تجهيز 476 لجنة انتخابية ل«الشيوخ».. 12 مرشحا يتنافسون على 5 مقاعد فردي بالمنيا    وزير الإسكان يتفقد مشروع مرافق الأراضى الصناعية بمدينة برج العرب الجديدة    روسيا: تحرير بلدة "ألكساندرو كالينوفو" في دونيتسك والقضاء على 205 مسلحين أوكرانيين    نقابة الموسيقيين تعلن دعمها الكامل للقيادة السياسية وتدين حملات التشويه ضد مصر    عدي الدباغ على أعتاب الظهور بقميص الزمالك.. اللاعب يصل القاهرة غداً    تفاصيل القبض على سوزي الأردنية وحبس أم سجدة.. فيديو    إصابة 5 أشخاص فى حادث انقلاب ميكروباص بطريق "بلبيس - السلام" بالشرقية    «تيشيرتات في الجو».. عمرو دياب يفاجئ جمهور حفله: اختراع جديد لأحمد عصام (فيديو)    لا تتسرع في الرد والتوقيع.. حظ برج الجوزاء في أغسطس 2025    الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت 26 مليونا و742 ألف خدمة طبية مجانية خلال 17 يوما    استجابة ل1190 استغاثة... رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر يوليو 2025    استقبال شعبي ورسمي لبعثة التجديف المشاركة في دورة الألعاب الأفريقية للمدارس    مبابي: حكيمي يحترم النساء حتى وهو في حالة سُكر    "قول للزمان أرجع يا زمان".. الصفاقسي يمهد لصفقة علي معلول ب "13 ثانية"    النقل: استمرار تلقي طلبات تأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل    المصريون في الرياض يشاركون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    طعنة غادرة أنهت حياته.. مقتل نجار دفاعًا عن ابنتيه في كفر الشيخ    أمطار على 5 مناطق بينها القاهرة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    الاستعلامات: 86 مؤسسة إعلامية عالمية تشارك في تغطية انتخابات الشيوخ 2025    رئيس عربية النواب: أهل غزة يحملون في قلوبهم كل الحب والتقدير لمصر والرئيس السيسي    60 مليون جنيه.. إجمالي إيرادات فيلم أحمد وأحمد في دور العرض المصرية    رئيس جامعة بنها يعتمد حركة تكليفات جديدة لمديري المراكز والوحدات    "قومي حقوق الإنسان": غرفة عمليات إعلامية لمتابعة انتخابات الشيوخ 2025    وديًا.. العين الإماراتي يفوز على إلتشي الإسباني    «يونيسف»: مؤشر سوء التغذية في غزة تجاوز عتبة المجاعة    المصريون بالسعودية يواصلون التصويت في انتخابات «الشيوخ»    مراسل إكسترا نيوز: الوطنية للانتخابات تتواصل مع سفراء مصر بالخارج لضمان سلاسة التصويت    الثقافة تطلق الدورة الخامسة من مهرجان "صيف بلدنا" برأس البر.. صور    «بيت الزكاة والصدقات»: غدًا صرف إعانة شهر أغسطس للمستحقين    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ عالم أزهري يجيب    انطلاق قمة «ستارت» لختام أنشطة وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات    تعاون بين «الجمارك وتجارية القاهرة».. لتيسير الإجراءات الجمركية    «الصحة» تطلق منصة إلكترونية تفاعلية وتبدأ المرحلة الثانية من التحول الرقمي    مفاجأة.. أكبر جنين بالعالم عمره البيولوجي يتجاوز 30 عامًا    تنسيق المرحلة الثانية للثانوية العامة 2025.. 