كل سنة وأنتم طيبون .. العيد في مصر دائماً مختلف لأن أهلها يعرفون كيف يحتفلون بمناسباتهم مهما كانت ظروفهم المادية والإجتماعية ، وكما تتوافر غرف الخمس نجوم بأفخم الفنادق والقرى السياحية .. هناك أيضاً حدائق الحيوان والمراكب النيلية والمتنزهات العامة ودور السينما ، لكن هناك مظاهر تتقاطع دائماً عند الجميع .. وقد اخترنا لكم عدة مشاهد مع بداية أول أيام عيد الأضحى المبارك تعكس حال مصر اليوم . دعاية برلمانية بلعب أطفال في جامع عمرو بن العاص !
كتب : محمد المراكبى أدى ملايين المصريين اليوم صلاة عيد الأضحى فى مختلف أنحاء القاهرة وسط أجواء من الفرحة وتكثيف أمنى واضح خاصة فى الشوارع المجاورة لمساجد عمرو بن العاص والأزهر والحسين ومصطفى محمود ، وقد بدأ العاملون فى مسجد عمرو أبن العاص فى فرش السجاد للمصلين بالساحة الخارجية للمسجد من الساعة الثالثة بعد منتصف الليل .. ومع أذان الفجر بدأ المصلون يتوافدون على المسجد .. ولكن كان من الملاحظ أن كل الذى يأتى يحاول الدخول واللحاق بمكان له دأخل المسجد حتى يحتمى من البرد عكس ما كان يحدث فى عيد الفطر الماضى حيث كان الكل يحاول الجلوس بالساحة الخارجية ليتمتع بأى نسمة هواء ، وفي الخامسة والنصف لم يعد هناك مكان لقدم بداخل المسجد ، وارتفعت أصوات المصلين بالابتهالات والأدعية وصيحات التكبير ، وقبل الصلاة أحتشد المصلون بالساحتين الداخلية والخارجية للمسجد ووصل عددهم لحوالى ربع مليون شخص ، وفى السابعة إلا ربع قام الشيخ فكرى حسن على إسماعيل عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بإمامة المصلين لصلاة العيد ، وبعد الإنتهاء من الصلاة صعد الشيخ الى المنبر وبدأ ألقاء خطبة العيد وتحدث فيها عن فضل الأضحية وشروطها ومن تجوز عليه وما هو نصيب صاحبها وأهل بيته منها. وبعد أن أنتهت الخطبة التى أستمرت نصف ثلث ساعة .. وخرج جميع المصلين ليجدوا أمامهم علي جميع أبواب المسجد وفى الساحة الخارجية بائعين "البالونات والطراطير" منتشرين لبيع بضائعهم للأطفال ، واستغل طبعاً مرشحو مجلس الشعب عن دائرة مصر القديمة هذه المناسبة وقاموا بتعليق لافتات تحمل أسمائهم وتهنئة لأهل الدائرة بالعيد بالشوارع المحيطة بالمسجد ، ولم تقف شكل دعاياتهم عند هذا الحد .. بل أن بعضهم قام بتوزيع أكياس بلاستيكية بها لعبة وكارت تهنئة للأسرة يحمل اسمة وصورته .. والمشهد السابق تكرر تقريباً في كل مساجد القاهرة والجيزة ، فمثلاً فى مسجد مصطفى محمود بالمهندسين حضر صلاة العيد بالساحة حوالى 30 ألف شخص .. بينما وصل عددهم لحوالي 35 ألف شخص فى ساحة مسجد الحصرى بمدينة 6 أكتوبر ، وأيضاً تكررت مظاهر الدعاية الإنتخابية خارج كل المساجد الكبرى . بسم الله حلال .. الله أكبر !
