نمت.. وحلمت ! حلمت أنني أمسك بيدي عصفوراً صغيراً. أنني أحكم قبضة يدي عليه.. فلا يستطيع الطيران. حلمت أن العصفور البريء يجاهد بجناحيه الرقيقين. يحلم بالهروب من سجن يدي. يرفرف في يأس. وكلما حاول كلما أطبقت عليه قبضتي بشده. كلما حاول الهروب والطيران. كلما تشبثت اصابعي به بقوة ! وحلمت أنني سمعت صوت شجوني. في تغريدة اليائس. ونظرت إلي عيني العصفور الحزينة. فرأيت نفسي وحياتي في عينيه ! وحلمت أنني العصفور ! حلمت بأني أحاول الهروب. وأتمني أن أطير في السماء. أن أتنفس الحرية الجميلة. وأحلق بين السحابات البيضاء. وأن أشدو كل تغريد العصافير والبلابل فوق الشجار ! حلمت أني بعد أن عدت عصفوراً. لم يعد في نفسي مكانس للدموع والأحزان. عاد قلبي الكسير طفلاً صحيحاً. ملأ النور نفسي الحائرة. .. عدت أنا ! نمت.. وحلمت.. وصحوت. فإذا أنا العصفور وأنا السجان. أنا الجاني وأنا المجني عليه. أنا القاتل وأنا القتيل ! فتحت راحة يدي لأطلق عصفوري إلي الحرية. فلم يفعل. ظل في سجن يدي. وعرفت أنني وعصفوري..فقدنا القدرة علي الطيران !