المعارك الروسية التركية، سلسة من معارك بين قطبي إمبراطوريتين حالف أغلب انتصاراتها الأتراك حتى نهاية ق 17م، وفي نهاية قرن 19م، فرضت روسيا سيطرتها على الإمبراطورية العثمانية في القوقاز والبلقان والبحر الأسود مرة أخرى، فتحول نصرها بعد فقدان الإمبراطورية العثمانية لشبه جزيرة القرم وانضمامها للإمبراطورية الروسية، تحت قيادة كاثرين، التي تُشبه روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، ذلك الدب الذي أطل بطموحات بوتين إلى ريادة عالمية؛ ويخشاها الناتو، وقرده في المنطقة (قرد وجان)، فمن خلال سوريا التي تشبه البحر الأسود استغلت موسكو وجودها البري في سوريا لإزعاج العجوز الأمريكي وقرده العثماني، وتحالفاته الغربية. كذلك دخول العثمانيون الحرب العالمية الأولى وتفجير الميناء البحري الروسي بسيفاستوبول، ماثلها ضرب المقاتلة الروسية سو-خوى. لقد حاول القطبين "الترك -روسي" فتح أبواباً جديدة للعلاقات، انعكست بطريقة مُثلى على الاقتصاد الذي ارتفع بينهما من 4.2 مليارات دولار عام 1997 إلى 31.2 مليار دولار عام 2014، وصدّرت تركيا إلى روسيا ما قيمته 5.9 مليارات دولار، واستوردن تركيا 25.2 مليار دولار غاز وخلافه. وأدى السلام في تاريخ العلاقات التركية الروسية، إلى السماح لروسيا بالتوسع مرة أخرى عبر تعاون اقتصادي هائل لم يحل دون بقاء أنقرةوموسكو تعيشان بعقلية الحرب الباردة، فحاولت تركيا أن تتخذ سياسات براغماتية بعد أزمة أوكرانيا، فلم تشارك في العقوبات على موسكو، وأثرت على العلاقات التركية الغربية للأسوأ. لكن هذا الموقف، لم يحقق لتركيا شيئاً، سواء على المستوى الاقتصادي وأنبوب السيل التركي الذي سينقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا، والذي تم تأجيله بقرار روسي، كما لم يؤد إلى أي انفراجة في الحرب السورية أو إقليم ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين أذربيجان وأرمينيا، ولا حتى في حقوق التتار الأتراك في القرم.. إلّا أنه زاد من الطين بله أن صبت أمريكا وأوربا الزيت على النار من خلال قردها العثماني مُلقية إليه الموز ليحرق بها حلقه، معتقدة أنها قد تجبر روسيا بعدم ضرب مواقع تكرير وخطوط تصدير البترول التي يديرها داعش في شرق سوريا وشمال العراق، إذ دمر الدب الروسي ألف ناقلة بترول تركية بطاقمها التركي، كدليل على رعاية أنقرة لداعش.. فهل يفيق الأتراك قبل أن تنمحي أسطورتهم على يد قرد الغاب ونسناسه. فقد قال بوتين في قمة العشرين بتركيا بالحرف: "يوجد معنا هنا في هذه القاعة دولا وقيادات تدعم الإرهاب" ، في إشارة إلى تركيا ، لكن هذا لا يعني أن الحرب بالوكالة على الطريقة الأفغانية أو الفيتنامية أو الكورية ليست مستبعدة". فهل تحاول أنقرة وضع الناتو في خدمة "داعش"؟ إبراهيم بن جلال فضلون كاتب ومحلل سياسي