البدوي يغيب في عقليته فكرة المواطنة المحتل الإنجليزي ضم حلايب الي السودان الفقهاء اهتموا في المغرب بأحوال السجناء الفلسطينيون تم تهميشهم في لبنان انتهي أمس الاثنين مؤتمر "المهمشون في مصر والعالم العربي عبر العصور"، الذي عقد بجامعة القاهرة في الفترة من 28 وحتى 30 نوفمبر الماضي، وشارك في اليوم الثالث العديد من الباحثين والمهتمين بمجال التاريخ والعلوم الإنسانية في مصر والعالم العربي. وقدمت د. إيمان عامر رئيس قسم التاريخ في جامعة القاهرة ورقة بحثية أثارت جدلا واسعا بين الحاضرين بعنوان "البدو والتهميش والتوطين في عصر محمد علي". واستهلت عامر حديثها عن البدو بقولها، إن ابن خلدون المؤرخ العربي الشهير، قال إن البدو أقدم من الحضر وأن البادية أصل العمران والأمصار مند بدء الخليقة, وأنه لا جدل أن البداوة جزءا مهما من سكان مصر. وأضافت عامر أنه لكي نفهم البداوة وبدايتها يجب أن نبحر في التاريخ بحثا عن تجربة توطين للبدو في تاريخ مصر الحديث، حيث تعد هذه التجربة من أهم ملامح التغيير في البناء الاجتماعي المصري فرغم أنهم من مصر لكن يغيب في عقليتهم معني الوطن فلابد من غرس جذور الإنتماء والمواطنة لدى تلك الجماعات لدمجهم في نسيج المجتمع المصري. وأضافت أن البدو كان لهم دورا كبيرا في المجتمع المصري سواء كان بالسلب أو بالإيجاب، وكان الجانب السلبي هو الغالب علي دورهم عندما تولي محمد علي حكم مصر، وذلك لأنهم بلغوا أقصى درجات القوة وشدة البأس. وأكدت أن الكثير من قرى مصر الوسطي والدلتا كانت تخشي من البدو والتعامل معهم وينظرون إليهم كما ينظرون إلي وباء مخيف، فقد ذكر الجنرال "أندريوس" في وصف رحلته إلي وادي النطرون أنه سأل ذات مرة أحد الشيوخ هل حل الطاعون بقريتكم هذا العام فأجاب مرتين فقد حل الطاعون والعربان يقصد البدو هذا العام. وتناولت رئيس قسم التاريخ قضية بحث نمط السكان وتركيبتهم عند البدو واعتبرته منطلقا أساسا لنجاح التوطين في المرحلة القادمة لأن برامج التنمية التي تقدمها الأممالمتحدة منذ عام 1986 كانت تقتصر مشاركتها علي تقديم عون عذائي لبدو الصحراء خلال فترة بناءهم لمنازلهم فقط دون النظر لتركيبتهم السكانية. البشارية وحلايب وشلاتين وقدم د. عطية القوصي ورقة بحثية بعنوان "قبائل البشاريين ووادي العلاقي المهمشة في صحراء مصر الشرقية"، وتناول مثلث حلايب وشلاتين وانتشار قبائل البشارية هناك، والتي تعد محل نزاع بين مصر والسودان منذ الاحتلال الإنجليزي علي مصر. وأكد القوصي أنه في عام 1902 ضم المحتل الإنجليزي حلايب الي السودان، وكانت تعديلات إدارية فقط بحسب موافقة الحكومة المصرية، ولم يؤثر في خط الحدود المصرية، ثم عادت في عام 1952 مرة أخري الحدود الكلية الي مصر. ولفت إلى أنه في فترة الثمانينيات اعترضت الحكومة المصرية علي اعتبار منطقة حلايب وشلاتين تابعة إداريا للتقاسيم الانتخابية السودانية، وبعدها صارت هذه القبائل خصوصا البشارية لها حق التنقل داخل مصر باعتبارهم مصريين. السجناء ليسوا مهمشين وتناولت ورقة د. احمد إبراهيم الرفاعي "أحوال السجناء في المغرب والأندلس في عصر المرابطين"، فأكد أنه تم تصنيف السجناء في الجرائم سواء السياسية أو الجنائية وتمت معاملتهم علي حسب الجرم الذي ارتكبوه وفعلوه في حق المجتمع، بل واعتبر السجناء الطائفة الوحيدة التي تستطيع الحديث مع الحكام والأمراء والولاة في ذلك العصر. ثم تحدث عن زيارة السجناء والتي نص عليه الفقهاء وخصوصا ابن عبدون في رسالته النادرة علي السجون، وكان ممنوعا فصل الأقارب والأشقاء والأبناء عن بعضهم البعض، كما أن الزيارة أيضاً كانت في بعض الأحيان في البيوت، فيذهب السجين إلى أمه المريضة وأبيه وزوجته ويجلس معهم حتي يرجع بنفسه فالهروب كان مستحيلا لأنه يضر العشيرة والقبيلة ويدفعها لاستبداله بشخص آخر. وكانت الأقلام والأوراق لا تمنع ويتم توزيعها، ومن ينتج أدبا أو فكرا كانت الدولة تروج له وتتعامل معه بحرية كامله، وتشرف عليه وتشجع النابهين. وأضاف أن التفتيش في السجون لم يكن لمصادرة المقتنيات الشخصية أو العلاج أو الأوراق والأقلام الخاصة، ولكن التفتيش كان لمعرفة الشكاوى والآلام ورفعها للحكام، وكان يتولى ذلك الأمر ديوان مخصوص، وعندما يتولى أمير جديد يتم العفو عن عدد كبير من السجناء والمحكوم عليهم. كما كان العفو يتم علي كل من ليس عليه دين أو ديه، وكان هناك واسطة من الوجهاء والأمراء في هذا العفو ويتدخل كل من له علاقة بالسلطة وسمعته طيبة معها للإفراج عن السجين. وكانت النساء توضع في مكانين، مكان أو سجن تحت سيطرة رجل مسن متزوج معروف بالتقوى والورع والمكان الثاني تذهب السجينة إلى سيدة وتوضع عندها طوال فترة السجن ويشرف عليها ديوان المساجين. الفلسطينيون همشوا في لبنان وتناول الباحث حسن السيد حسين موضوع "المهمشون في لبنان"، وركز علي الجنود الفلسطينيين الذين عاشوا تهميشا واضحا سواء في حق العمل والحق في التنقل. ونوه الباحث بأن لبنان فتح أراضيه لكثير من اللاجئين ثم عاشوا تهميشا واضحا، لأنها دولة "طائفية في المقام الأول"، مؤكدا أن لبنان استخدم عبارة رجوع الفلسطينيين لأراضيهم لعدم توطينهم داخل لبنان.