ثلاثة و ثلاثون هو العدد الإجمالي لمتسابقي الرئاسة في كوت ديفوار، وإن يبقى الرئيس الحالي الحسن واتارا على الورق، المرشح الأوفر حظا للاحتفاظ بكرسيه في "قصر البلاتوه" على الرغم مما قد يلقاه من مزاحمة مصدرها الأساسي، باسكال أفي نغيسان المدعوم بأطياف واسعة من مختلف فصائل المعارضة. ووفقا لوكالة " الأناضول"، ينطلق الحسن واتارا الذي صعد إلى سدة الحكم منذ 2010، بأوفر الحظوظ للبقاء في منصب الرئاسة، مدعوما في ذلك بالائتلاف الحاكم "تجمع الهوفيتيين من أجل الديمقراطية و السلام". وبشان هذه القراءة، يعلق جوال نغيسان الناطق الرسمي باسم الحزب الحاكم على الامر بثقة عالية قائلا إن "حصيلة أكثر من 4 سنوات من الرئاسة تشهد على قام به واتارا، لا يتعلق الأمر برمي الورود على المرشحين، ولكن الإيفواريين شاهدوا كيفية إدارة الحكم في خلال 4 سنوات من الرئاسة، الرئيس قام بعمل متميز، وأعتقد شخصيا أن الإيفواريين سيجددون فيه ثقتهم من أجل ولاية جديدة". تصريح جوال نغيسان يأتي كتلميح إلى المشاريع التي بادر واتارا بعثها، لا سيما منها المتجسدة في آلاف قاعات التدريس المنشأة على كامل تراب البلاد، فضلا عن مجهود إعادة تهيئة المستشفيات و المراكز الصحية. الناطق الرسمي للحزب الحاكم لم يُخف أثناء حديثه مع الاناضول أن حزبه عازم على توظيف آلة انتخابية ضخمة خلال الحملة المعدة للغرض لضمان حصول واتارا على ولاية ثانية و أخيرة، طبقا لأحكام الدستور الإيفواري. في الشق المقابل، تتعدد الأسماء دون أن تستوي في وزنها الانتخابي، إذ يعتبر الملاحظون أن زعيم المعارضة "أفي نغيسان" رئيس حزب الجبهة الشعبية الإيفوارية هو أكثر المرشحين قدرة على منافسة واتارا. وبصرف النظر عن الخلافات الداخلية التي تعتمل في صلب هذا الحزب، فإن المراقبين يراهنون على استفادة رئيسه، أفي نغيسان، من 45 بالمئة من الأصوات التي ذهبت إلى لوران غباغبو في الدور الثاني من انتخابات 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2010. نغيسان البالغ من العمر 62 عاما، ينحدر من بلدة بواديكرو شرقي البلاد، وهو مهندس متقاعد في الاتصالات اللاسلكية، أعطى خطابه الهادئ و المسالم تجاه السلطة أكله، بعد أن أطلق سراح عدد من المساجين الموالين لغباغبو في ردهات متفرقة خلال السنوات الفارطة. في المقابل، يبقى، أفي نغيسان بعيدا عن حظوة الإجماع داخل الحزب نفسه، لا سيما وان شقا من الجبهة الشعبية رفض دون مواراة مساندته في انتخابات أكتوبر/تشرين الثاني المقبل، عابوا عليه الالتجاء إلى القضاء في أكثر من مرة لحل أزمات الحزب الداخلية، خصوصا منها مسالة رئاسة الحزب بعد تصويت بعض الأعضاء ضده. بيد أن نغيسان يحظى بمساندة أطياف واسعة من السكان في كوت ديفوار، وفي مقدمتهم النساء، وفقا ل إيفون أبان، نائبة رئيس الجبهة الشعبية الإيفوارية التي صرحت في هذا الشأن خلال حديث مع الاناضول: "نحن نساء هذا البلد ، سننهض كإمراة واحدة كي نقول نعم للسلام و المصالحة الحقيقية ويمر ذلك عبر فوز مرشحنا نغيسان يوم 25 أكتوبر. نحن متحمسون للغاية لمرافقته إلى لقصر الرئاسي لأننا نثق في أنه المرشح الوحيد القادر على هزم واتارا". وتأخذ هذه التخمينات منحى مشتركا مع تحليلات سابقة قام بها الخبراء في لقاءات