نجاد يؤدي اليمين الدستورية ويتعهد بدور دولي مؤثر نجاد طهران : انتهت في العاصمة الايرانيةطهران صباح اليوم الاربعاء مراسم أداء الرئيس الايراني المنتخب محمود احمدي نجاد، اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى لفترة رئاسية ثانية تمتد إلى اربع سنوات. وفي كلمة له امام البرلمان الايراني، قال نجاد إن عظمة الشعب الايراني تتجلى في مدى غضب الاعداء الذين أرادوا رسم طريق آخر لهم، مضيفا ان الشعب الايراني برهن على قدرته في الوصول إلى مايطمح اليه من أهداف وتطلعات. واعتبر أن "لدى الشعب وعي كان في السنوات الاخيرة ، وبات أكثر تصميما على البقاء في الساحة، والانتخابات الاخيرة مظهر قوي لهذا الوعي .. إنها ملحمة قام بها أكثر من 40 مليون لشخص واحد هذا من موازين الافتخار لشعبنا". وتعهد الرئيس الايراني أمام البرلمان بالمضي قدما بما قطعه على نفسه من برامج لصالح الشعب، قائلا"تطبيق العدالة سيكون من أبرز أولوياتي إلى جانب الدفاع عن المظلومين ومواجهات الظلم وحفظ كرامة الشعب ونشر المحبة ". وتابع : لا ينبغي لأحد أن يشعر بالتمييز وسلب الكرامة أو الحريات ولا بتعطيلها، وأكد على حق الجميع استشعار الأمن وان الكل متساوون أمام القانون. وأضاف: " لا أريد شيئا سوى أن اقوم برفعة هذا الشعب ، سأسعى فقط لخدمة الشعب وأقف أمام الله لادافع عن حدوده ولا أجد شك انكم (اعضاء البرلمان) ستقفون الى جانبي وتلتزمون بذلك ". ومضى بالقول : سنوات كبيرة مضت وجهود كبيرة و لاتوجد فرصة اخرى غير التي لدينا في الاربع سنوات القادمة، السنوات الماضية اثبتت ان لدينا طاقة كبيرة ، صحيح لدينا بعض القيود التي فرضت علينا ومنعتنا عن بعض اهدافنا ، لكنني اعلن أن المرحلة المقبلة ستكون الجهود اكثر تصميما على بذل كل قواتها لتحقيق اهدافها وتفعيل كل الطاقات في البلاد ونحتاج دعم من البرلمان وكل القوى". برنامج داخلي في مجال الثقافة دعا إلى حفظ الهوية والوطنية والدينية والحفاظ على العناصر الموجودة وقال : " يجب أن ندعم أخلاق المحبة والإيثار والاخلاق الحسنة وروح المجاهدة والتضحية والثقافة والأدب يجب أن نحافظ عليها في برامجنا"
وفي مجال الشباب قال :"الشباب والفتيان هم راس مالنا العظيم لهذا البلد ويملكون الكفاءة لننير لهم الطاقة ونوفر لهم الظروف ليسجلوا الارقام القياسية". وفي مجال الشؤون الاجتماعية قال :" الأسرة هي العنصر الأساسي الذي يسبب الهدوء للمجتمعات وأمهاتنا هن اطهر الامهات ونهتم بالاسرة وعلينا ان نشعربالاستقرار والامن الاجتماعي وعلينا ان نوفر الامن والصدق ونشرثقافة الحب والشجاعة في الدفاع عن الحق". وأضاف الرئيس الإيراني " لايوجد لدينا مواطن من الدرجة الاولى والثانية .. لايجب الا يفكر اي شخص ان له استثناء وتمير على الاخر.. الحرية وديعة الله وهدف الثورة الاسلامية ويجب علينا ا نحافظ على اوج هذه الحريات". نشاط خارجي وتعهد الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أن تشهد الفترة القادمة حضور إيراني فعال على الساحة الدولية ، قائلا :" يجب أن يكون لنا دور فعال في إدارة العالم". وأضاف :" ستواصل إيران دورها النشط والمؤثر في مجال السياسة الخارجية ، إلا أن أمام التداخلات الخارجية والظلم والتجاوز ، فاننا لن نقف صامتين نمد يد الصداقة الى الجميع ولكننا لا نتحمل الاهانة". وانتقد نجاد تدخل الدول الغربية في الشأن الإيراني والانتخابات ، قائلا :" قالوا ساعة الانتخابات نعترف بإيران ، ولكن لا نبارك