تفجير انتحارى فى مرقد الخمينى وأوباما يطالب زعماء إيران بوقف "العنف والظلم".. وموسوى يتحدّى خامنئى معلناً استعداده للشهادة! مجلس الخبراء الإيرانى يبحث تشكيل قيادة جماعية بدلاً من خامنئى.. واعتقال ابنة رفسنجانى وطرد مراسل «بى بى سى»
أخذت الأوضاع فى إيران تتخذ مواجهات مكشوفة وساخنة بين تيار الملالى المتشدد الذى يسيطر عليه مرشد إيران على خامنئى والتيار الإصلاحي. مؤشرات ساخنة بعد أنباء عن توقيف فايزة رفسنجانى ابنة الرئيس الإيرانى السابق اكبر هاشمى رفسنجاني، بعد خروج الرئيس الإيرانى الاصلاحى السابق محمد خاتمى عن صمته وأدان إحالة النزاع الانتخابى إلى مجلس صيانة الدستور. ويعد موقف خاتمى معارضة صريحة لمرشد إيران على خامنئي. وقالت وكالة مهر شبه الرسمية للانباء فى ايران ان الرئيس خاتمى قال أمس الاحد ان احالة النزاع على الانتخابات الرئاسية الى مجلس صيانة الدستور الايرانى فى البلاد ليست حلا.. ونقلت الوكالة عن خاتمى قوله فى بيان: تحويل النزاع الى جهة لم تكن محايدة فيما يتعلق بالانتخابات ليس حلا. وحذر خاتمى من العواقب الوخيمة التى ستترتب على حظر الاحتجاجات المؤيدة لمرشح الرئاسة المهزوم مير حسين موسوي.. مضيفاً ان منع الناس من التعبير عن مطالبهم بالسبل المدنية ستترتب عليه عواقب وخيمة. وكان المرشد قد منع التظاهرات وهدّد صراحة، يوم الجمعة، بأن الدولة التى يسيطر عليها الجناح الموالى له، ستسحق أية مظاهرات تعادى فوز الرئيس أحمدى نجاد بالانتخابات. ويضاف تحدى خاتمى لسلطات خامنئى إلى تحدى زعيم المعارضة مير موسوى الذى اتهم ضمناً المرشد بانحيازه إلى مزورى الانتخابات وسارقى أصوات الشعب. اعتقال ابنة رفسنجانى وقالت وكالة الانباء الإيرانية فى خبر مقتضب إن فائزة رفسنجانى ابنة الرئيس الايرانى السابق، رفسنجانى أحد منافسى الرئيس محمود أحمدى نجاد، قد احتجزت فى قاعدة عسكرية، بعد أن شاركت فى مظاهرات يوم السبت المحظورة.. وفائزة هى نائبة سابقة فى البرلمان وناشطة فى التيار الإصلاحي، وفرضت عليها سلطات الحرس الثوري، قبل يومين، الإقامة الجبرية فى البلاد ومنعها من السفر إلى الخارج. ونقلت وكالة فارس للانباء عن مسؤول أمنى قوله ان فائزة وبعض أقاربها كانوا يشاركون فى الاحتجاج وتم اعتقالهم حفاظا على سلامتهم من الاعمال الارهابية التى يرتكبها مثيرو الشغب. على حد قول الوكالة. إغلاق إعلامى تتجه إيران إلى أن تكون بلداً مغلقا إعلامياً، بعد التضييق على وسائل الاعلام ومراقبة المواد الاعلامية التى ينتجها مراسلو ووكالات الانباء والقنوات التليفزيونية. وتطور التشديد على وسائل الاعلام أمس إلى طرد مراسل هيئة الاذاعة البريطانية «بى بى سي» فى طهران جون لايني.. وتلقى لاينى امرا من السلطات الايرانية بمغادرة البلاد فى غضون 24 ساعة، بسبب «دعمه» خصوصا مثيرى الشغب، كما ذكرت وكالة انباء فارس القريبة من الحكومة أمس. ومنذ ايام تتهم السلطات الايرانية هيئة الاذاعة البريطانية، بالاضافة الى وسائل اعلام غربية اخرى لم تسمها، بدعم حركة الاحتجاجات الشعبية. وكانت هذه الاتهامات مقدمة لتفريغ إيران من المراسلين الأجانب الذين ينقلون أعمال القمع الشرسة للمتظاهرين فيما تدعى سلطات إيران أنها تدعم حرية التعبير. متكى يهاجم الغرب من جهة أخرى وجّه وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متكى انتقادات حادة للحكومات الغربية فى إطار سياسة مواجهة الغرب التى تحاول طهران اتباعها حاليا فى ظل أزمتها الداخلية. وقال متكى امس الأحد أمام ممثلى البعثات الدبلوماسية فى مؤتمر صحفى عقد فى طهران حول الأحداث التى أعقبت الانتخابات الرئاسية التى تمت فى ال12 من الشهر الجارى إن فرنسا دولة كبيرة يحكمها حاليا «أقزام».. كما انتقد متكى السياسة التى تتبعها كل من ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة فى المنطقة ووصفها بالخطأ. وقال: «يجلس فى هذه الحجرة العديد من ممثلى الدول التى أمدت (العراق) بالغاز السام الذى يعانى الإيرانيون آثاره منذ 20 عاما». هدوء حذر وأسفرت تظاهرات السبت عن سقوط 13 قتيلا بحسب تلفزيون برس الرسمى الناطق باللغة الانجليزية. وعصر أمس لم يظهر أى مؤشر على حدوث تظاهرة للمعارضة فى وسط طهران التى تحاصرها اعداد كبيرة من قوات الامن، حسبما نقلت فرانس برس عن شهود. وقال أحدهم ان "الشرطة تفرق كل تجمع لشخصين او ثلاثة وتطلب منهم الانصراف". وتحدث الشاهد عن انتشار امنى كبير لشرطة مكافحة الشغب وعناصر ميليشيا الباسيج فى مفترق جميع طرق وسط المدينة حيث جرت السبت تظاهرات عنيفة. واكد شاهد آخر ان حركة السير طبيعية والمحلات التجارية مفتوحة. ولم يصدر اى نداء للتظاهر من قادة المعارضة لا سيما المرشح الخاسر فى الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوى الذى يطالب بإلغاء نتائج انتخابات 12 يونيو. ومساء، وجه موسوى نداء إلى أنصاره بضبط النفس وقال إن الاحتجاج على "التزوير" هو "حق للشعب". وكتب رئيس الوزراء السابق عبر موقعه الإلكترونى (كلمة): "بصفتى شخصا اصابه الحزن" على القتلى "ادعو شعبى العزيز الى ضبط النفس". واضاف ان "الاحتجاج على الاكاذيب والتزوير هو حقكم". وتابع يقول "آملوا فى الحصول على حقوقكم ولا تسمحوا للذين يريدون اغضابكم بتحقيق النجاح". وطلب موسوى من المتظاهرين الامتناع عن اى اعمال عنف خلال التظاهرات، معربا عن الامل "فى الا تتدخل الشرطة والجيش بطريقة يتعذر تصحيحها ضد الشعب". وقال ان "امتناع (السلطات) عن اعطاء العائلات اسماء وعناوين الشهداء والجرحى لن يساهم فى استتباب الهدوء". مناورات عسكرية وفيما بدت أنها محاولة من السلطات فى لفت الأنظار عن أزمتها الداخلية، أعلنت عن اجراء مناورات عسكرية فى الخليج وبحر عُمان. وذكرت محطة "العالم" الايرانية الرسمية الناطقة باللغة العربية أن قسم العلاقات العامة للقوات الجوية للجيش قال فى بيان ان مناورات "ميلاد نور الولاية" الجوية والبرمائية تنطلق اليوم الاثنين بهدف "حفظ ودعم قدرة العمليات والردع والمحافظة على الاستعداد والإسناد السطحى والبري" فى الخليج وبحر عمان. وأضاف البيان أنه سيجرى خلال المناورات تحليق المقاتلات لمسافات طويلة تمتد لنحو 3 آلاف و600 کيلومتر، وذلك باستخدام عملية التزوّد بالوقود فى الجو. وأشار الى استخدام طائرات استراتيجية من طراز "سوخوى 24 " فى المسافات الطويلة، وكذلك استخدام واختبار عتاد جديد من تصنيع مؤسسة "جهاد الاکتفاء الذاتي"، التابعة للقوات الجوية للجيش الإيراني. کما ستحلق المقاتلات على مسافة 700 کيلومتر عند مستوى سطح مياه الخليج وبحر عُمان وعلى ارتفاع منخفض خلال المناورات. وکان نائب قائد سلاح