صدّق المرشد الأعلى ل«الجمهورية الإسلامية» الإيرانية على خامنئى رسميا، أمس، على إعادة انتخاب محمود أحمدى نجاد رئيسا لإيران فى مراسم تغيب عنها قيادات سياسية بارزة فيما قاطعها زعماء المعارضة. فقد أعلنت قناة «العالم» الإيرانية الرسمية الناطقة اللغة العربية أن الرئيس السابق هاشمى رفسنجانى، الذى يرأس مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء، وهما من المؤسسات الرئيسية للسلطة، وكذلك الرئيس الإصلاحى السابق محمد خاتمى لم يحضرا المراسم التى قاطعها مرشحا المعارضة السابقان مير حسين موسوى ومهدى كروبى، اللذان يطالبان بإلغاء الانتخابات الرئاسية التى جرت فى 12 يونيو الماضى. وبثت «العالم» المشاهد الأولى لحفل التنصيب الذى اعتبر خلاله خامنئى «أن الإيرانيين بالتصويت لنجاد اختاروا محاربة الاستكبار». وقال: «إن الشعب الإيرانى صوّت لمكافحة الاستكبار والفقر ولتعزيز العدالة». واعتبر خامنئى تصويت الإيرانيين لنجاد «غير مسبوق»، ووصفه بأنه «رجل شجاع، وعامل مجد وذكى». وشوهد فى اللقطات التى عُرضت نجاد جالسا على الأرض بجوار رئيس السلطة القضائية محمود هاشمى شهرودى، وإلى يسار المرشد الأعلى الجالس هو على مقعد. وعلى الجانب الآخر جلس رئيس البرلمان على لاريجانى، ورئيس مجلس صيانة الدستور أحمد جنتى المكلف بالإشراف على الانتخابات الأخيرة. وتلا رئيس مكتب المرشد الاعلى آية الله محمد قلبايكانى مرسوم التصديق على انتخاب نجاد. وعلى إثر ذلك سلم المرشد الأعلى الرئيس نجاد مرسوم تعيينه. ومن المقرر أن يؤدى الرئيس نجاد اليمين أمام البرلمان غدا «الأربعاء». وسيكون أمامه أسبوعان لعرض أعضاء حكومته على النواب لنيل الثقة. وعلى صعيد متصل، ذكرت وكالة أنباء حكومية أنه تم إحباط محاولة فرار الرئيس الإيرانى السابق محمد خاتمى إلى دولة أوروبية، الأمر الذى سرعان ما نفته مصادر مقربة من خاتمى، مؤكدة أنه موجود فى منزله فى طهران. ووجه خاتمى، انتقادات عنيفة إلى المحاكمات التى أجرتها السلطات لشخصيات إصلاحية، على خلفية الاحتجاجات التى أعقبت الانتخابات الرئاسية. وقال خاتمى إن هذه المحاكمات، التى اعتبرها «مسرحية»، تضر بالنظام وثقة الناس فيه، مضيفاً أن ما يجرى فيها «غير قانونى، ولا يتناسب مع حقوق المواطنين»، وذلك بعد الجدل الواسع الذى أثارته «اعترافات» نائبه السابق، محمد على أبطحى، القيادى فى التيار الإصلاحى المعارض، حول ادعاء تزوير الانتخابات، والتآمر ضد المرشد الأعلى على خامنئى. وفى غضون ذلك، نفى أبطحى ما صرحت به زوجته بأن الإفادة التى أدلى بها أمام المحكمة كانت تحت تأثير الأدوية. وكان أبطحى قال خلال مثوله أمام محكمة الثورة إنه لم تحصل عمليات تزوير فى الانتخابات الرئاسية التى فاز فيها نجاد بولاية ثانية. وأضاف أبطحى خلال مقابلة جديدة بثها التليفزيون الإيرانى وعلق فيها على ما أوردته وسائل الإعلام بشأن سجنه أن السجن سيئ لكنه لم يكن كذلك بالنسبة له. وأوضح أبطحى الذى بدا عليه التعب والإجهاد وهو يلبس زى السجن أنه مازال مؤمنا بنظام ولاية الفقيه، وأنه غيّر أفكاره فيما يتعلق بالانتخابات السابقة على حد قوله.