5 نصائح تساعدك على اختيار الكلية المناسبة    استمرار انطلاق أسواق اليوم الواحد من كل أسبوع بشارع قناة السويس بمدينة المنصورة    انخفاض الطن.. سعر الحديد اليوم السبت 2 أغسطس 2025 (أرض المصنع والسوق)    وزير الرياضة يشهد تتويج منتخب الناشئين والناشئات ببطولة كأس العالم للاسكواش    شكل العام الدراسي الجديد 2026.. مواعيد بداية الدراسة والامتحانات| مستندات    تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور    ترامب: ميدفيديف يتحدث عن نووي خطير.. والغواصات الأمريكية تقترب من روسيا    22 شهيدا في غزة.. بينهم 12 أثناء انتظار المساعدات    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على طرق القاهرة والجيزة    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب قبالة سواحل مدينة كوشيرو اليابانية    أيمن يونس: شيكابالا سيتجه للإعلام.. وعبد الشافي سيكون بعيدا عن مجال كرة القدم    ترامب يخطو الخطوة الأولى في «سلم التصعيد النووي»    90 دقيقة تأخيرات «بنها وبورسعيد».. السبت 2 أغسطس 2025    حروق طالت الجميع، الحالة الصحية لمصابي انفجار أسطوانة بوتاجاز داخل مطعم بسوهاج (صور)    رسميًا.. وزارة التعليم العالي تعلن عن القائمة الكاملة ل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة والمعاهد المعتمدة في مصر    سعر الذهب اليوم السبت 2 أغسطس 2025 يقفز لأعلى مستوياته في أسبوع    الصفاقسي التونسي يكشف تفاصيل التعاقد مع علي معلول    عمرو دياب يشعل العلمين في ليلة غنائية لا تُنسى    استشارية أسرية: الزواج التقليدي لا يواكب انفتاح العصر    مقتل 4 أشخاص في إطلاق نار داخل حانة بولاية مونتانا الأمريكية    مشاجرة بين عمال محال تجارية بشرق سوهاج.. والمحافظ يتخذ إجراءات رادعة    أمين الفتوى: البيت مقدم على العمل والمرأة مسؤولة عن أولادها شرعًا (فيديو)    هل يشعر الأموات بما يدور حولهم؟ د. يسري جبر يوضح    وزير الأوقاف يؤدي صلاة الجمعة من مسجد الإمام الحسين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسلسلات رمضان.. ملابس مثيرة وشذوذ وألفاظ خارجة
«الوطن» ترصد حالة الانفلات فى «موسم الدراما»

فاجأتنا دراما رمضان هذا العام بجرعة زائدة من الجرأة فى الموضوعات والألفاظ والمشاهد بشكل يخدش حياء معظم الأسر المصرية التى لم تتعود على هذا الشكل فى التناول الدرامى أو اللفظى، لدرجة جعلت البعض يطلق على هذا الموسم الرمضانى لقب «موسم كشف المستور»، خاصة أن المسلسلات الرمضانية لم تكسر أبدا حاجز احترام مشاهديها ومحبيها. ومع الاعتراف بالمستوى الفنى العالى والتنوع والتطور الكبير فى مستوى مسلسلات هذا العام إلا أن الألفاظ التى جرحت أذن المشاهد ظلت نقطة الضعف الأولى.
«الوطن» حاولت معرفة أسباب هذه الظاهرة وتأثيرها على الأسر المصرية والدراما.
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
محمد خان: الواقع مؤلم ومطلوب كسر «التابوهات»
أكد المخرج محمد خان أن الواقع مؤلم جدا، ومن يتأمل حال الناس فى الشارع سيكتشف أن لغة الحوار قد تغيرت، وأن هناك حوارا جديدا فرضه الجيل الجديد على المجتمع المصرى، هذا الجيل الذى يتعامل مع «الإنترنت» ويرى العالم قرية صغيرة بالفعل، وأضاف أن الفن الحقيقى هو الذى يقدم صورة صادقة ومعبرة عن الواقع، «ولا أقصد بكلامى المبالغة فى الحوار والألفاظ الصادمة، ولكنى أقصد كسر «التابوهات» التى تعد قيدا على حرية الإبداع، ويجب الإشارة إلى أن المجتمع المصرى مر فى السنوات الأخيرة بعدد كبير من التحولات جعلت حوار الناس مختلفا، وجعلت الجيل الجديد مختلفا عن الأجيال السابقة، ومهمة صناع الفن الجيد نقل الواقع الجديد بشكل محترف وغير صادم».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .
