عزف الكثير من المشاهدين هذا العام عن الدراما الرمضانية لما تحويه من مشاهد خارجة وألفاظا نابية، خشية خسارة الشهر الكريم. وانتقد كثير من المهتمين بالدراما العديد من الأعمال التي تعرض على الشاشة الصغيرة، لعدم وجود أفكارا حقيقية لمعالجة قضية مجتمعية أو سياسية تفيد المشاهد. دراما هذا العام قد لا تكون مختلفة عن الأعوام الأخيرة، ولكنها زادت بعض الشيء لاحتوائها على مشاهد تحرش وعري، فضلا عن سب المرأة المصرية وأهانتها في كثير من المشاهد. مطالبات بالمقاطعة نقابة المهن التمثيلية بدوره أصدرت بيانا أعلنت فيه رفضها لمسلسلات هذا العام بسبب ما تحويه من ألفاظ معيبة تسيء لأخلاق المبدعين وتقدم للجمهور نماذج سلبية من السلوك الذي لا يراعى الأخلاق العامة إضافة لإثارة الرعب والتحرش وحرق الأعصاب واختراق الخصوصية وتصوير المبدعين على أنهم مرتزقة ويقبلون أي شيء حتى الإهانة وكل ذلك من أجل المال. وطالبت النقابة في بيانها مقاطعة مثل هذه الأعمال وعدم التورط في إفساد الذوق العام وتشويه الخطاب الاجتماعي الذي يتناسب مع الشخصية المصرية. عنف وألفاظ خارجة أقل الناقد طارق الشناوي، قال إن مسلسلات هذا العام على المستوى الاجتماعي تقدم جانب جيد، وما يحدث في حياة المواطن كل يوم، ومنها مسلسل "العهد" الذي له رؤية سياسية، ومن الجانب الآخر له رؤية فلسفية لعلاقة الإنسان بالمواثيق والعهود عبر التاريخ. وأضاف الشناوي لشبكة الإعلام العربية "محيط"، أن هناك العديد من النجوم استطاعوا إثبات أنفسهم منذ عرض الحلقات الأولى ومن بين هؤلاء النجوم طارق لطفي الذي استطاع وبجدارة أن يحصل على مكانه كبيرة وسط الجماهير بالرغم من المنافسة الشرسة بينه وبين العديد من النجوم أمثال "احمد السقا في ذهاب وعودة". وانتقد الهجوم الذي بدأ على النجوم قبل عرض حلقات المسلسلات بالكامل معتبرا أن ذلك غير مبرر، لافتا إلى أن مشاهد العنف والألفاظ الخارجة أقل من السنوات السابقة، وأنه لا يمكن نزع ألفاظ من الحالة الدرامية، مطالبا نقابة المهن التمثيلية الاعتذار عن البيان التي أصدرته. وأشار إلى أن الأعمال الكوميدية هذا العام ضعيفة، مشيرا الى أن دنيا سمير غانم كانت تستحق أن تكون هي الأفضل خلال الموسم الرمضاني ولكن لم تساعدها إمكانيات العمل من الإخراج والنص، حيث أنهم اعتمدوا على دنيا فقط. وهو ما اختلف معه المحامي ورئيس نادي الزمالك المستشار مرتضى منصور الذي أبدى غضبه من المسلسلات المعروضة خلال رمضان 2015، بسبب احتوائها على كم كبير من الألفات البذيئة بحسب قوله. واعتبر أثناء استضافته في برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم 2" أن شهر رمضان تحول إلى كابوس، بسبب ضم المسلسلات لألفاظ بذيئة ومشاهد بلطجة أصبحت تؤثر بصورة فعالة على المجتمع المصري. وانتقد ظهور الفنان أمير كرارة في أحد مشاهد مسلسل "حواري بوخارست" وهو يقول لممثلة بالعامية: "في إيه يا (...) "، وقول ممثلة في مسلسل آخر: "دي سنة (...) ". منصور أشاد بمسلسل عادل إمام "صاحب السعادة" في رمضان 2014، من ناحية خلوه تماما من مشاهد ابتذال أو ألفاظ خارجة. وسخر من تعري بعض الممثلات في مسلسلات رمضان قائلا: "أصبحت مشاهد "البتلو" تطاردك أينما تنقلت من محطة إلى أخرى، سواء قبل أو بعض الإفطار!". رئيس نادي الزمالك تحسر على الفنانين الذين قدموا أعمالا راقية في رمضان السنوات الماضية، واختفوا الآن، مثل نور الشريف، والمخرج عمر عبد العزيز، والكاتب وحيد حامد، وأحمد بدير، والكاتبة لميس جابر. الدراما +18 الناقد رامي الجبالي، قال إنه لا يوجد أعمال فنية هذا العام تلتف حولها الأسرة مثل السابق، وذلك يرجع لكثرة الأعمال الفنية بالإضافة إلى الألفاظ الخارجة والمشاهد الغير لائقة. وأضاف الجبالي، أن المسلسلات تركز أغلبها على رجال الأعمال وزواج السلطة بالمال، والصراع من أجل الوصول إلى السلطة كأستاذ ورئيس قسم، وجزء آخر ركز على المتاعب التي يتعرض لها الصحفي. ونوه إلى أن هناك أعمال تعمل على الخيال والفانتزيا مثل مسلسل "العهد" و "ألف ليلة وليلة "، وآخري يجب أن يكتب عليها +18 لما تحتويه من ألفاظ مثل مسلسل "حواري بوخاريست" و"تحت السيطرة". وأكد على ضرورة وجود ضوابط في كتابة السيناريو، لافتا إلى أن فقدنا الحدوتة في الدراما، لأنها تجمع المشاهدين وتربطهم بالمسلسل حتى نهاية حلقاته. تشويه للواقع الناقدة علا الشافعي، قالت إن مسلسلات رمضان هذا العام، ابتعدت عن الواقع فلم تعكس صورة المرأة المصرية، وعملت على تشويه الواقع وتقديمها على أنها عاهرة أو قاتلة. وانتقدت الشافعي مسلسل "يا أنا يا أنتي" بطولة فيفي عبده وسمية الخشاب، لما يحتويه على العديد من الألفاظ الخارجة ومشاهد العنف، الأمر الذي جعلها لا تريد مشاهدة أعمال درامية أخرى، متسائلة هل شاهد قيادات المجلس القومي لحقوق المرأة هذا العمل؟. وأضافت الشافعي في مقال لها، أن هناك العديد من النماذج النسائية التي فرضت نفسها بقوة على الشاشات، مشيرة إلى المرأة التي تعمل سائسا، والمرأة سيدة الأعمال، والمرأة التي تعانى من سطوة التقاليد وقهر الزوج، والمرأة التي تعشق آخر من ديانة مختلفة، وأستاذة الجامعة والأرملة والمطلقة، والصحفية إضافة إلى نماذج شديدة الخصوصية في مسلسل العهد لنساء صاحبات سطوة ويحكمن الكفور، في إشارة واضحة لعصر كان أكثر تحضرًا تحكمه النساء.