كتب : حواش منتصر مشاعر إيمانية لا يمكن وصفها ويشعر بها من مر بهذه بتجربة مشاهدة الأضحية فى أثناء ذبحها.. في السطور القادمة سنحاول نقل صورة حية بالصور لمراحل ذبح الأضحية والتى عاشها آلاف المصريين اليوم .. عيد الأضحى يعتبر موسما بالنسبة للجزارين، فقد جاء في البداية الجزار ومعه صبيان ، وبعد أنا قام بذبح الضحية وسلخها انصرف ليقوم بذبح أضحية أخري، وجاء أشقاؤه لاستكمال تقطيع اللحم ، القصة كلها لم تستغرق سوى ساعتين بداية من قدوم الجزار وحتى انصرافه، أول خطوة هي تهيئة الذبيحة حيث يتم ربط أقدامها بطريقة معينة ولفها وتثبيتها بجدار أو حائط بحيث يشد الجزار أحد أطراف الحبل فتقع الذبيحة على الأرض في وضع معين وقبلها يكون الجزار متجها بها نحو القبلة، وما هي إلا ثوان معدودة ويسيل دم الذبيحة. تأتي الخطوة التالية وهي مرحلة السلخ، وهذه تحتاج لنوع من الدقة والخبرة وسكين معين صغير وحاد بحيث يتم سلخ الجلد ولا يتم إهدار أي لحم، بعد أن يتم السلخ يقوم الجزار بفتح بطن الذبيحة وإخلائها من الأحشاء والكرشة والكبد والطحال وغيرها، وهذه يتم التعامل معها على حدة وتنظيفها بطريقة معينة، بعد ذلك يقوم بقسم الذبيحة إلى نصفين، يعلق إحداها في "السبية" أو الخطاف وتقسم إلى ربعين ويقوم بالتعامل معها وإخلائها من العظم، وبعدها يقوم بتقطيع الرأس. الجزار إبراهيم خليل يقول : لحم الجاموس يكون أفضل في الأضحية من لحم البقر لقلة الدهن به وإن كان البقر يكون فيه لحم أكثر، وقال أن سعر كيلو البقرى وصل هذا العام إلي 25 جنيها على القائم ..والمقصود بذلك سعر الكيلو عند وزن الذبيحة وهي حية، أما الجاموس فالكيلو يصل سعره إلي 23 جنيها، مؤكدا أن تكلفة الأضحية هذا الموسم تتراوح بين 7500 جنيها و20 ألف جنيها. وبمناسبة الأضحية .. الدكتور حمدى عبد العظيم رئيس أكاديمية السادات الأسبق أكد أن إجمالى إنفاق المصريين على اللحوم فى العيد هذا العام يبلغ حوالى 500 مليون جنيه، وجاءت هذه النسبة أكبر من العام الماضى بكثير، فقد وصل إنفاق المصريين خلال العام الماضى إلى نسب أقل من ذلك بكثير والتى تقدر ب200 مليون جنيه، وإن حجم الإنفاق سيزيد فى العام المقبل مع التزايد المستمر فى الأسعار . فروة للبيع... وجزار اليوم الواحد ! كتبت : بسمة عامر
العيد بالنسبة للبعض يعتبر " سبوبة على السريع " حيث تظهر مهن اليوم الواحد والتى تجنى الكثير من الارباح بقليل من الوقت ، منها مهنة اعتاد المصريون على سماع صاحبها وهو يتجول فى شوارع المحروسة ويردد " فروة للبيع .. جلد للبيع" .. كما إن زيادة الاقبال على مهنة الجزارة ونقص عدد العاملين بها يجعل من صبى الجزار معلماً وبالتدريب يتقن المهنة ويصبح منافساً للمعلمين الكبار وبالتالي يقوم بعملية الذبح والسلخ مقابل 100 جنيه للخروف و500 جنيه للعجل. يقول سامح عبد القادر يعمل بمحل مصوغات ذهبية : تعلمت ذبح الخراف منذ صغرى واقوم بذبح الأضاحى لاهل المنطقة التى أسكن بها ويضيف ، وأيام عيد الإضحى فرصة أو " سبوبة " للمكسب السريع فى ساعات قليلة. ويؤكد الجزار عبد الرحمن محمد : سعر ذبح الخروف 100 جنيه والعجل الصغير 300 جنيه والعجل الكبير يصل إلي 500 جنيه ، واقوم بذبح العجل ومعى حوالى 5 مساعدين ونستغرق فى ذبح وسلخ وتقطيع العجل حوالى ساعتين .. أما الخروف فيستغرق ذبحه وتقطيعه نصف ساعة على الاكثر. اما عاطف رضا فيقول: أعمل فى شراء فروة وجلود الخراف والعجول منذ صغرى .. وأقوم بشراء فروة الخوف ب 20 جنيهاً أما فروة العجل فثمنها 250 جنيهاً ، ويتم تصنيع الفروة فى خلال 25 يوماً حيث يتم تحويلها إلى جواكت .. بينما فروة العجل تصنع منها الأحذية والأحزمة والسجاد أو يتم بيعها إلى المدابغ.. وحاليا ايضا مؤسسات وجمعيات خيرية تتسابق لجمع جلود الأضاحى لبيعها للمدابغ . العيد .. يعني عيدية !
