من طابقين في ساعة مبكرة من فجر اليوم وبدأت عملية قذف ثم وصلت الجرافات وقامت بهدم جزئي للمكان . واضاف الشهود انه تمت مشاهدت جثة فلسطينيين اثنين على الأقل . وقالت مصادر محلية ان الشهيدين هما نشأت الكرمي ومامون النتشة من قياديي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في الخليل. وهدمت تلك القوات منزل المواطن سعدي برقان المجاور لمامون النتشة مسجد الشهداء بجبل جوهر حيث حاصرت مقاومين داخل المنزل، في الوقت الذي اعتقلت فيه عددا من المواطنين من الأحياء الجنوبية لمدينة الخليل، بعد مداهمة منازلهم من قبل الجيش والوحدات الخاصة. وندد مصدر أمني فلسطيني بالعملية العسكرية الإسرائيلية الواسعة، واعتبر أنها لا تساهم في تهدئة الأمور. وقال المصدرإن العملية الإسرائيلي تجري في جبل جوهر وهو ضمن منطقة "اتش 2" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، مشدداً على أن عمليات القتل والتدمير مستهجنة. ومن جانبه، قال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن النشاط الأمني في الخليل يهدف إلى اعتقال عدد من المطلوبين الفلسطينيين الضالعين في أعمال (ارهابية) ضد أهداف إسرائيلية، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وفي تصريحات مستفزة ، هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوات الامن على نجاحها فيما اسماه "تحقيق العدالة بحق الارهابيَين" المسؤولَين عن قتل 4 من سكان مستوطنة بيت حغاي قرب الخليل في نهاية اب/ اغسطس الماضي . وبدوره ، اشاد وزير الحرب ايهود باراك بالعملية قائلا "انها كانت سريعة وناجحة واستهدفت المخربين اللذين يتحملان المسؤولية عن قتل الاسرائيليين الاربعة ". وتتهم سلطات الاحتلال الشهيدين بالضلوع في العملية التي أسفرت عن مقتل المستوطنين الاربعة من مستوطنة "بيت حغاي" قرب كريات اربع في ال31 من اب /اغسطس الماضي. وفي اول رد فعل لها على العملية ، أكدت كتائب القسام أن المقاومة سترد على جريمة الاحتلال في الخليل بالضفة الغربيةالمحتلة بكل الوسائل المناسبة، مشددة على أن هذه العملية الإرهابية لن تفلح في وقف مسيرة المقاومة. وقال أبو عبيدة، الناطق باسم "كتائب القسام" في تصريحٍات له اليوم "نتابع الجريمة والعدوان الواسع الذي تنفذه قوات الاحتلال الصهيوني في الخليل بالضفة المحتلة، وحتى الآن لا نستطيع أن نتحدث بشكل رسمي عن هوية الشهداء أو حقيقة المستهدفين". وقال "هذه جريمة جديدة تأتي في إطار تبادل الأدوار مع سلطة "فتح" في رام الله، مؤكدًا أن المقاومة سترد عليها بالطريقة المناسبة". وقال: "سيكون لنا موقف إذا استجد أي جديد، ولكن بالتأكيد المقاومة سترد على هذه الجرائم". وأكد أن جرائم الاحتلال لن تفلح في كسر إرادة المقاومة أو وقف هجماتها، مشيرا إلى أن الاحتلال جرب ذلك سابقًا بالاجتياح والاغتيال والنتيجة كانت استمرار العمليات وزيادتها وهذا ما سيحصل بإذن الله. وأضاف: "نحيي أبناء شعبنا في الخليل الصامدة المجاهدة التي طالما استعصت على كل هذه الحملات وخرَّجت المئات من الشهداء والاستشهاديين". وشدد على أن هذه العملية تؤكد أن الحديث عن وجود سلطة في الضفة هو وهم، "فالاحتلال يجتاح ويقتل ويدمر". وأشار إلى أن هناك تبادل أدوار بين الاحتلال وسلطة "فتح"؛ بعض المهام تنفذها "السلطة" وأخرى تنفذها قوات الاحتلال، مشددًا على أن هذه الحملة المشتركة، والتي تتراوح بين القتل والاغتيال والملاحقة والاعتقال لن تنجح في القضاء على جذوة المقاومة واستمرارها. وبين أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الجريمة، مشددا على أن الأوضاع الصعبة والهجمة الشرسة التي تستهدفهم من الاحتلال و"السلطة"، والحرب المشتركة، لن تحول دون قيام المقاومة بواجبها. وقال: "المقاومة لها الحرية في الرد في أي مكان، والمقاومة لن تخذل شعبنا وسترد على هذه الجريمة". وفي قطاع غزة ، أعلنت "كتائب نسور فلسطين" مساء الخميس، نجاة أحد قادتها الميدانيين بعد الغارة الإسرائيلية التي استهدفت السيارة التي كان يستقلها وسط قطاع غزة. وقالت "كتائب نسور فلسطين" في بيان أقدمت طائرات العدو الصهيوني الغاشم على استهداف أحد القادة الميدانيين لكتائب نسور فلسطين حيث أصاب الصاروخ الذي تم إطلاقه من قبل طائرة استطلاع مؤخرة السيارة وقد أصيب الأخ المجاهد إصابة متوسطة. وأضافت: نؤكد إننا ماضون في درب الجهاد والمقاومة ولن تثنينا كل محاولات الاستهداف والاغتيالات والتهديدات الصهيونية ونؤكد بأننا لن نحيد عن طريقنا مهما كان الثمن. وكان أربعة فلسطينيين، أصيبوا بجروح مساء الخميس، جراء غارة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية كانت تسير على جسر وادي غزة. ومن جانبه، أكد جيش الاحتلال الاسرائيلي انه نفذ غارة جوية في قطاع غزة استهدفت نشطاء فلسطينيين يخططون لهجوم على إسرائيل. وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي ان الهدف الرئيسي للغارة كان أحمد الاشقر عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأضافت المتحدثة دون أن تذكر مزيدا من التفاصيل، كانت المنظمة تخطط لهجمات على إسرائيل في الأيام القادمة. وتنفذ إسرائيل غارات جوية متواترة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية "حماس" وتقول إن هذه الغارات تنفذ عادة ردا على إطلاق صواريخ من غزة. واستهدفت طائرات إسرائيلية معسكر تدريب تابعا لحماس في وقت سابق الخميس بعد انفجار صاروخ أطلق من غزة داخل إسرائيل.