حسين فهمى: الإسفاف مرفوض
ويعلق حسين فهمى على المتغيرات التى زحفت على الحوار فى دراما التليفزيون قائلا: «بصراحة شديدة لم أتابع كل الأعمال الفنية التى تعرض لسببين؛ الأول هو أننى ما زلت مشغولا بالتصوير، فأنا أشارك هذا العام فى عملين، الأول هو «العراف» مع عادل إمام، والثانى هو مسلسل «الشك»، والسبب الثانى هو أن كم الأعمال الفنية التى تعرض على الفضائيات كثير، ولكن من خلال المتابعة البسيطة أعترف أن هناك حواراً جريئاً وغريباً على الدراما المصرية، ربما يرى البعض أن هذا أمر طبيعى لأن الفن محاكاة للواقع، ولكنى أختلف مع هذا الرأى وأرى أن الفن رسالة والإسفاف مرفوض، فالدراما التليفزيونية تدخل كل بيت ومن الحكمة مراعاة العادات والتقاليد المصرية، كما أن هناك ألف طريقة وطريقة حتى يصل المعنى أو الرسالة للجمهور، لذا أنا ضد الحوار الهابط ومع الحوار الذى يرتقى بثقافة المشاهد، ومن السهل على المبدع التعبير عن أفكاره بأسلوب وحوار يخلو من الابتذال ما دام يمتلك الموهبة التى تؤهله للكتابة، والحقيقة أننى معجب بسيناريو وحوار مسلسل «الشك»، وكذلك سيناريو وحوار «العراف»، لأن الجرأة التى تخدش حياء الجمهور ليست موجودة والحوار راقٍ جدا ومؤثر».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
صابرين: أناشد زملائى الحذر لحماية الأجيال الجديدة
وترى صابرين أن الأعمال الدرامية هذا العام تحتوى على مشاهد وملابس مثيرة لا تتناسب مع الشهر الكريم، وتقول إن لغة الحوار فى عدد من الأعمال الفنية هابط جداً ويحمل إشارات ودلالات خطيرة، وتؤكد أنها تشعر بالحزن كلما سمعت جملة أو كلمة تخدش حياء الأسرة المصرية وتخاف على أولادها من لغة الحوار الجديدة التى فرضت نفسها على المجتمع، وأضافت أنها تجد فى مسلسلات «أولاد الناس» يتكلمون بأسلوب مبتذل ولا تعرف ما هو مبرر ذلك، والمعروف أن لغة الحوار الهابط قاصرة على أولاد الشوارع والبلطجية، فلماذا يتعمد صناع الدراما تعميم الحوار الهابط على كل الناس؟ وقالت إنها تتمنى من زملائها الممثلين والكتاب والمنتجين مراعاة الآداب العامة والابتعاد عن الأعمال التى ربما تشوه قيم وتقاليد المجتمع المصرى، وذلك لحماية الأجيال الجديدة من السقوط فى فخ الابتذال والإسفاف. وتتساءل: «أين دور الرقابة على المصنفات الفنية؟ فلا يجب أن يقتصر دور الرقابة على الإشادة بالسيناريو وإعطاء موافقة بالتصوير، والمطلوب أن يمتد دور الرقابة إلى متابعة ومراقبة التصوير حتى ينتهى تصوير العمل الفنى ويصبح جاهزا للعرض، وذلك لحماية الجمهور والعائلة المصرية من أى أعمال قد تشوه العادات والتقاليد أو تسمح بمرور ألفاظ وإيحاءات فجة».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
بشير الديك: سعيد بالمستوى والتكنيك ومصدوم فى لغة الحوار
وعبر السيناريست بشير الديك عن إعجابه الشديد بمستوى التكنيك الذى ظهرت به الأعمال الدرامية هذا العام قائلا: «شاهدت عددا من الأعمال الدرامية مثل «أهل الهوى» و«اسم مؤقت»، وأعجبنى مستوى التكنيك فى التنفيذ، لكن هناك خطرا على صناعة السينما لأن الإيقاع السريع الذى تتسم به الأعمال السينمائية انتقل هذا العام بشكل كبير إلى الدراما التليفزيونية، وهناك مفردات كثيرة خاصة بالسينما انتقلت إلى التليفزيون، ورغم سعادتى بارتفاع مستوى التكنيك فأنا مصدوم فى لغة الحوار التى زحفت وتمكنت من الدراما التليفزيونية، ويجب الإشارة إلى أن محاكاة الواقع لا تعنى الابتذال والإسفاف، صحيح أننا أمام جيل جديد له لغة مختلفة نشأت وتطورت بسبب موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر»، ولكن من الممكن التعبير عن لغة هذا العالم الافتراضى بأسلوب رشيق وبعيد عن الفجاجة، ولا يجب أن تكون حرية الإبداع «شماعة» لنقل الألفاظ الفجة ولغة الحوار الهابطة إلى الأسرة المصرية، فالمصريون بطبيعتهم ملتزمون ولا يحبون الإسفاف والتجاوز فى الحوار».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .
