دعا الرئيس الإيفواري الحسن واتارا، الجبهة الشعبية الإيفوارية، أبرز أحزاب المعارضة في كوت ديفوار وحزب الرئيس الإيفواري السابق لوران غباغبو، إلى "العودة" إلى الهيئة المستقلّة للانتخابات، مهدّدا إذا ما اقتضى الأمر بإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة (2015) تحت إشراف وزارة الداخلية الإيفوارية. ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن واتارا، مساء أمس الاثنين، في خطاب ألقاه أثناء لقائه بعدد من القادة الدينيين، والتقليديين (زعماء المجموعات العراقية ذات الأغلبية)، في إطار زيارة لمنطقة "إيفو" شرقي كوت ديفوار، انطلقت منذ أول أمس الأحد "أدعو أشقائي في الجبهة الشعبية الإيفوارية إلى فهم واستيعاب أنّ يوسف باكايوكو رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات موجود من أجل قيادة هذه العملية (انتخابات 2015)". وأضاف "أطلب منهم العودة إلى الرشد، وتهدئة عواطفهم بما يسمح لهم بالعودة إلى الهيئة المستقلة للانتخابات، لأنني لا أودّ أن تعمل الهيئة دون جزء من الرأي حتى وإن كان صغيرا للغاية". وتابع واتارا مهدّدا، في الخطاب نفسه، والذي تلقت الأناضول نسخة منه، قائلا "لقد انتهى الأمر، واعترف المجتمع الدولي بالانتخابات (نتيجة انتخابات نوفمبر/ تشرين الأول 2010)، وفي صورة تواصل هذا الأمر (مقاطعة المعارضة للهيئة المستقلة للانتخابات)، فسأضع هذه الهيئة جانبا، وسأطالب وزارة الداخلية بتنظيم الانتخابات". وتابع "أريد أن يكون كلّ شيء في غاية من الوضوح، وألا يأخذ الناس هذه المسألة على سبيل المزاح". وكان عدد من قيادات المعارضة في كوت ديفوار انسحبوا، في 5 سبتمبر/ أيلول الجاري، من قاعة التصويت لانتخاب أعضاء مكتب الهيئة المستقلّة للانتخابات، بينهم "آلان دوغو" من الجبهة الشعبية الإيفوارية، و"بيرتن نغوران غانين" من تحالف القوى الديمقراطية (إئتلاف المعارضة، ويضمّ من بين أحزاي أخرى، الجبهة الشعبية)، إضافة إلى كلّ من "لابيه بوني مارسيال، ممثّلا عن مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في كوت ديفوار. ورغم انسحاب المعارضة، وبعد أكثر من ثماني ساعات من المناقشات المشحونة ببعض التوتر، انتهت جلسة انتخاب الهيئة، في الجلسة المنعقدة في التاريخ نفسه (5 سبتمبر/ أيلول الجاري)، برئاسة أوغيست ميريمون، بإعلان أسماء الأعضاء الستة الجدد للهيئة. وتم انتخاب "يوسف باكايوكو" رئيسا للهيئة المستقلة للانتخابات، وثلاثة نواب له، هم سورو كونيه وجيرفيه كوليبالي وأوغيست ميريمون، فيما انتخب أندريه زانو غوجونون سكرتيرا، وفكتوار آلي أملان نائبة له، غير أنّ الجبهة الشعبية الإيفوارية، رفضت على لسان رئيسها "آفي نغيسان" وبقية فصائل المعارضة في كوت ديفوار، التشكيلة الجديدة، وطالبوا بالحصول على رئاسة الهيئة كشرط لمشاركتهم في الانتخابات القادمة، مندّدين ب "مسؤولية" "باكايوكو" في أزمة ما بعد الانتخابات. وفي الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2010، وبعد تأجيل متكرر، أعلنت اللجنة الانتخابية المستقلة بكوت ديفوار، "الحسن واتارا" فائزا في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في البلاد. غير أنّ "لوران غباغبو" رفض نتائج اللجنة الانتخابية المستقلة على الفور، وهو ما أدّى إلى دخول البلاد في أزمة عُرفت فيما بعد في وسائل الإعلام بأزمة ما بعد الانتخابات، وأدّت إلى مقتل أكثر من 3 آلاف إيفواري، بحسب أرقام الأممالمتحدة.