بعد أيام يبدأ الكازاخيون التصويت في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها يوم 20 مارس الجاري، من أجل انتخاب 107 نائباً في البرلمان الكازاخستاني، وسط تحديات كبيرة ومعقدة تواجه البلاد وأبرزها الأزمةالاقتصادية العالمية، والاصلاحات الداخلية، والعلاقات الخارجية مع دول العالم المختلفة. وتقول مصادر حكومية في العاصمة أستانا بأن تلك الانتخابات البرلمانية الكازاخية تأتي هذا العام مبكرة عن موعدها نيابة على طلب النواب، وذلك استكمالا لطريق تطوير الديمقراطية التي تنتهجها الحكومة الكازاخية الحالية، حيث تشهد البلاد اصلاحات اجتماعية اقتصادية، مما يتوجب معه اتخاذ عدة قوانين وهذا هو السبب لاجراء انتخابات مبكرة من اجل النهوض بالديمقراطية والتطور وهذه الاصلاحات. ويشارك في الانتخابات اكثر من 600 مراقب من المنظمات الدولية والدول الاجنبية، وتغطية 120 صحفيا من 26 دولة سيساهمون في نقل اخبار تلك الانتخابات. أما الكازاخ المتواجدين في الخارج، فهناك 65 لجنة انتخابية في دول العالم المختلفة وتتواجد داخل سفارات كازاخستان في تلك الدول، للادلاء بأصواتهم داخل السفارة فى نفس يوم انتخابات كازاخستان وذلك من الساعةالسابعة صباحا وحتى الثامنة مساء. مواجهة التحديات وتبرز أهم التحديات الاقتصادية التي تواجه كازاخستان في: تحسين المستوي المعيشي واتساع مفهوم العدالة الاجتماعية للشعب، فالتحدي الذي يواجهها هو تجنب كساد اقتصادها، فقد ساء الوضع الاقتصادي في السنواتالأخيرة مع تراجع سعر النفط في الأسواق المحلية، بعد مرحلة رخاء كبيرة. وخلال الأيام الماضية عملت الحكومة الكازاخية علي مواجهة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم، عبر عدة إجراءات لإنقاذ الاقتصاد بتخفيض قيمة عملتها، وتأميم البنوك الكبرى، وضخ المليارات من الدولارات لإعادةالعافية إلى اقتصاد البلاد. كذلك تعتبر البطالة جزءًا من التحديات لأي حكومة قادمة، فمعدل البطالة وإن لم يكن رقما مقلقا ولكن مع تراجع أسعار النفط وانخفاض حركة التجارة العالمية، يطالب الحكومة القادمة بالسعي إلي خطط لمواجهتها حيثوصلت 6%. وكان أوضح نائب محافظ بنك كازاخستان المركزي، دانيار أكشيف، أن دور البنك سيكون إدخال سلسلة من التعديلات الرقابية لتفعيل خارطة طريق تطوير المالية الإسلامية لسنة 2020، وأن السلطات المعنية تخططأيضاً لطرح منهجية فحص للأسهم من أجل جذب عدد أكبر من المستشمرين من منطقتي الشرق الأوسط و جنوب شرق آسيا. ويعتبر الاقتصاد هو عنوان الرفاهية للشعب الكازاخي، لذلك وضعت الدولة برنامجا صناعيا، إضافة إلى ضخ استثمارات في القطاع الزراعي، مما يسمح بتعزيز الاقتصاد وتقليص البطالة وتجنب أزمة غذائية على المدىالقريب. ويري مراقبون أن معدل النمو والاستثمارات الاجنبية، تراجع خلال السنوات الماضية، ولكن أكدوا في نفس الوقت أن نمو اقتصاد كازاخستان سيتواصل بثبات، ولكن بإيقاع بطيء. مواجهة الإرهاب يعتبر لكازاخستان دور مهم واستراتيجي في مواجهة الإرهاب، وفي مقدمة الجماعات الإرهابية تنظيم الدولة الاسلامية "داعش"، وقد طالب الرئيس الكازاخستاني، نور سلطان نزارباييف، قادة العالم والأممالمتحدةباتخاذ تدابير ملموسة لوضع حدٍ للممارسات الوحشية لإرهابيي تنظيم داعش، مؤكدًا أن المشاكل الاقتصادية تُثير الظواهر السلبية في العالم، بما في ذلك الإرهاب. وفي خطاب له أمام الأممالمتحدة في نوفمبر الماضي، قال نزارباييف: إنه يتعين على العالم إحداث تغيير جذري في قواعد السلوك العالمي وتوحيد الجهود ضد التهديد المتمثل بالارهاب، والذي أصبح على نطاق عالمياليوم، مشيرًا إلى أن إنشاء شبكة عالمية موحدة لمواجهة ووضع حد للتطرف والإرهاب المستشري في العالم، قد يعتبر امرًا مستحيلًا للوهلة الأولى، ولكن يجب على زعماء العالم أن يقوموا بهذه