الجوّ الايرانى العميد محسن دره باغى قد أعلن سابقا ان من الاهداف الخاصة لمناورة "ميلاد نور الولاية" استخدام مقاتلات "صاعقة" المصنعة محلياً، واستعراض قدراتها ونقل العتاد وتدمير الأهداف المعادية المفترضة من قبل هذه المقاتلات. استخبارات أمريكية وفى واشنطن، أعلنت رئيسة لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ الديموقراطية دايان فينستاين ان أجهزة الاستخبارات الأميركية لا تملك نفوذا كبيرا على ما يجرى فى إيران وان قدرتها على "تغيير مجرى الأحداث ضعيفة جدا". وقالت لتلفزيون "سى ان ان" ان اللجنة استجوبت هذا الاسبوع المسؤولين الأميركيين الضالعين فى عمليات سرية ويمكننى القول انه على حد علمي، لم يحصل اى تدخل فى الانتخابات" الايرانية. واعتبرت فينستاين انه "بالتعرض للولايات المتحدة وبريطانيا، فانهم (القادة الايرانيون) يحاولون التهرب من مسؤولياتهم" فى الازمة. وأقرت فينستاين عضو مجلس النواب عن كاليفورنيا ان المعلومات التى جمعتها الاستخبارات الاميركية فى ايران ليست ذات قيمة. وتابعت "اعتقد انه من الصعب للغاية حاليا الحصول على معلومات فى هذا البلد. وارى بالتالى بكل صراحة ان قدرتنا على الذهاب الى هناك وتغيير مجرى الإحداث محدودة للغاية". مستعد للشهادة قرر المرشح الاصلاحى المهزوم مير حسين موسوى منازلة المرشد الاعلى للجمهورية السيد على خامنئي، إذ لم يتوقف عند رفض إلغاء التظاهرات التى كانت مقررة امس الأول على الرغم من حظرها، والتى تحولت الى مواجهات وأعمال عنف بين أنصاره وأنصار الرئيس محمود احمدى نجاد، ولا عند الإصرار على المطالبة بإعادة إجراء الانتخابات الرئاسية التى جرت فى 12 يونيو الحالي، ولكنه فى سابقة لم تشهدها إيران، انتقد بشدة أمس الكلمة التى ألقاها أول من أمس المرشد الاعلى وصادق فيها على اعادة انتخاب نجاد رئيساً للجمهورية، معلناً استعداده ل"الشهادة"، وداعياً الايرانيين إلى الاضراب على مستوى البلاد اذا اعتقله النظام. هذه التطورات المتسارعة التى لم تشهد إيران مثيلاً لها منذ قيام الثورة العام 1979، واكبها خرق أمنى خطير تمثل فى هجوم بالقنابل فى ضريح الامام الخمينى فى طهران أسفر عن مقتل المهاجم الانتحارى وشخصين آخرين إضافة إلى ثمانية جرحى على الاقل، فى وقت افادت منظمة العفو الدولية أن عشرة متظاهرين سقطوا قتلى فى مواجهات امس. وفى ما بدا على انه تشدد فى موقف واشنطن من "الظلم" الذى قابلت به طهران حالة الاحتجاج الشعبية التى اندلعت فى شوارع العاصمة الايرانية وغيرها من المدن الكبرى، طالب الرئيس الأميركى باراك اوباما الحكومة الايرانية أمس، ب"وقف كل الاعمال العنيفة وغير العادلة ضد شعبها". ففى سابقة لم تشهدها الحياة السياسية الايرانية منذ عقود، وجه موسوى أمس انتقادات مباشرة الى المرشد الاعلى غداة مصادقته مرة جديدة على اعادة انتخاب احمدى نجاد، على ما ذكر موقع موسوى على الانترنت. واتهم موسوى المرشد الاعلى من دون تسميته، بتهديد الطابع الجمهورى لإيران والعمل لأجل فرض نظام سياسى جديد. ولم تجرؤ اى شخصية سياسية من قبل على توجيه انتقادات بهذه الشدة الى خامنئى منذ تولى مهامه عام 1989. وسحب هذا البيان لفترة وجيزة عن موقع صحيفة موسوى على الانترنت، غير انه اعيد نشره بنصه الكامل بعد قليل من دون ذكر اى توضيح مع