«فارق كبير بين الجرأة والبجاحة» جملة تقفز إلى الذهن فور مشاهدة مسلسلات رمضان، شهد هذا العام جرأة غير مسبوقة وصلت لحد استخدام ألفاظ نابية والخوض فى الأعراض بأبشع العبارات، وإلى جانب مشاهد العرى والابتذال التى ظهرت فى ملابس الشخصيات والاستخفاف بعقل المشاهدين بسيناريوهات غير مبررة، كل هذا أثار استياء الجميع مما جعله موسماً درامياً مثيراً للجدل، سألنا مؤلفى الدراما المتمين بنشر الإسفاف. أيمن سلامة: إحدى مفردات نجاح «حكاية حياة» اللغة المستخدمة فيه أيمن سلامة، واحد ممن وجهت لهم تلك التهم، مؤلف مسلسل حكاية حياة، برر الألفاظ الموجودة فى العمل بأنها واقعية مستمدة من واقع المجتمع المصرى وقال إن تلك المفردات إما كتبتها فى السيناريو كضرورة درامية فى الحوار، فشخصية ثناء شافع ممرض ونصاب ومغتصب فى مستشفى ويتاجر فى الهيروين ولابد أن تكون مفرداته بهذا الشكل، ولن يتحدث بمستوى أبناء الطبقة الراقية، وهناك ألفاظ أخرى قالها الممثلون فى لحظة انفعال فى الأداء دون وجودها فى الحوار، وأخرى كانت من رؤية المخرج، فمثلا إذا كتبت لفظ «سافلة» ضمن الحوار وإذا به يستبدلها بكلمة أكثر سخونة لأنها تتناسب مع الموقف التمثيلى القوى، وهذا طبيعى لأن المخرج دائما له رؤية مختلفة. وأضاف سلامة أن الهجوم على المسلسل مبالغ فيه لأن الألفاظ ليست بحجم ما نراه فى الأفلام الأجنبية، ومنذ نشأة الدراما اليونانية كان شكسبير يكتب ألفاظا بشعة داخل أعماله الخالدة حتى الآن، وأيضا أحببنا المسلسلات التركية رغم ما بها من محرمات وقبلات ومشاهد حميمية وأصبح مؤلفو الدراما المصرية يتهمون بعدم تقديم هذا النوع من الدراما، وعندما نقدم عملاً ناجحاً والأتراك يريدون ترجمته نهاجمه بأن ألفاظه خارجة. وأكد سلامة أن أخلاقيات الناس تغيرت فى العامين السابقين فنحن أمام مجتمع تغيرت لهجته ومفرداته وعلى الدراما أن تواكبه لكى تضع صورة الإنسان الحقيقية أمام نفسه فإذا كان كل إنسان يرفض الشتائم فعليه أن يبدأ بنفسه. أيضا القنوات الدينية وبعض الذين يطلقون على أنفسهم لفظ دعاة لم نصل إلى مستواهم فى ذكر بعض الألفاظ، فلماذا لا تستنكرون عليهم ذلك وتستنكرون على الدراما أن تقول ذلك؟ قال: أى كاتب فى العالم لا ينفصل عن واقعه، والحوار المكتوب من عمق المجتمع، فالسيدات يتحدثن بلغتهن، وكل شخص يتحدث بمفردات سنه ففى سن ال15 عاما يتحدثون بمفردات جريئة، لذلك فإن أحد أسباب نجاح المسلسل حتى الآن أن كل إنسان يجد لغته القريبة أمامه، ولا يوجد تقعر فيها وبه أحداث درامية متتابعة مع صورة جيدة للمخرج محمد سامى وأداء جيد لفريق العمل. شادى على: لم نسب الأب والأم.. والمصطلحات من الواقع مخرج مسلسل «الرجل العناب»، شادى على أكد أن المصطلحات التى قيلت فى العمل كلها واقعية من المجتمع ولم يتطرق الحوار للسب بالأب