الإجراءات". انتخابات مبكرة وفقا لفقرة 1 من المادة 63 من دستور كازخستان يحق لرئيس الجمهورية حل البرلمان بعد التشاور مع رئيس غرفتي البرلمان "الشيوخ- المجس" ورئيس مجلس الوزراء. وفي 13 يناير الماضي دعا أعضاء برلمانكازاخستان "المجلس" في جلسة عامة رئيس الدولة نور سلطان نزار بايف إلى حل المجلس وتحديد موعد لانتخابات برلمانية مبكرة. وجاءت أسباب حل البرلمان والذهاب إلي التصويت المبكر لمواجهة الأزمة الاقتصاديةعبر تفويض شعبي للحكومة لتحسين الوضع والخدمات المقدمة للشعب. وكانت انطلقت في كازاخستان السبت 20 فبراير شباط حملة الدعاية الانتخابية قبل الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستجري في ال 20 من مارس آذار المقبل تزامنا مع الانتخابات المحلية. ويبلغ عدد محافظات كازاخستان 14 محافظة وهناك 3 مدن بوضع خاص، فيما يبلغ عدد السكان ما يقرب من 17 مليون نسمة. انتخابات منذ عام 2004 وفي الانتخابات البرلمانية الثلاث منذ عام 2004، نجحت أحزاب المعارضة للفوز بمقعد واحد، حيث أن المؤشرات تشير إلي تحقيق نتيجة أفضل لهم في الانتخابات المقبلة. ويعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الموحد،أبرز الأحزاب المعارضة ولكن حظه يتوقف علي مدي قدرة الحزب علي الحشد والإقبال الجماهيري، في ظل تراجع الوضع الاقتصادي للبلاد. "نور آوتان".. الأوفر حظًا مؤشرات انتخابات 20 مارس الجاري، تشير إلي وجود حظ كبير لحزب "نور آوتان" المحافظ على الاغلبية البرلمانية في "المجلس"، فالحزب لديه 127 مرشحا للحزب في الانتخابات، من 234 مرشح، أي ما يعادلأكثر من نصف المرشحين. ويهيمن على البرلمان الحالي، حزب "نور أوتان" الذي يرأسه نزار باييف، والذي فاز بنسبة 81% في تصويت عام 2012. في الانتخابات البرلمانية الثلاث منذ عام 2004 ، نجحت أحزاب المعارضة للفوز بمقعد واحد (اك جول في 2004)، بعض المؤشرات تشير الي انه من المتوقع ان يحققوا نتيجة أفضل في الانتخابات المقبلة. ويعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الموحد، أبرز الأحزاب المعارضة ولكن حظه يتوقف على مدى قدرة الحزب علي الحشد والإقبال الجماهيري، في ظل تراجع الوضع الاقتصادي للبلاد. ويعتبر حزب "نور آوتان" الأكثر حظا بالفوز بأغلبية البرلمان، ويرجع ذلك إلي عدة أسباب في مقدمتها أنه يمتلك أكبر عدد من المرشحين مقارنة بالأحزاب الأخري، فهو لديه 127 مرشحا في الانتخابات، أي ما يعادلأكثر من نصف الناخبين المتقدمين للانتخابات وعددهم 247، فقد رشح الحزب عددا من النخبة والرموز الفنية والثقافية والاجتماعية علي قوائمه، كما أن الأحزاب المعارضة، أمامه لم تحقق نتائج قوية وكبيرة منذ 2004وحتي الآن ، وهو ما يجعل "آوتان" قادرا علي الاستمرار في حركة الدعم والإصلاح داخل البلاد وتقديم خدمات أفضل للشعب الكازاخستاني. برلمان كازاخستان وفقا لمادة 49 من دستور كازاخستان: يعد برلمان الأخيرة أعلى هيئة تمثيلية في الدولة تعنى بتنفيذ المهام التشريعية. وتبدأ صلاحيات البرلمان منذ لحظة افتتاح دورته و تنتهي ببداية عمل الدورة البرلمانية الجديدة، كما يمكن إيقاف صلاحيات البرلمان قبل الموعد المحدد في الحالات والنظم التي يقرها الدستور. كما يحدد القانون الدستوريتنظيم وعمل البرلمان والوضع القانوني لنوابه. ووفقا للمادة 50 من الدستور فإن البرلمان يتألف من مجلسين: السينات "الشيوخ" والمجلس واللذان يعملان بشكل دائم. ويتكون السينات من مجموعة نواب يمثل كل اثنان منهما و طبقا للدستور أحد الأقاليم أو المدن ذاتالأهمية للجمهورية والعاصمة، كما أن هناك 15 نائبا يعينهم رئيس الجمهورية مع الأخذ في الاعتبار أهمية ضمان تمثيل المصالح الثقافية والقومية وغيرها من المصالح الهامة للمجتمع. ويتكون المجلس من 107 نواب يتم انتخابهم طبقا للنظام المقرر دستوريا، ولا