اضافة عنوان "لا تدعوا المنافقين والمزورين يسرقون منكم راية الدفاع عن الجمهورية الاسلامية". وندد موسوى ب"مشروع يتخطى فرض حكومة غير مرغوب بها على الشعب، وصولاًَ الى فرض حياة سياسية جديدة على البلاد"، موجهاً اخطر اتهاماته الى خامنئى فى سياق تناوله الحجة التى عرضها المرشد فى خطبته اول من أمس، لتأكيد صحة اعادة انتخاب احمدى نجاد. وكان خامنئى اعلن ان "آليات النظام فى بلدنا لا تسمح بحصول تزوير بفارق 11 مليون صوت"، فى اشارة الى الفارق فى الاصوات بين احمدى نجاد وموسوى المرشح الذى حل ثانياً، متسائلا "كيف يمكن التزوير بفارق 11 مليون صوت؟". وردّ موسوى أمس قائلاً ان "كان هذا الحجم الهائل من التزوير والتلاعب بالاصوات.. الذى افقد الناس الثقة، يستخدم باعتباره الدليل الدامغ على عدم حصول تزوير، فإن هذا يطعن فى الطابع الجمهورى للنظام نفسه ويثبت عمليا ان الاسلام لا يتفق مع الجمهورية". ويتبنى موسوى باستمرار منذ اعلان فوز احمدى نجاد فى الانتخابات السبت من الأسبوع الفائت، مواقف معارضة للمرشد الاعلى متحدياً فى كل مرة دعواته ومواقفه، فحين صادق خامنئى فى 13 يونيو على اعادة انتخاب احمدى نجاد ووصفها بأنها "عيد عظيم"، طعن زعيم المعارضة فى النتائج، وحين طالبه خامنئى الأحد الماضى بمواصلة الحركة الاحتجاجية بالسبل القانونية حصراً، حرص موسوى فى اليوم التالى على المشاركة فى تظاهرة ضخمة جرت فى وسط العاصمة. وأخيرا حين اعلن المرشد الاعلى الثلاثاء انه يمكن القيام بإعادة فرز جزئية للاصوات ان كان ذلك ضروريا، كرر موسوى فى اليوم التالى تمسكه بإلغاء النتائج وإعادة إجراء الانتخابات. ولكن تصريحات موسوى الاخيرة تشكل اخطر تحد لسلطة المرشد الاعلى حتى الآن. وشكر احمدى نجاد أمس المرشد الاعلى على "قراره الصائب" غداة مصادقته مجددا على اعادة انتخابه، وفق ما اوردت وكالات الانباء الايرانية. وكان خامنئى ألقى خطبة الجمعة فى حشد من عشرات الآلاف كان يفترض ان يضع حدا للاحتجاجات والتظاهرات مؤكداً فوز احمدى نجاد، ومطالباً بصورة خاصة بوقف التظاهرات مؤكدا انه "لن يرضخ للشارع". إلا أن موسوى تجاهل هذا الطلب أمس الأول مطالباً "المسؤولين بعدم الاكتفاء بالتمهيد لتجمعات سلمية من اجل اعادة الهدوء، بل بتشجيع مثل هذه التجمعات". وأكد موسوى فى البيان ان مطالبته بإلغاء نتائج الانتخابات حق ثابت، متعهدا "الوقوف دائما الى جانب" الايرانيين دفاعا عن حقوقهم المشروعة. وقال موسوى معلقا على المسار الذى يرى ان البلاد تسلكه "ان هذا المصير سوف يسعد مجموعتين: مجموعة وقفت ضد الامام (الخميني) منذ بداية الثورة ورأت فى النظام الاسلامى طغيانا للصالحين الذين يريدون سوق الناس قسرا الى الجنة"، وتابع أن "المجموعة الثانية هى التى تدعى الدفاع عن حقوق الشعب وترى فى الاسلام عقبة على طريق قيام جمهورية". وحض موسوى على حماية اصوات الشعب مؤكدا "ان لم تقابل ثقة الناس بحماية اصواتهم وإن لم يتمكنوا من الدفاع عن حقوقهم بتحركات مدنية سلمية، فسوف تظهر فى المستقبل طرق اخرى خطيرة تقع مسؤوليتها على اولئك الذين لا يسمحون بسلوك سلمي". وأكد موسوى تمسكه "القوي" بالمطالبة بإلغاء نتائج الانتخابات وتنظيم انتخابات جديدة، وقال ان هذا الطلب "ينبغى ان تنظر فيه لجنة موثوق بها وينبغى ان لا تستبعد مسبقا امكانية ان