كتبت: مروة عصام الدين كل سنة وأنتم طيب .... طيب وبعدين ؟! هذا هو لسان حال ملايين الأطفال والشباب اليوم مع بداية أول أيام العيد ، فالعيد لا يصبح عيداً عندهم بدون " العيدية " لأنه حسب قيمتها يتحدد جدول الفسحة والخروج وميزانية الشلة والهدايا وأشياء أخرى كثيرة .. أحمد عبد الله مثلاً شاب عمره 21 سنة .. يقول: رغم أنني تخرجت فى الجامعة وأعمل الآن إلا أن العيدية تعتبر بالنسبة لي من أركان العيد الأساسية .. وبالتالي يحرص والدي كل عام علي إعطائي العيدية التي حتي الآن مازالت تمثل فرحة خاصة بالعيد. أما إيمان علاء – أولي ثانوي- فتقول :العيدية من الحاجات التى أشعر معها بالعيد خاصة وطبعا من المهم جداً أن أحصل عليها في أول يوم وبعد الصلاة مباشرة لأنني لا أشعر بطعم للعيدية في ثاني أو ثالث يوم .. فلا بد أن تكون في أول يوم لأن العيد بالنسبة لي هو أول يوم وبس وبقية الايام أعتبرها مجرد إجازة . العيدية السنة دي يعني خروج وسينما .. هذا رأي محمود زكي -ثانوية عامة ، يقول : العيدية بالنسبة لي تعني خروج وفسحة حلوة وكافيه ، لكن بصراحة واضح إنى سأنفقها كلها في السينما خاصة وأن هذا الموسم توجد به أفلام حلوة ومميزة . أول مرة عيدية .. هذا بالنسبة لخالد محمد -22 سنة- صيدلي والذى يقول : العيد السنة دي يعتبر أول عيد أقوم فيه باعطاء العيدية لاطفال عائلتي واقربائي , وفعلاً هو شعور مختلف خاصة وانني اعتدت دائما علي اخذ العيدية والفرحة بها ولكن اعطاء العيدية فرحته أكبر ويجعلني أشعر أكثر بالمسئولية. لو كان هذا هو رأي الشباب العاديين .. يا تري العيدية عن بعض النجوم والفنانيين ماذا تعني ؟! رانيا يوسف حتي الآن تأخذ العيدية .. وتقول : العيدية اختلف مفهومها عن زمان لأنها حالياً من الالتزامات الاساسية بالنسبة لي ، والاولاد دائما يفضلون الحصول عليها في أول يوم العيد أو في الوقفة من والدهم ، وأنا كمان زوجي يصر على أن يعطيني العيدية حتى الآن ودي من الحاجات التى أحبها في العيد. خلاص إحنا كبرنا علي الكلام ده .. هذا هو أول ما قاله الفنان رامي صبري عندما سمع كلمة عيدية , وأضاف : الكلمة دي بتفكرني بأيام زمان عندما كنت صغيراً ، لكن حالياً أنا اللي أعطي العيدية لوالدتي واخواتي خاصة أنهم اصغر مني .. وبالتالي مفهومها اختلف كثيراً عن زمان ، ولكن أحلي حاجة في العيد إنه يجمعنا ودايما نكون مع بعضنا . وتقول الفنانة علا غانم : العيدية من الحاجات المهمة جدا ومن أهم طقوس العيد التى أحرص عليها مع بناتي ، ورغم أنهم كبروا إلا أنني أحب دائما أن أعطي لهم عيديه ، وهم أيضاً يعطونني عيدية ولكنها مختلفة شوية .. فمثلاً عزمة علي الغداء في أي مكان خارج المنزل أو اننا نسافر مع بعض إلي أي مكان بعيد عن القاهرة. الفنان مجدي كامل يقول : العيدية دي من الحاجات الأساسية التي أحرص عليها كل عيد واخصص لها ميزانية معينة .. أما زوجتي مها أحمد فأحيانا تكون عيديتها إما هدية أو نخرج للفسحة في مكان هي التى تختاره. العيد في الإسكندرية حاجة تانية خالص !
