■ كتبت: إيمان البلطي قصتها من البداية كانت غريبة، فتاة في ريعان شبابها، ملامحها توحي بأنها من أبناء مركز شبين الكوم، فتاة شأنها شأن الكثير من الفتيات المتوسطات، تزوجت وهي صغيرة في السن، لم تكمل حتى السن القانوني، وأنجبت طفلة، ثم طلقت، وبعدها تزوجت من آخر، يعمل بائع خردة، ثم قتلها بآلة حادة وهي تحمل جنينها منه، والسبب أنه أراد منها مالا وهي لم تعطه ما أراد، الغريب أن الزيجة الثانية كانت سرًا، لم يعرف بها أحد من أهلها، عرفوا فقط عندما تلقوا اتصالا بأن ابنتهم قتلت، وعلى يد زوجها، تفاصيل حياة «رضا»، ضحية زوجها في مساكن الإيواء بمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية في السطور التالية. ■ أسرة المجني عليها كانت رضا أيمن، البالغة من العمر 20 عاما، متزوجة وتسكن في مساكن الإيواء، الموجودة في مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، مع زوجها، حسين، البالغ من العمر 27 عامًا، بائع الخردة. هذه الزيجة، كانت غربية في كل شيء، أولا لم تكن الزيجة الأولى ل«رضا»، سبق وأن تزوجت من قبل، وأنجبت من زوجها الأول طفلة، أسمتها «كندة»، الأمر الثاني، لم تكن الزيجة معلنة، حتى لأهلها، فقد هربت بعد طلاقها من زوجها الأول، واختفت تماما عن أسرتها، وهم بحثوا عنها لكنهم لم يصلوا لنتيجة، ولم يعرفوا أنها تزوجت، وفي الوقت الذي عرفوا عنها معلومة، عرفوا أنها قُتلت، وعلى يد زوجها. ◄ اقرأ أيضًا | القبض على الزوج المتهم بقتل زوجته بدمنهور في البحيرة ◄ آلة حادة واقعة القتل بدأت بخلاف بين «رضا» وزوجها، هذا الخلاف كان سببه الفلوس، فالزوج، الذي يعمل بائع خردة، كان يصطحب زوجته معه، وهي الاخرى ارتضت بالأمر من باب مساعدة زوجها على ظروف الحياة، حتى أنها في الكثير من الأحيان كانت تعمل على «تروسيكل» بمفردها، تجمع ما شاء الله لها من الرزق، ولأنها كانت تعرف زوجها، ومدى إسرافه، كانت تدخر بعض الأموال لنفسها دون أن تخبره بها، الأمر الذي عرفه الزوج فيما بعد، وأصبح يطالبها في كل مرة بالمال، مرات ترضخ، ومرات أخرى ترفض، وفي يوم الوقعة، رفضت فهي تنفق على ما تتحصله منه خيفة على أولادها، وكان عقابها لرفضها، تهشيم رأسها، بآلة حادة. يومها، طلب منها مالا، فرفضت، وعللت سبب رفضها بأنها لا تملك المال، حينها، نشب بينهما خلاف، والخلاف تطور إلى مشاجرة، حتى وصل الأمر إلى أن أخرج الزوج حسين، آلة حادة، وضرب بها زوجته على رأسها، ضربة تلو ضربة، وما أن انتهى من ضرباته المتتالية حتى تأكد من أنه هشم رأسها، وأنها فارقت الحياة. لم تكن هذه المرة الأولى التي تعرضت فيها للضرب، بل سبق أن تعدى عليها بدل المرة مرات، حتى أن الجيران اعتادوا على الأمر، وكانوا يوميا يتدخلون للإصلاح ما استطاعوا، لكن هذه المرة، لم يسعف وقت الجيران ليتدخلوا، فما أن أقدموا عليهما كان الوضع انتهى، وكان المشهد في ختامه، سيدة ملقاة على الأرض غارقة في دمها، والزوج يقف على جثتها ممسكا آلة حادة، وينظر لهم ولجثمان زوجته في ذهول. ◄ اتصال هذه اللحظة كانت صعبة على كل من شاهدها، للوهلة الأولى شعر البعض منهم أنهم أمام مشهد