كل سنة وأنتم طيبون انتهى عيد الأضحى المبارك ولكن آثاره مازالت باقية متمثلة فى كتل دماء متجمدة ورائحة غير مستحبة فى الشوارع وأمام المنازل ومحلات الجزارة. ظاهرة سيئة لا توجد إلا فى مصر وهى قيام بعض المواطنين بذبح الأضحية فى مداخل العمارات أو أمامها، أما الجزارون فيقومون بالذبح أمام محلاتهم فتتحول مداخل العمارات والشوارع إلى بركة من الدماء وتسد البالوعات فى الشوارع من بقايا الذبح. على مدار ثلاثة أيام بداية من وقفة العيد كان من الصعب جدا على أى مواطن أن يسير فى شوارع القاهرة بسبب الدماء التى كانت تغطى الشوارع والرائحة الكريهة المنبعثة من كل مكان، والغريب أن هذا يتم فى أرقى الشوارع وأمام أفخم العمارات.. بالطبع لا أحد يعترض على ذبح الأضحية، ولكننى أعترض على الأسلوب الذى يتم به الذبح، هذا إلى جانب أنه ربما تكون هذه الأضحية غير مطابقة للمواصفات الصحية فالذى يشترى الأضحية ويذبحها أمام منزله لا يهتم أن يكشف عليها طبيب بيطرى، وقد تسبب هذه الأضحية مشاكل صحية لمن يتناولها. إننا لن نخترع شيئا أمام مواجهة هذه الظاهرة فعلينا أن نحذو حذو الدول الإسلامية الأخرى مثل السعودية وتركيا وغيرهما بتخصيص مجازر معينة لذبح الأضحية أو إعداد صكوك يحدد فيها ثمن الأضحية التى يريدها المستهلك، وحقيقة أن هذا العام قامت بعض الجمعيات الأهلية بإعداد هذه الصكوك، ولكن هناك الكثيرين مازالوا غير مقتنعين بتلك الصكوك لعدم ثقتهم فى الجمعيات الأهلية ولذلك يجب على وزارة التضامن الاجتماعى أن تقوم بذلك الدور وتقدم هذه الصكوك للمواطنين وتقوم عنهم بشراء الأضحية وتجهيزها فى مجازر خاصة بذلك ثم تبيعها بعد ذلك بأسعار زهيدة للمواطنين، ويكون معروفا ومعلنا أن هذه لحوم أضحية العيد - وإذا كان بعض المواطنين لا يؤمنون بالصكوك ويريدون أن يوزعوا الأضحية بأنفسهم فيجب أن تخصص مجازر معينة لذبح أضحية المواطنين ويتم تجهيزها أمامهم وإعطاؤها لهم ويوزعونها كيفما شاءوا. أما استمرار ظاهرة الذبح فى الشوارع فعيب كبير، وعلى محافظ القاهرة أن يمنع ذلك بحسم وحزم وتكون هناك غرامة كبيرة لمن يخالف ذلك، وأتمنى أن يأتى عيد الأضحى القادم، دون دماء ورائحة كريهة فى شوارع القاهرة.