أدى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الأربعاء اليمين الدستورية أمام مجلس الشورى الإسلامي "البرلمان" ، ليكون رئيسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية لولاية ثانية تمتد أربع سنوات. وفي كلمته التي أعقبت أدائه اليمين ، شدد الرئيس الإيراني على ضرورة أن يشعر الإيرانيون كافة بالهدوء والأمن وأن يلتقوا كعائلة واحدة ، كما تعهد بتحقيق مطالب الشعب الإيراني قائلا : "لا أفكر سوى في خدمة الشعب الإيراني وأتعهد بتحقيق مطالبه. وشدد الرئيس المثير للجدل - 52 عاما - على أهمية أن يكون لبلاده دور مؤثر في إدارة العالم ، كما أكد في ختام حديثه أن بعض الدول الغربية تضع الديمقراطية لخدمة مصالحها دون أن تحترم خيارات الشعوب الأخرى ، معتبرا أنه ليس هناك في إيران من ينتظر رسائل تهنئة من قادة الدول الغربية ، في إشارة إلى دول على رأسها الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا! وكانت مراسم أداء اليمين الدستورية قد بدأت بكلمة لعلي لاريجاني رئيس مجلس الشورى ، تلتها كلمة لرئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي. وأدى نجاد اليمين الدستورية بحضور رؤساء البعثات الأجنبية فى طهران وعدد كبير من مسئولي الدولة. وشهدت الشوارع المحيطة بمقر المجلس في وسط طهران انتشارا أمنيا مكثفا خشية اندلاع مظاهرات. ووفقا لشهود عيان في ميدان بهارستان الذي يوجد فيه مقر المجلس ، كانت هناك مظاهرات متقطعة أمام المقر ، حيث ردد المتظاهرون "الموت للديكتاتور" متهمين الرئيس بتزوير الانتخابات. وأضاف الشهود أن رجال الشرطة استخدموا - على ما يبدو - الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ، كما عززوا الإجراءات الأمنية قبيل خروج نجاد من البرلمان. وأوضح الشهود أن المتظاهرين لجأوا إلى الشوارع الجانبية. ووفقا للدستور الإيراني ، فإنه سيكون أمام نجاد مهلة تمتد أسبوعين لتشكيل حكومته وعرض أعضائها على المجلس للحصول على الثقة. وكان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي قد صادق يوم الاثنين على تنصيب نجاد رئيسا بعد أن فاز بنسبة 63% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثاني عشر من يونيو الماضي ، وهي العاشرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية. وقوبل فوز نجاد باحتجاجات عارمة نظمها أنصار المرشحين الخاسرين ، مما أدى إلى وقوع مصادمات عنيفة مع رجال الأمن أدت إلى مقتل حوالي عشرين شخصا ، فضلا عن اعتقال المئات يجرى الآن محاكمة بعضهم بعد أن تم الإفراج عن معظمهم. وأكد نجاد عقب تنصيبه من قبل المرشد الأعلى أنه رئيس السبعين مليون إيراني وأنه "خادم" ، لمن اختاره ومن لم يختره.