يفضى الى نتيجة". وهذا هو "خامس بيان يوجهه مير حسين موسوى الى الشعب الايرانى النبيل" بحسب موقع موسوي. وقال شاهد ان موسوى حض الايرانيين على تنظيم اضراب على مستوى البلاد اذا القت السلطات القبض عليه. وقال شاهد إن موسوى "وفى كلمته الى مؤيديه فى جيهون (منطقة بجنوب غرب طهران)، دعا الناس الى تنظيم اضراب وطنى اذا القى القبض عليه." وأعلن موسوى فى رسالة الى مجلس صيانة الدستور تمسكه بالغاء الانتخابات. وقال موقعه على شبكة الانترنت انه اصر فى رسالة الى مجلس صيانة الدستور أمس الأول على ضرورة إلغاء الانتخابات الرئاسية التى اجريت فى 12 حزيران (يونيو). وكتب موسوى فى الرسالة "ان كل المخالفات التى احصيناها تضاف اليها المخالفات الاخرى التى ذكرتها فى رسائلى السابقة(..) كافية لالغاء الانتخابات". وقال حليف لموسوى ان الأخير ابلغ مؤيديه انه مستعد للشهادة، مضيفاً "قال موسوى فى كلمة عامة فى جنوب غرب طهران انه مستعد للشهادة وانه سيواصل مساره". وجاءت رسالة موسوى بعدما استخدمت شرطة مكافحة الشغب فى إيران الغازات المسيلة للدموع والهراوات وخراطيم المياه الساخنة لتفريق المتظاهرين الذين احتشدوا فى العاصمة طهران. المواجهات مستمرة وقال شهود العيان ان سحب الدخان تصاعدت فوق ميدان الثورة حيث احتشد أنصار موسوى فى تحد للحظر الذى فرض على التظاهرات واندلعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة والباسيج. وقدر شهود عيان عدد المشاركين فى التظاهرة بنحو 3 آلاف شخص كانوا يرددون شعارات معادية لاحمدى نجاد مثل "الموت للديكتاتور وللديكتاتورية". واصيب رجل على الاقل بالرصاص فى كتفه خلال التظاهرة فى طهران. وقال شاهد ان الجريح اصيب فى كتفه اليسرى من الخلف وكان ممرضون ينقلونه على حمالة. وتحدث مصدر إيرانى موثوق لتلفزيون "سى ان ان" عبر البريد الإلكتروني، عن إقامة مليشيات الباسيج نقطة تفتيش فى وسط طهران. وقال المصدر ان "مليشيات الباسيج تحمل بنادق ضخمة وتدقق فى هويات السيارات المارة بحثاً عن مثيرى الشغب"، واصفاً الأجواء هناك بأنها تشابه "الأحكام العسكرية". وأوردت مصادر إيرانية أخرى أن تلك المليشيات عمدت إلى ضرب المتظاهرين خلال المسيرات التنديدية التى خرجت الى الشوارع. وذكر شهود عيان أنه تم إطلاق النار على متظاهرين فى ميدان الثورة، فيما بث التلفزيون الإيرانى على شريطه الإخبارى أن الشرطة تتصدى ل"المشاغبين". ونقلت الانباء عن شهود عيان ان انصار موسوى اقدموا على احراق مبنى كان انصار نجاد يستخدمونه خلال الحملة الانتخابية وان مواجهات اندلعت بين انصار موسوى وانصار نجاد وان الشرطة اطلقت النار فى الهواء لوقف المواجهات بين الطرفين. وكانت جمعية العلماء المجاهدين (روحانيون مبارز) التى تقدمت بطلب ترخيص لهذه التظاهرة، اعلنت إلغاءها امس الأول. وقالت فى بيان نشره التلفزيون على موقعه الالكترونى "تم التقدم بطلب ترخيص لاجراء تظاهرة، ولكن بما انه لم يتم الترخيص لها لن تكون هناك تظاهرة". وصدرت الدعوة الى التظاهر عن المرشح الاصلاحى الى الانتخابات الرئاسية مهدى كروبى الذى يطعن فى اعادة انتخاب احمدى نجاد ويدعو الى الغائها. وقد حذر اكبر مسؤول امنى فى ايران موسوى من الدعوة الى اى تظاهرات "غير مشروعة" وانه سيتم التصدى لأى تظاهرات بحزم، وانه فى حال خروج تظاهرات