سينمائي دموي، وما أن ينطق المخرج ستقوم «رضا» من مرقدها، وتزيل عنها الدماء، لكن المشهد حقيقيا، وواقعيا، والنهاية حانت، والمحظور وقع، والزوج الواقف على جثمان زوجته، هرب من المكان قبل أن يمسكوا به. على الفور أبلغت الإسعاف وأجهزة الأمن، والتي حضرت على الفور وتم مناظرة الجثمان ورفع البصمات، ونقل الجثمان إلى الطب الشرعي، وقبل 24 ساعة كان الزوج في قبضة الأمن، ويعترف بقتلها. في الوقت ذاته، اتصال هاتفي يتلقاه رجل مسن، أكل الحزن ملامحه بعد اختفاء ابنته قرابة السنة ونصف السنة، الاتصال كان صعبا، الطرف الآخر يتحدث حديث مبهم، ويسأل: «مش ده رقم أهل رضا»، فأجاب الرجلوهو يتلهف بسماع أي معلومة عن ابنته: «أيوا يابني.. انتوا عرفتوا مكانها فين؟»، لم يجب وقتها المتصل على السؤال، وألقى الكارثة على مسامع الأب الذي اختفت عنه ابنته طيلة هذه الفترة: «البقاء لله، رضا جوزها قتلها». تخيل أن أهل رضا، كانوا يتمنون أن يأتي لهم اتصال منها أو بمن يفيد بمكانها، ويوم أن جاء هذا الاتصال، أفاد فعلا بمكانها ولكن بعد أن قُتلت. اختفاء في حديثه ل«أخبار الحوادث»، يقول أيمن، والد رضا، المجنى عليها: إن ابنته كانت متزوجة منذ فترة بزوج ثان ٍقبل حسين، وكانت تعيش بمركز سرس الليان، وأنجبت من زوجها بنت، وأسمتها كندة، وبعد أن تأزمت الحياة والمعيشة معهم، ذهبت مع زوجها إلى مركز شبين الكوم ليعمل هناك، واستمر الوضع على هذا الحال، وكان هناك اتصالات دائمة بينهما، حتى اتصلت في يوم وأخبرتهم أن زوجها ضربها، وطلقها، ومن وقتها انقطع الاتصال بينهم، لمدة سنة ونصف، لم يعرفوا عنها شيئا. وأضاف الأب: «كنت جالسا الساعة التاسعة انتظر آذان العشاء، ووجدت الهاتف يرن، وعندما رديت، إذ بشخص غريب يقول لي، البقاء لله بنتك رضا زوجها قتلها، طار عقلي وقتها، وأحسست بالضعف وقلة الحيلة، وكانت أمها تجلس جانبي، وبلغتها بالخبر، لم تصدق، وظلت تصرخ حتى استطعنا إسكاتها بصعوبة، وذهبنا لمركز الشرطة، وعرفت ما جرى لابنتي هناك، ورأيت حسين، زوجها الثاني، الذي لم أره من قبل، والمرة الأولى التي رأيته فيها كان مكبلا بالقيود، بعد أن قتلها، وتابعت كل ما حدث حتى أحيلت الوقعة إلى النيابة والتي أمرت بدفن الجثمان بعد الكشف عليه بمعرفة الطب الشرعي». تضيف والدة «رضا»: «بعد أن طلقها زوجها الأول، رفضت تعيش معنا، وفضّلّت تعمل على تروسيكل وتشتغل عشان بنتها، وبعد ذلك انقطعت الأخبار تماما بيننا، قعدنا ندور عليها لكن لا حس ولا خبر، لحد ما جالنا خبر الوفاة». تحكي الأم تفاصيل اللحظة الأخيرة التي رأت فيها ابنتها قائلة: «أنا وقفت على غسلها، لقيت جسمها كله طعنات، ورأسها مهشمة من الخلف، لدرجة إن عظام دماغها ظاهرة، والطعنات دي كلها طعنات كأنها بسكين أو آلة حادة تانية، وجسمها ازرق ووشها وارم، وجدت جسمها كله طعنات ورأسها مهشمة من الخلف، أنا مش عارفة إيه اللي يوصل واحد يعمل في مراته كده وهي حامل منه وفي بطنها جنين، ربنا ينتقم منه، أنا مش عايزة غير حق بنتي يرجع، واللي قتلها ياخد عقابه، واخد بنتها كندة تعيش معانا، على الأقل تبقى حاجة من ريحتها لسه في بيتنا».