والام، وأضاف أن المسلسل موجة للشباب وكان من الصعب الابتعاد عن مصطلحاتهم التى يسمعونها فى الكافيهات والنوادى. وأضاف أن الألفاظ التى كان يتعامل معها الناس فى الماضى على أنها سباب ومبتذله، الآن تقال فى المنزل والأب يقولها لابنه ولم تعد تندرج تحت كلمة ألفاظ قبيحة، وأضاف أن المشاهد عندما يرى واقعه على الشاشة ويضحك عليه فهذه ليست مصطلحات تحمل معنيين أو معنى سيئاً فالألفاظ الدارجة تمر على الأذن بشكل عادى، بالإضافة إلى أن الواقع الاجتماعى الآن أصبح أكثر جرأة حتى فى برامج التوك شو والدليل أن تعليقات الشباب على الفيس بوك من المتابعين للعمل لا يشعرون بأن هناك ألفاظاً غريبة على مسامعهم. سيد عيسوى: «قشطة وعسل» بعيد عن الابتذال أما الكاتب والمخرج سيد عيسوى صاحب مسلسل «قشطة وعسل» فأكد أنه عمل كوميدى ست كوم يجمع الأطفال والكبار، ولذلك قررنا أن يكون العمل بعيدا عن الألفاظ البذيئة، واهتمامنا فقط كان بالمصطلحات الموجودة فى الشارع، وأضاف كنا حريصين على الابتعاد عن الألفاظ الخارجة، وأنا كناقد استخدمت بعض الألفاظ العادية فى إحدى الحلقات فهى أقل بكثير من تلك التى تقدم فى المسلسلات هذا العام، وانتقد عيسوى بعض الألفاظ البذيئة التى بدت كثيرة على الشاشة وقال التليفزيون لابد أن يقدم رسالة أكثر رقيًا لأنه يدخل البيوت بلا استئذان، لأن الدراما تؤثر فى سلوك الأطفال. فداء الشندويلى: الواقعية لا تعنى نقل كل ما هو قبيح فداء الشندويلى، أحد أبرز المؤلفين الذين لجأوا إلى اللغة الدارجة وفى مسلسل «آدم وجميلة» الذى يقدمه هذا العام استعان ببعض الألفاظ الشبابية لكنها غير إباحية سألناه فقال إن هناك فارقاً كبيراً بين الابتذال والاقتراب من لغة الشارع، لغة الشباب فرضت نفسها بألفاظها وفى مسلسل «آدم وجميلة» الألفاظ تقال على لسان الشباب وليست على لسان كل الأعمار، فنحن نتحدث عما يحدث فى الواقع ولكن بأدب، وأضاف الشندويلى: أنتقد وبشدة استخدام المؤلف للألفاظ البذيئة التى نراها هذا العام بحجة أننا نجارى الواقع، فالابتذال فى الألفاظ ظهر العام الماضى وقوبل بهجوم كبير، الغريبة أن المؤلفين لجأوا لألفاظ أبشع ونسوا أنهم مسئولون عن كل كلمة يكتبونها أمام المشاهد فهذه ليست جرأة لكنها وقاحة لأن التطاول سيكون أكثر فى السنوات القادمة، وأشار الشندويلى لماذا يلجأ المؤلفون لإهانة نفسهم رغم أن فيلم «الزوجة الثانية» لم يكن فيه لفظ بذىء رغم انتشار الألفاظ فى تلك المرحلة، فالواقعية لا تعنى نقل كل ما هو قبيح ولا يمكن القول بأننا نطرح الألفاظ حتى تستنكرها الناس فهى حجه واهية، المهم أن نقدم حواراً جريئاً وليس قبيحًا لابد أن نقف بضمائرنا الفنية أمام تلك المعركة، ولو أطلقنا العنان سنكون أمام كارثة كبيرة أننا لن نحافظ على أولادنا وأرفض تقديم عمل للكبار فقط لأنه فكرة رخيصة.