بعد سلسلة من الاعتذارات المصرية والعربية عن المشاركة بملتقى القاهرة الدولي الرابع للشعر، والذي انطلق صباح اليوم بحضور وزير الثقافة ومئات الشعراء تحت عنوان "ضرورة الشعر"، تستعد لجنة سرية مشكلة بمعرفة وزارة الثقافة لاختيار اسم الشاعر الفائز بجائزة الملتقى والتي تقدر بقيمة 100 ألف جنية، في سابقة هي الأولى من نوعها . والملتقى الذي انطلقت أولى دوراته عام 2007، ظلت لجنته المشكلة لاختيار الفائز علنية، وكانت تضم شعراء ونقاد من مصر والعالم العربي، بخلاف لجنة هذا العام، والتي شهدت خلافات حادة مع وزير الثقافة من جهة ومع المبدعين من جهة أخرى، ووجهت اتهامات للشاعر الكبير محمد عبدالمطلب بالانحياز لتيار الشعر التقليدي على حساب النثر، وتجاهل شعر العامية أيضا، كما وجهت انتقادات حادة للجنة لتجاهل جيل الشباب وهي مسألة رد عليها "عبدالمطلب" بالنفي. وقال شوكت المصري ، الشاعر المصري وأحد اعضاء لجنة تحكيم الملتقى، أن الاعتذارات المتوالية للشعراء، والمتأخرة جدا، جاءت لإحراج الملتقى ، بالرغم من إعلان جدوله بأسماء المبدعين العرب وإعلامهم منذ شهور طويلة، ومع ذلك لم تأت الاعتذارات إلا الآن، وربما تأثر البعض بغياب أسماء عربية بعينها أو اعتذاراتهم الصاخبة ومنهم عباس بيضون أو أدونيس . وبخصوص الفائز بالدورة الحالية، فقد جرت انتقادات من قبل الشعراء المعتذرين والمشاركين على السواء، للاتجاه لمنح الجائزة لشاعر فصحى مصري، وقد سبق ان استقال الشاعر سيد حجاب لاستبعاد شعراء العامية المصرية كحداد وجاهين والأبنودي من محاور الملتقى وجوائزه. ومن الأسماء المرشحة هذا العام محمد إبراهيم أبوسنة، وقال المنتقدون أن الملتقى يواجه تكريس أسماء بعينها وتيارات بعينها بإدارته ومن هذه الأسماء أعمدة لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، والتي لا تشهد أي تغيير يواكب حركة الشعر الحقيقية، وذكروا بالتحديد اسمي الشاعرين "أحمد عبدالمعطي حجازي" و"محمد عبدالمطلب" ، وقد فاز حجازي بجائزة ربيع الشعر العربي بدورة سابقة وكان عضوا بلجنة التحكيم !. وقال المنتقدون أن تاريخ الملتقى كان أكثر نصاعة، حين فاز بدورته الأولى الشاعر الفلسطيني محمود درويش كما فاز من قبل الشاعر اليمني الكبير عبدالعزيز مقالح، وانتقدوا أن تقوم مصر بإدارة الملتقى ومنح الجوائز لنفسها. يتضمن الملتقى، الذي يقيمه المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة وتشرف عليه لجنة الشعر برئاسة الناقد الدكتور محمد عبد المطلب، العديد من الأمسيات الشعرية، والجلسات التحاورية، والنقدية، والبحثية، بمشاركة شعراء وأكاديميين من مصر و13 دولة عربية.وهو يحمل بدورته هذا العام اسم الشاعرين المصريين الكبيرين محمد عفيفي مطر ومحمود حسن اسماعيل. وقد سبقت افتتاح الملتقى، المعلن برنامجه الرسمي منذ أكثر من أسبوع، بساعات قليلة اعتذارات من بعض الشعراء المصريين والعرب المشاركين في البرنامج عن عدم الحضور، ومنهم: اللبناني عباس بيضون، البحريني قاسم حداد، أمجد ريان، جمال القصاص، عاطف عبد العزيز، عبدالمنعم رمضان .وترددت أنباء غير مؤكدة عن اعتذار الناقد الكبير د. صلاح فضل عن الاستمرار بلجنة التحكيم . جدير بالذكر أن مشهد الاعتذارات تكلل اليوم بنبأ استقالة أمين المجلس الأعلى للثقافة، د. أمل الصبان، احتجاجا على تقارير مالية سلبية بحقها، وقد صدر قرار بتولي رئيس هيئة الكتاب د. هيثم الحاج مهمة تسيير الأعمال بدلا منها مؤقتا، ويشمل ذلك إدارة ملتقى الشعر الدولي .