كتبت : هاجر إسماعيل الساحة الرئيسية في مسجد القائد إبراهيم هي أول ما يميز أجواء العيد في الاسكندرية .. فهي مقصد أهل المدينة الأول لصلاة العيد ثم القيام بذبح الأضحية .. أهل الاسكندرية مكتوب عليهم دائماً أن يحتفلوا بالعيد مع غيرهم من زوار المدينة الذين لا ينقطعون نهائياً طوال العام وخاصة في الأعياد والإجازات ، لكن " الإسكندرانية الأصليين " يقضون العيد بطرق مختلفة .. فهناك طبعاً من يذهب للمعمورة والمنتزة .. لكن متعة الأطفال الحقيقية تكون في منطقة محطة الرمل والاستمتاع بالملاهي وتناول المأكولات المختلفة التي تكون أسعارها في متناول الجميع .. أيضا هناك من يفضلون الذهاب إلي الحدائق و المتنزهات العامة .. حديقة المنتزة مثلاً سعر تذكرة الدخول فيها 6 جنيهات نتيجة تنوع المزارات فيها بين قصر المنتزه والمساحات الخضراء والفنارة ، وهناك أيضا من يفضلون التوجه إلي المعمورة والاستمتاع بالملاهي وتبلغ قيمة تذكرة الدخول 3 جنيهات إضافة إلي أسعار الألعاب الخاصة داخل الملاهي ، وأيضا توافد الآلاف اليوم علي كورنيش المعمورة وحدائق انطونيادس والحديقة الدولية والتي تعتبر فسحة للعائلات لأن أسعار الدخول فيها تترواح بين 3- 5 جنيهات .. أما فسحة الشباب الرئيسية فتكون هي الكافيهات والقهاوي التي توجد علي الكورنيش وبصرف النظر عن درجة الحرارة أو الأمطار التي غالبا ما تصاحب عيد الأضحي في الاسكندرية ، وتقول هبه حسنين أن طبيعة عملها لا تسمح لها إلا في الحصول علي يوم واحد إجازة فقط .. وسوف تستغله في الخروج مع صديقاتها للجلوس علي كافيه علي الكورنيش والاستمتاع بمنظر البحر وهواء الشتاء ، بينما يفضل محمد أحمد الاستمتاع بأفلام العيد في سينمات منطقة محطة الرمل والتي تتناسب أسعارها مع الجميع .. كما أنها قريبة من الكورنيش ومنطقة مطاعم الأسماك .. أما منطقة ميامي والمندرة وسيدي بشر فهي تعتبر منطقة الزوار من خارج المحافظة .. حيث استغل الكثيرون من أبناء المحافظات المختلفة طول فترة الإجازة هذا العام في قضائها بالإسكندريه رغم الأمطار التى تتعرض لها المدينة حالياً ، وهم يفضلون الذهاب إلي قلعة قايتباي وأكل السمك في أبو قير .. وكما تقول نشوي رمضان 22 سنة أنها تفضل أن تقضي فترة الأعياد غالبا في الإسكندرية للاستماع بجوها المختلف وأسعارها المناسبة ، ويضيف فوزي السيد 19 سنة أنه يفضل قضاء العيد في الإسكندرية بسبب عدم ازدحامها مقارنة بالقاهرة . العيد فى الصعيد ..سمك مقلى وحواوشى وفسحة فى الجبل !
