طهران: فيما يبدو وكأنها محاولة لتهدئة الرأى العام الداخلى الغاضب تجاه الاحداث التي شهدتها إيران في أعقاب الانتخابات الرئاسية الاخيرة التى فاز فيها الرئيس احمدى نجاد بفترة رئاسية ثانية ، قرر المرشد الاعلى للثورة الايرانية على خامنئى الاحد إقالة حسين طالب قائد قوات الباسيج وتعيين محمد رضا نقدى بدلا منه . والباسيج هو أقوى مؤسسة شبه عسكرية في ايران بعد قوات الحرس الثوري وهو من الناحية الشكلية يتبع قيادة قوات الحرس الثوري. وتأسست ميليشيات الباسيج بقرار من قائد الثورة الاسلامية الراحل آية الله الخميني في 26 نوفمبر 1979 ، حيث أمر بانشاء جيش من عشرين مليون فرد لحماية الجمهورية الاسلامية الايرانية من التدخل الامريكي من الخارج ومن الاعداء في الداخل. ويقوم الباسيج بتجنيد اعضائه من المتطوعين من صغار السن الذين تتراوح أعمار أغلبهم من 11 الى 17 سنة ومن قاطني المناطق الريفية والاحياء الفقيرة في المدن وكان في التجارب الاشتراكية ميليشيات مماثلة. ويتسم معظم اعضاء الباسيج بقوة دوافعهم الايديولوجية وعمق تدينهم وضآلة تعليمهم وخلال الحرب العراقية - الايرانية، وعقب تلقي أعضاء الباسيج دورات عسكرية مكثفة من قبل الحرس الثوري ، وتعبئتهم عقائدياً من جانب ممثلي المرشد ، ألقوا بأنفسهم في حقول الألغام، في موجات بشرية على أمل تحقيق الشهادة ونيل الجنة. واخذت قوة البسيج تزداد بعد عام 1993 ، فمنذ ذلك الحين بدأ مؤيدو المرشد الأعلى علي خامنئي من اصحاب النفوذ القوي من امثال محمد بشارتي وزير الداخلية في الفترة 1993-1997 يدركون قيمة الحماس الثوري للباسيج فسعوا حثيثا لجعله ثاني اقوى دعامة للنظام بعد قوات الحرس الثوري ، ولذلك قامت الحكومة الايرانية باستخدام الباسيج كثيرا مع وحدات خاصة من قوات الحرس الثوري ، في الحالات التي تتطلب قمع القلاقل بين السكان المدنيين . ووفقا للتقديرات الامريكية ، كانت قوات الباسيج عام 1997 تتألف من نحو تسعين الف رجل مسلح متفرغ ومن الممكن تعبئة عدد اكبر من الاحتياط اذا امر المرشد بذلك. وكان للباسيج الدور الاكبر فى قمع المظاهرات الاخيرة فى ايران وترويع المتظاهرين وقتل افراد منهم ، مما جعل المرشد يبحث عن تهدئة باقالة قائد الباسيج وتعيين قائد جديد له.