قرارات هي الأغرب تأتي بالتزامن مع عيد الأضحى المبارك، لن أتحدث إلا عن قرار واحد لفت نظري، خاص بوضع غرامة تقدر ب 5 آلاف جنيه للذبح في الشوارع، بالطبع لا أتحدث عن ذبح الإنسان لأخيه الإنسان، لأننا لم نصل لهذه الدرجة من العنف، بل ذبح أضحيات العيد. لا أتخيل مرور مفتشي الحي في الشوارع للتأكد من عدم وجود "دماء على الأسفلت"، لأن عين الخيال ترى اقتراب مفتش من الحي إلى صاحب الأضحية وهو مغطى بالدماء ثم يقول له بلطف "إدفع 5 آلاف جنيه"، ولا أعتقد أن المشهد سيكون رومانسيا بين الطرفين، لأن مبلغ أقل من هذا كان كفيلا بمشاجرات تطير فيها الرقاب. أعتقد ان محافظ القاهرة ليس لديه عدد كافي من العاملين ينشرهم في الشوارع لمراقبة الوضع، ولو افترضنا أن لديه العدد فلا أعتقد أن جميعهم سينفذون الغرامة، لأن 2 كيلو من اللحوم الطازجة كفيل بإسعاد الجميع. مشهد "بوحة" وفي يده السكاكين المتنوعة وجسده مغطى بالدماء في مخيلتي ولا يفارقني، لأني متيقن من وجوده مارا في الشوارع للذبح، وبالطبع لن يذبح في شقة مساحتها 80 متر، وأيضا لن يجازف بالصعود على "السطوح" ويجري وراء الأضحية لذبحها وحوله سور ارتفاعه لا يتعدى المتر، لذا فالأسهل هو الذبح في مدخل العقار، أو أمامه، أي أن "بوحة" سيتحدى محافظ القاهرة وقراره. توفير ساحات للذبح هي الأهم لو أراد محافظ القاهرة تنفيذ القرار، ولكن لا يجوز أن يوفر ساحة بالصحراء ويدعو المواطن للذبح فيها. المواطن غير مؤهل لتنفيذ القوانين، خاصة وأنها تمس عقيدته التاريخية المتمثلة في الأضحية الأسفلتية، أي التي تذبح على الأسفلت، ولكنه سيكون مرحبا بهذا لو فسرت المحافظة قرارها وعلى ماذا تستند، وأن تكون الحجة قوية وليست "المظهر العام للشارع"، لأن المواطن يعلم أن هذا المظهر مدمرا بفعل القمامة ومخلفات المباني، ولن يتدمر الوضع بسبب بعض الدماء على الأسفلت، أو قطع الأضحية الداخلية التي ستتناثر هنا وهناك.