هذه الانتخابات " ، مضيفا "الشعب الإيراني لا ينتظر مباركتكم ولا يلتفت لغضبكم او ابتسامتكم". وتابع :" انهم يضعون الديمقراطية فقط في خدمة مصالحهم هم لا يحترمون اراء الشعوب الاخرى يجدون انفسهم معيار الديمقراطية". ويتولى الرئيس احمدي نجاد مهامه بشكل رسمي بعد أداء اليمين الدستورية ويبدأ تشكيل الحكومة الجديدة، وستكون لديه مهلة مدتها أسبوعين لعرض حكومته على النواب من اجل منحها الثقة. وأدى نجاد اليمين الدستورية قائلا:" أنا رئيس لجمهورية إيران اتعهد أمام القران الكريم والشعب الايراني ،واقسم بالله ان اكون حارس ديننا الحنيف والمذهب الرسمي والقانون الأساسي ، وأن استفيد من كامل صلاحيايي لايفاء جميع ما قطعته عن نفسي وان اجعل كل طاقاتي في خدمة الشعب". وتابع :" وأن أدافع عن الحق وأبسط العدل وأن ابتعد عن اي نوع من الانانية واحافظ على الحدود للدجمهورية الاسلامية وابذل كل جهد وأن أقدم هذه المسئولية إلى الشخص الذي يليني". قلب رجل واحد ويشارك في مراسم أداء اليمين رئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شاهرودي, رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني, فضلا عن عدد من القيادات و242 نائبا . وحضر محمود احمدي نجاد إلى مبنى مجلس الشورى الاسلامي برفقة عدد الوزراء وأعضاء حكومته بينهم علي كردان وعلي اكبر صالحي وبرويز داوودي واسفنديار رحيم مشائي . وفي افتتاح الجلسة دعا على لاريجاني رئيس مجلس الشورى الرئيس نجاد في ولايته الثانية لبسط العدالة ومكافحة الفساد ، داعيا الشعب الإيراني للاجتماع على قلب رجل واحد وبقبضة واحدة ليقفوا في وجه الدول التي هاجمت إيران . وقال : " إن مجلس الشوري الإمامي يوصي ان يكون للرئيس له برنامج على الاطر الكلية العامة وبرنامج ياخذ بيد الدولة ومكانة تليق بها، وان يلتزم بالقانون ويتخذ المدبرين والمؤمنين". وتابع: "إن المجلس الوزاري يؤسس على نظام له عدة شروط اولا أن يكون الوزارء على خطي ولي الفقيه ، ولديهم اعتقاد ولي الفقيه، وثانيا ان يكونوا على مستوي علمي ليتحملوا المسئولية". وفاز الرئيس احمدي نجاد بنسبة ثلاثة وستين بالمائة من الاصوات في الانتخابات الرئاسية العاشرة التي جرت في الثاني عشر من شهر حزيران/يونيو الماضي. تشديد أمني وتحدثت أنباء ان مئات من أنصار المرشح الخاسر مير حسين موسوي متواجدون في محيط البرلمان حيث تتم مراسم اداء اليمين ، فيما يوجد تشديد أمني مكثف في شوارع العاصمة ومحيط البرلمان ،تحسبا لاندلاع أعمال شغب. وتحدثت مصادر إعلامية عن وصول نجاد إلى مجلس الشورى على متن طائرة مروحية ، فيما انتشر مئات من رجال شرطة مكافحة الشغب والميليشيا الاسلامية (الباسيج) قرب مجلس الشورى الايراني قبيل اداء الرئيس محمود احمدي نجاد اليمين. ويقوم عناصر الشرطة والباسيج بحماية الشوارع المؤدية الى البرلمان في طهران لمنع اي احتجاجات من قبل انصار خصومه. وتشهد ايران منذ اعادة انتخاب احمدي نجاد رئيسا من الدورة الاولى في 12 يونيو /حزيران بحوالى 63% من الاصوات، اخطر ازمة سياسية منذ اعلان الجمهورية الاسلامية في 1979 وتظاهرات كبيرة. وقتل حوالى 30 شخصا واصيب المئات بجروح واعتقل حوالى 2000 بينهم 110 تجري محاكمتهم حاليا، في اسوأ اعمال عنف اهلية تشهدها ايران منذ قيام الثورة فيها العام 1979. مصادقة خامنئي وصادق المرشد الأعلى للثورة الاسلامية الإيرانية على خامنئي رسميًا يوم الاثنين الماضي على تنصيب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية . وقال خامنئي ان "الشعب الايراني صوت لمكافحة الاستكبار والفقر ولتعزيز العدالة" وفقا لهذا التلفزيون. أعلن تلفزيون إيران أن الرئيسين السابقين اكبر هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي وكذلك المرشحين الرئاسيين الخاسرين في الانتخابات مير حسين موسوي ومهدي كروبي لم يشاركوا في مراسم تصديق المرشد الاعلى على انتخاب محمود احمدي نجاد. وشوهد في اللقطات التي بثها التلفزيون الإيراني الرئيس احمدي نجاد جالسا على الارض بجوار رئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي والى يسار المرشد الاعلى الجالس هو على مقعد. وعلى الجانب الاخر جلس رئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس مجلس صيانة الدستور آية الله احمد جنتي المكلف خصوصا الاشراف على الانتخابات. وتلا رئيس مكتب المرشد الاعلى آية الله محمد قلبايكاني مرسوم التصديق على انتخاب الرئيس احمد نجاد.وعلى الاثر سلم المرشد الاعلى الرئيس احمدي نجاد مرسوم تعيينه. تقبيل يد المرشد وآثار حفل تنصيب نجاد عدد من التساؤلات أبرزها سر عدم السماح لنجاد بتقبيل يد المرشد الأعلى على خامنئي على غرار ما حصل قبل أربع سنوات اثناء الولاية الرئاسية الأولى . وتضاربت الأنباء حول سر "امتناع" أو "منع" أحمدي نجاد من تقبيل يد خامنئي ، ففيما قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) إن خامنئي منع محمود أحمدي نجاد من تقبيل يده، قالت مواقع إيرانية إن أحمدي نجاد لم يقبل يد المرشد بسبب إصابته بالزكام. وقالت "إرنا" "على غرار ما حصل قبل أربع سنوات.. أراد محمود أحمدي نجاد تقبيل يد المرشد الأعلى لكنه منعه". وأضافت "وعندما طلب أحمدي نجاد السماح له بتقبيل كتف المرشد، وافق المرشد على طلبه بابتسامة". وبث التلفزيون الإيراني صورا تظهر المرشد يتراجع خطوة إلى الوراء حين كان أحمدي نجاد يهم بتقبيل يده. ويعتبر تقبيل اليد في إيران دلالة كبيرة على الاحترام، إلا أنه نادر بين كبار المسؤولين. ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" عن مسئول إيراني إصلاحي: "هل يحتاج تقبيل يد المرشد إلى أخذ أمر. في المرة الأولى عام 2005 عندما قبل يده، انحنى بشكل تلقائي طبيعي وقبلها.. هذه المرة البعض ردد أنه قال إنه مصاب بزكام، ولهذا لن يقبل يد المرشد". وبغض النظر عن إذا ما كان خامنئي "منع" أحمدي نجاد من تقبيل يده أو أن نجاد "امتنع" بقرار شخصي عن تقبيل يد المرشد الأعلى تلقي الخطوة الضوء على حجم "الخسائر" في علاقة الطرفين ببعضهما بعضا. وكانت مصادر إيرانية مطلعة قد كشفت مؤخرًا أن مستشارين كبارا من خامنئي قد حثوه على أن "يبتعد خطوة" عن أحمدي نجاد، موضحة أن مكانة المرشد الأعلى الدينية والسياسية تأثرت بوقوفه في الأزمة لصالح طرف على حساب الآخر. ويعني "منع" خامنئي لأحمدي نجاد من تقبيل يده أن المرشد لا يريد أن يظهر كأنه "الحاضن لأحمدي نجاد"، فيما يعني "امتناع" نجاد عن تقبيل يد المرشد أن الرئيس الإيراني "لا يريد أن يظهر كتابع" للمرشد. وفي كل الحالات يعكس ذلك تغييرا حقيقيا في طبيعة العلاقة بينهما. وقبل الرئيس أحمدي نجاد يد المرشد اليسرى إثر فوزه في انتخابات الرئاسة في 2005، والتقطت له صورة احتلت الصفحات الأولى في صحف عديدة. وكان ذلك مثار تندر في إيران واستياء من الكثير من الإيرانيين وآيات الله في قم الذين خشوا من أن يكون ذلك مؤشرا لنوع العلاقة المستقبلية بين المرشد والرئيس الجديد.