كتب : محمد شعبان العيد فى الصعيد مختلف تماما عن المدن ، لا توجد الملاهى وحدائق الحيوان والمتنزهات وإنما تسود البساطة ومشاعر الود والتراحم بين الناس ولا تزال هناك عادات وتقاليد ومظاهر وطرائف مرتبطة بهذا اليوم خاصة فى النجوع والكفور الريفية النائية .. فتعالوا نرى كيف كان العيد فى عدد من القرى التى اخترناها من محافطة بنى سويف وتحديدا قرى مدينة سمسطا التى تقع جنوب غرب المحافظة حيث تبعد عن القاهرة نحو 200 كيلو متر .. وواحدة من أطرف هذه القرى هى نزلة قفطان باشا الغربية التى تقع على حافة الجبل ، أهلها لا يزالون يعيشون حياة بسيطة بسيطة جداً ويلتفون حول مقام عجيب يطلقون عليه مقام الشيخ أبو هشيمة ، ولذلك فالعيد هناك له طبيعة خاصة حيث يتحول العيد الكبير هناك من عيد اللحمة إلى عيد السمك المقلى ويتجمع الأهالى فى ساحة القرية من أجل أن يلتفوا حول موائد الأسماك والوجبة ب 3 جنيهات ، وهذه الظاهرة الغريبة يفسرها لنا همامى حسين مزارع من أهالى قفطان ويقول : أصل إحنا بعيد عن النيل وعشان كدة لازم أهل البلد ياكلون السمك في يوم العيد ..ومش أى سمك يعنى لازم يكون مقلى مش فسيخ أو سردين ، وإحنا بعدما نصلى العيد نتجمع فى الساحة ونشترى للعيال "ملاعيب" وفول سودانى وحلاوة ونطلع نزور مقابر جدودنا ونطل على مقام سيدنا الشيخ أبو هشيمة أصله كان واحد من الناس البركة بتوع زمان وبعدين نروح بيوتنا علشان اللى حداه عنزة ولا خروف ينحره .. وبعيدا عن نزلة قفطان فقد شهدت مداخل ومخارج القرى فى هذه المنطقة أزمة مرورية بسبب توجه الأهالى إلى المقابر والقرى الأخرى المجاورة حيث لا توجد وسيلة مواصلات سوى العربيات البوكس القديمة .. كما شهدت القرى أيضا تواجدا أمنيا غير عادى تحسبا لوقوع اشتباكات بين الأهالى فى زحمة العيد بسبب الانتخابات . وحول عادات الشباب هناك فى يوم العيد يقول روبى يحيى(23 سنة) من أهالى سمسطا : العيد فى سمسطا هو يوم الحواوشى والكبدة والفراخ مشوية والحواوشى يعنى فيه ناس كثيرة فقراء لا يأكلون هذه الحاجات إلا فى يوم العيد وعلشان كدة تتحول الزرعية ( الشارع الرئيسى فى البلد) إلى سوق كبير يتجمع فيه أهالى البلد والعزباوية ( من أهالى العزب ) علشان نأكل الحواوشى والكبدة ونشرب الحاجة الساقعة ، وفيه ناس كثيرة من أهل البلد لما يكونوا عايزين يتفسحوا يوم العيد يطلعوا الجبل !!. وحول تكلفة الأضحية فى الأرياف وعن العيد أيام زمان يقول الحاج شعبان أبو حسن (72 سنة ) مزارع من أهالى سمسطا : زمان أيام الوسية اللى كانت كلها فقر وحرمان وذل كان العيد فيها حاجة تانية خالص ..يعنى وإحنا أطفال من 60 سنة كنا نرى مواكب شباب عائلة البيه اللى كان مالك زمام الناحية عندما كانوا يحضرون من مصر فى ثانى يوم العيد عشان يتمتعوا بالأرياف ..كنا نشوفهم وهم يركبون الخيول وكانت ملابسهم نظيفة ويمشون فى الشوارع يتفرجوا علينا ، كانت أقصى أمنيات الواحد أنه يشترى مسدس بلاستيك أو عروسة .. وفى ليلة العيد كان لازم نتسبح (نستحمى) علشان الصبح نطلع على الزراعية ونتمشى مع العيال .. فى الوقت ده كان العيد له طعم لأن الحياة زمان رغم صعوبتها كانت بسيطة ، وكمان العيد هو اليوم الوحيد اللى الفلاح بياخد فيه إجازة نص يوم بس ..يعنى إحنا طوال أيام حياتنا نقضيها فى الغيط علشان الزرع والمواشى وفى ليلة العيد نعمل حسابنا ونجهز البرسيم فى البيت وفى العصر بعدما نوزع الضحية ينتهى العيد ونرجع لأشغالنا . ويقول الدكتورعماد فاروق (27 سنة ) ، طبيب أمراض باطنية ومن أهالى البلد : أشياء كثيرة تغيرت فى حياتنا فى الريف ومنها مظاهر احتفالنا بالعيد ، فأصبحنا نهتم بشكل الصورة وتنوع ألوانها أكثر من جمالها و تناسق الألوان فيها ..بل طعمها اختلف مذاقه عن الماضى .. يعنى وإحنا أطفال كان العيد عندنا هو أن نقعد فى البيت علشان نستقبل الضيوف وناخد العيدية التى لا تتعدى 25 قرشاً .. ولكن هذا الطعم الجميل كان يجعل الصورة جميلة أكثر بالمقارنة بأيامنا هذه .