فسيتم اعتقال المسؤولين عنها. وتم نشر عدد كبير من قوات الامن فى قلب طهران ومنع الناس من الوصول الى الشوارع القريبة من جامعة طهران حيث كان مقررا ان يجتمع المتظاهرون. كما حذر مجلس الامن القومى الايرانى موسوى بأنه سيعد مسؤولا عن التداعيات الناتجة عن التجمعات غير الشرعية فى حال تحريضه على التظاهر. واعلنت وزارة الداخلية انه لم يتم اعطاء الاذن بأى تظاهرات امس. وفى خرق أمنى فى العاصمة طهران، افادت انباء عن وقوع هجوم انتحارى فى ضريح الامام الخمينى زعيم الثورة الايرانية. وذكر مصدر إعلامى رسمى فى إيران أن حصيلة الهجوم الانتحارى على مرقد الخمينى أمس الأول، بلغت قتيلان بالإضافة إلى منفذ الهجوم، وثمانية جرحى. وذكر تلفزيون "برس تى في" الإيرانى الناطق باللغة الانجليزية أن الانفجار حصل فى الجناج الجنوبى من المرقد. وأضاف أن الضحايا كانوا من زوار المرقد وأن الجرحى منهم نقلوا إلى المستشفيات. وكان مصدر أمنى إيرانى قال فى وقت سابق إن "إرهابياً" فجّر نفسه بالقرب من مرقد الخميني، جنوب العاصمة طهران، ما أدى إلى مقتل المنفذ، فيما تضاربت الأنباء عن عدد الجرحى. وفى هذا الوقت، اعلن مجلس صيانة الدستور المكلف النظر فى الطعون المقدمة من قبل موسوى ومهدى كروبى انه على استعداد لاعادة احصاء 10 فى المئة من اصوات الناخبين. وكان المرشحان الاصلاحيان موسوى وكروبى قد تخلفا عن حضور جلسة مجلس صيانة الدستور لمناقشة طعونهما فى نتائج الانتخابات. ونفى مسؤول فى القضاء الايرانى المعلومات التى تحدثت عن منع اثنين من ابناء الرئيس الايرانى السابق اكبر هاشمى رفسنجانى من مغادرة ايران، كما ذكرت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وقال مساعد مدعى عام طهران حسين ذبحى "لم ترد اى معلومة الى النيابة العامة تتعلق بمنع الاشخاص المعنيين من مغادرة البلاد". اضاف ان النيابة هى الجهة الوحيدة المخولة منع المواطنين من مغادرة البلاد. مطالب أوباما عالمياً، وفى ما بدا تشدداً جزئياً فى موقف واشنطن، طالب الرئيس الاميركى باراك اوباما أمس الأول الحكومة الايرانية ب"وقف جميع اعمال العنف والظلم ضد شعبها"، على ما افاد البيت الابيض. وقال اوباما فى البيان "ندعو الحكومة الايرانية الى وقف جميع اعمال العنف والظلم ضد شعبها"، مصعدا اللهجة عن تصريحاته السابقة فى وقت قمعت الشرطة الايرانية بعنف أمس الأول آلاف المتظاهرين الذين نزلوا الى الشوارع فى طهران احتجاجا على اعادة انتخاب احمدى نجاد. وأضاف الرئيس الأميركى "على الحكومة الايرانية ان تدرك ان العالم يراقبها. اننا نبكى كل روح بريئة". وفى واشنطن كذلك، تجمع مئات الاشخاص أمام البيت الابيض "تضامناً مع الشعب الايراني" الذى يحتج على نتيجة الانتخابات الرئاسية فى ايران، كما افادت مراسلة لوكالة "فرانس برس". وارتدى الكثير من المتظاهرين الالبسة الخضراء وهو اللون الذى اعتمده موسوي. وكذلك فى باريس، خرج عشرات الآلاف من أنصار جماعة إيرانية معارضة فى تظاهرة خارج العاصمة الفرنسية للاحتجاج على انتخابات الرئاسة الايرانية. ونقلت أعداد كبيرة من الحافلات أنصار المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية الذى يتخذ من فرنسا مقرا له قادمين من ألمانيا وبلجيكا وهولندا إلى المظاهرة التى نظمت فى مركز للمعارض قرب باريس.