نادر عدلى: حرية الإبداع لا تعنى «قلة الأدب»
يقول الناقد نادر عدلى: «ما يحدث لا يمكن تسميته إلا ب«قلة أدب»، ولا أسمح أن يمارس البعض هذه الطريقة فى الألفاظ والعرض والتناول بحجة الحرية، فلا حرية فى قلة الأدب، ومهما كانت سفالة الشخصيات الدرامية أو الشخصيات التى يتم نقلها من الواقع، فلا يجب أبدا أن يصل الأمر إلى هذه الدرجة من الإسفاف والبذاءة، ويكفى ما يدور فى الحوار بين شخصيات مسلسل «حكاية حياة» على لسان الأبطال، فأقل ما يوصف به كلامهم أنه سافل وغير لائق بالأسر المصرية. وبصراحة شىء جديد تماما على ثقافتنا المصرية كل هذا القدر من الابتذال، وأعتقد أن سبب هذه الظاهرة وجود فقر فى المادة الدرامية، لذلك يحاول صناع الدراما وضع بعض العناصر الجاذبة أو المثيرة. وفى الدول المتقدمة يتم التنويه بأن المسلسل أو المصنف الفنى للكبار فقط أو غير لائق، وهذه شجاعة واحترام، خاصة أن هناك توقيتا لعرض هذه المصنفات غير اللائقة للصغار، وغالبا ما تعرض بعد منتصف الليل. لكن فى رمضان هذا العام حتى المسلسلات التى تنوه بأنها «للكبار فقط» تعرض طوال الوقت وفى توقيتات مختلفة على مدار اليوم، فيجد الشخص نفسه يجلس بجوار أولاده وهذا المحتوى الخادش يعرض بشكل متواصل، وبالتأكيد أنا ضد كشف المستور وتعرية المسلسلات والدراما بهذا الشكل».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
ماجدة موريس: الجرأة فى الحوار أمر طبيعى لأن الواقع تغير
وترى الناقدة ماجدة موريس أن رفع سقف الممنوعات والجرأة الواضحة فى الدراما الرمضانية تطور طبيعى جدا يتواكب مع ما يحدث فى مصر فى الفترة الأخيرة، و«رغم المفاجأة فى الجرأة فإن علينا النظر إلى الواقع، فقد أصبحنا نرى ما لم نكن نتوقعه، فالنساء الآن يتظاهرن ويبتن فى «التحرير» و«الاتحادية»، وهذا التصرف كان سينظر له نظرة مختلفة من قبل، لكن الآن كل الأمور اختلفت، وأعتقد أن لكل مرحلة مستلزماتها، وكل ما كان مسكوتاً عنه لم يعد مسكوتاً عنه، وأنا مع فكرة التطور الفنى والجرأة فى التناول، لكن بالتأكيد أنا ضد الألفاظ البذيئة والحركات والمشاهد الخادشة، لأن الفن ليس نقلا حرفيا للواقع مهما كانت بذاءته، وعلى فرض أن الواقع يحمل قدرا كبيرا من التجاوز لكن هذا لا يعنى أن يتم نقله كما هو إلى شاشة الدراما التى تدخل البيوت وتشاهدها كل الأسر، فواجب الفن أن يرتقى باللغة ويقدم ما هو فى الواقع بشكل فنى راقٍ وإلا ما وظيفة الفن؟ وإذا تساوت اللغة الفنية مع لغة الشارع فلسنا فى حاجة لأعمال فنية ومبدعين ويكفينا النزول إلى الشارع وتصوير الواقع بكاميرا تسجيلية. وفى الدول المتقدمة هناك «كود» يوضع على الأعمال التى لا تتناسب مع الأسرة أو الصغار. وفى الحقيقة نحن لسنا فى حاجة إلى رقابة عامة بل رقابة شعبية ورقابة ضمير، بالإضافة إلى ميثاق شرف إعلامى حتى لا يتخطى أى شخص حدوده، وفى بريطانيا هناك لجنة مكونة من أعضاء الشعب بكل طوائفه تفحص أى عمل حتى يتناسب مع كل الأسر، ونحن نحتاج إلى هذا النوع من الرقابة الشعبية، وعموما فارتفاع سقف الحريات ضرورى دون حدوث ابتذال. وأهم الأعمال التى أراها تتجاوز فى الألفاظ والمشاهد «حكاية حياة» و«موجة حارة» و«مزاج الخير»، بينما هناك أعمال تحتمل التجاوز فى الألفاظ، لكنها راعت الحدود الأدبية والفنية مثل «بدون ذكر أسماء»».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