مع الاناضول منذ 4 أشهر، من أن مرشح الجبهة الشعبية الإيفوارية، أفي نغيسان، بمقدوره مزاحمة واتارا والصعود معه إلى الدور الثاني من الانتخابات. باقي المرشحين الرئيسيين: إيسي أمارا، وزير الخارجية السابق تحت حكم فيليكس هوفوات بوانيي، أول رئيس إيفواري (7اغسطس/آب 1960-7ديسمبر/أيلول 1993)، يبدو من جانبه كمنافس يحظى بوزن انتخابي محترم وهو الذي شغل منصب وزير الخارجية، تزامنا مع تولي الرئيس الإيفواري الحالي واتارا، منصب رئاسة الحكومة (1989-1993)، ليتقدم حاليا إلى الرئاسة معتمدا على تاريخ سياسي قيم. ويبلغ امار 71 من العمر وكان انتمى سابقا إلى الحزب الديمقراطية لكوت ديفوار، الحزب الأوحد السابق للبلاد، ومنه إلى عضوية التحالف الحاكم الحالي، وتتمثل نقطة قوته الرئيسية في متانة علاقاته الخارجية و السمعة الطيبة التي يتحلى بها على هذا المستوى، غير أن مشاكله الصحية قد تضعف من حظوظه. وكان أمارا آخر من شغل منصب وزير الخارجية تحت حكم الأب المؤسس، هوفوات بوانيين، ومن المرتقب ان يضعف من عدد ناخبي الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار، لصالح واتارا، ما جعله يلقى مساندة، من ركائز الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار، على غرار لازار إيبويي الرئيس السابق لمجلس إدارة الشركة الإيفوارية للمصافي (1993-1999)، ويتمثل طموحه في المضي على خطى هوفوات بوانييه وإحياء خطه السياسي. شارل كونان باني، على غرار إيسي، مرشح مستقل، انشق عن الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار وكان شغل سابقا منصب رئيس الحكومة الانتقالية من نوفمبر/تشرين الأول 2004، إلى فبراير/شباط 2007، ويعتبره الملاحظون ثالث منافس لواتارا من حيث الوزن الانتخابي ويحظى بمساندة أفراد مجموعة ال "باولي" العرقية التي ينتمي إليها (ولد في ديفو، وسط غرب)، على الرغم من أنه ينسب إلى العاصمة ياموسوكرو، على غرار هوفوات بوانيي. وكان باني قد غادر الحزب الديمقراطي لكوت ديفوار، منددا بسياسة بيديي، وسخر جهوده في إطلاق سراح الرئيس السابق لوران غباغبو المحتجز في لاهاي الهولندية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2012. ويتميز أمارا بانه اقتصادي فذ، غير أن حسه السياسي غير مكتمل لا سيما بعد فشله في الوصول بالبلاد إلى انتخابات حين كانت كوت ديفوار مقسمة بين شمال موالي للثوار، (القوى الجديدة) و اجنوب موالي لحكم غباغبو، من نوفمبر/تشرين الثاني 2004 إلى مارس/ىذار 2007. هذا ويترأس شارل باني هيئة الحوار و الحقيقة و المصالحة وهو يقود معركة ضد واتارا و بيديي، ما لا يخدمه مصلحته على الميدان. وإن كان من المؤكد أن يحظى كل من باني و إيسي بنسبة من أصوات الناخبين، غير أنه من غير المؤكد أن يكون تأثيرهما على وفاء الناخبين للبيديي كبيرا لدرجة يضمنان بها الترشح، ليظلا في مرتبة انتخابية أدنى من تلك التي يحظى بها نغيسان. ويتوجه أكثر من 6 ملايين ناخب إيفواري يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول المقبل لصناديق الاقتراع لاختيار رئيس للبلاد، من بين الأسماء المرشحة التي أودعت ملفاتها لدى المجلس الدستوري المسير من قبل كوني مامادو، وهو ليس سوى، القاضي المقرب من الحسن واتارا.