يجوز أن يجمع نائب البرلمان بين التمثيل في المجلسين. أما عن مدة الدستورية، فتبلغ مدة صلاحية نواب السينات ست سنوات فيما تبلغ مدة صلاحية نواب المجلس خمس سنوات. أبرز الاحزاب السياسية يوجد في كازاخستان حالياً 10 أحزاب سياسياً مسجلاً، وأكبر هذه الأحزاب حالياً هو الحزب الشعبي الديمقراطي الحاكم "نور-أوتان". وكانت لجنة الانتخابات المركزية في كازاخستان قد سجلت سابقا جميع قوائم الأحزاب ال 6 أحزاب التي أبدت رغبتها في المشاركة في الانتخابات المبكرة، وهي "نور وطن" الحاكم، وأحزاب "أق جول" و"برليك"و"آويل" والحزب الشعبي الشيوعي الكازاخستاني والحزب الاشتراكي الديمقراطي الموحد. وسجلت اللجنة الانتخابية 234 مرشحا ل98 مقعدا في برلمان البلاد "المجلس"، وسيجري انتخابهم وفقا لنظام القوائم الحزبية. ووفقا للفقرة 1 من المادة 51 من للدستور، يتم اختيار 98 نائبًا من المجلس وفقا لقانون الاقتراع السري الحر المباشر والعام، فيما يتم اختيار9 من نواب المجلس من قبل جمعية شعوب كازاخستان. وتجري الانتخابات الدورية للمجلس قبل شهرين على الأكثر من تاريخ انتهاء دورة الانعقاد. وفي البرلمان المنحل كان هناك 82 نائبا عن حزب "نور وطن" الحاكم، و8 نواب من حزب "أق جول" و7 نواب عن الحزبالشعبي الشيوعي إضافة إلى 9 نواب مستقلين. ومن أبرز المرشحين عن حزب "نور وطن" الحاكم، ابنة رئيس الجمهورية داريغا نزارباييف، وهي نائبة لرئيس وزراء كازاخستان، والملاكم الكازاخي جينادي غولوفكين، من 127 مرشحا للحزب في الانتخابات. شروط المرشح للانتخابات وفقا لفقرة 4 من المادة 51 من الدستور الكازاخستاني، يجب أن يكون عضو البرلمان حاملا للجنسية الكازاخستانية، ومقيما بشكل دائم في كازاخستان في العشر سنوات الأخيرة قبل ترشحه. كما يجب أن يكون عضوالسينات قد بلغ الثلاثين من العمر وحاصل على شهادة عليا وقضى خمس سنوات في عمله ويقيم بشكل دائم في الإقليم المرشح عنه أو المدينة ذات أهمية الجمهورية أوالعاصمة ولمدة ثلاث سنوات على الأقل، كما يجب أنيكون عضو المجلس قد بلغ 25 عاما. شعوب كازخستان.. الآقليات كازاخستان.. هي موطن الشعب الكازاخي الذي ينتشر في روسيا والصين وتركيا وأوزبكستان بالإضافة لكازخستان. ومع نشوء الدولة الكازاخية الحديثة، استعمل مصطلح "كازاخي" على مواطني كازاخستان مهما كان أصوله، ويعتبر مصطلح "كازاخي" تركي الأصل ويعني "الحر والمستقل" والتي ترمز لحياة البداوة الحرة والسكانالذين يتنقلون بحرية على صهوة الجواد. أما مصطلح "ستان" فهي كلمة فارسية الأصل وتعني "موطن" أو "أرض". وبهذا، تعني كازاخستان "موطن الأحرار". وتستخدم في كازاخستان لغتان رسميتان، لغة الكازاخية، والروسية، وفيما تتكون كازخستان من مجموعة عرقيات مختلفة، 63.1% من عرقية الكازاخ. وإلي جانب الكازاخ، هناك عدد المنظمات الأثنية الثقافية ووصل عددها إلى 621، كما تملك كازاخستان 46 مجموعة عرقيه مراكز ثقافية لها، فهناك الروس، والأوزبك، والأوكران، والألمان، والأويغور، و التتاروآخرون. ووفقا للدستور الكازخستاني، تفوض جمعية شعب كازاخستان، في ال21 من مارس آذار، 9 أشخاص يتولون مقاعد إضافية في البرلمان كتمثيل للعرقيات الاخري. وجمعية شعوب كازاخستان، تعد جهازا استشاريا تابعا لرئيس جمهورية كازاخستان، وتقوم الجمعية بنشاطها وفقا لدستور جمهورية كازاخستان وقوانينها ومراسيم رئيس جمهورية كازاخستان وكذلك للقوانين المعياريةالأخرى لجمهورية كازاخستان وبموجب هذا النظام. واستقلت كازاخستان عن الاتحاد السوفيتي عام 1996، في ظل أحوال اقتصاديه دقيقه وكانت تمتلك رابع أكبر ترسانة نوويه علي مستوي العالم وكان قرارها الطوعي بالتخلي عنها وتفكيكها ومؤخرا وقعت اتفاقية تدشينبنك الوقود النووي في كازاخستان والتي تعد خطوة مهمة ستسهل التعاون النووي السلمي وفق ما تهدف كازاخستان.