رامى عبدالرازق: «مزاج الخير» استفزازى و«حكاية حياة» بورنو
أما الناقد رامى عبدالرازق، فأكد أن ما تشهده المسلسلات من جرأة وألفاظ هو تطور طبيعى لما تم تأسيسه فى السنوات الماضية، و«تجاوز سقف المسموحات تعبير غير دقيق، لأننا فى مرحلة عدم وجود سقف أصلا للفن، فالمسلسلات لا تعرض على الرقابة حاليا لا وهى مجرد سيناريو ولا بعد التصوير، ورغم أن هناك قنوات تلتزم بوضع علامة «للكبار فقط» فإن الأغلبية ترفض وضع هذه اللافتة، خوفاً من تأثر التوزيع بشكل سلبى، وربما يكون السبب الأساسى أيضاً فى ارتفاع سقف المسموحات هو زحف السينمائيين سواء كتاباً أو مخرجين أو ممثلين إلى عالم الدراما بسبب ضيق الفرص السينمائية، ولهذا تم تنفيذ المسلسلات بمنطق ومفردات السينما للدرجة التى جعلوا الدراما أكثر جرأة وتجاوزا من السينما، ويرجع هذا أيضاً لأن الدراما تتطور بسرعة صاروخية فيتم تنفيذ 50 مسلسلا، وهذا يحدث تراكما كبيرا، فى حين تنتج السينما بصعوبة 5 أفلام، وعلى صناع الدراما حاليا مراعاة الفرق بين الجرأة والتجاوز، لأن المبدع لا يحتاج إلى الألفاظ الخادشة والمشاهد الخارجة حتى ينقل الواقع، الذى يقوم بهذا الفعل ضعيف الحجة يهدف إلى الإثارة الرخيصة، وأكثر المسلسلات التى امتلأت بهذه النوعية «حكاية حياة» لغادة عبدالرازق، حيث احتوى العمل على ألفاظ تكاد تكون «بورنو جراف» حيث يدل كل لفظ على معنى فى عالم البورنو وهذا ما فاجأنا، كذلك مسلسل «مزاج الخير» الذى أعتبره عملا استفزازيا بكل المقاييس واعتمد على القبح فى تقديم الألفاظ، اعتماداً على أنه يطرح قضايا وخفايا تجارة المخدرات، وكان «موجة حارة» أيضاً شديد الجرأة لكنه كان ملتزما بالتنويه بأن المسلسل «للكبار فقط»، بينما غيره من المسلسلات خاف أصحابها من هذه اللافتة ولم يتحلوا بالشجاعة، وأضيف إلى هذا أن الجرأة الشديدة التى صدمتنا ربما تعود إلى تصوير المسلسلات فى عهد «الإخوان» مع إحساس صناع الدراما بالكبت، فكانت النتيجة هذه الجرأة الزائدة وغير المعتادة نوعاً من التحدى الساخر للإخوان».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
وليد سيف: صناع السينما يتحملون مسئولية اتساع مساحة الابتذال فى الدراما
ويرى الناقد والكاتب وليد سيف أن سقف التجاوزات يعلو بشكل تدريجى منذ فترة وهذا شىء منطقى، و«هناك علاقة قوية بين سيطرة السينمائيين حاليا على الدراما وبين تصاعد هذه الظاهرة، خاصة أن الدراما لا تسمح بتجاوزات من أى نوع، بينما السينما أكثر تسامحا فى الحرية والتجاوز، وطبعا نحن لا نخضع لرقابة حاليا لهذا تم فتح الباب على مصراعيه دون الالتزام فى الدراما بقواعد المنازل والمشاهدة فى البيوت، ونحن بصدد إلغاء الرقابة تماما على كل المصنفات الفنية، لكن لا بد أن نلتزم بفكرة التصنيف العمرى بحيث يراعى عدم عرض محتوى لا يتناسب مع الأعمار الصغيرة بدءا من 12 سنة وحتى 18 سنة، وعلى صناع الدراما والسينما الالتزام بالحدود المجتمعية دون وجود رقابة فهذا التزام ذاتى ويخضع لشرف المهنة، ومن أكثر المسلسلات التى عرضت بذاءات غير مبررة «مزاج الخير» الذى لا أرى أى مبرر فنى أو درامى لكل هذا الابتذال ومشاهد غرف النوم وجلسات الحشيش التى سيطرت على المسلسل بأكمله، لهذا أشدد على ضرورة الحفاظ على المسئولية المجتمعية ومراعاة السينمائيين للآداب، لأن الدراما التليفزيونية تختلف عن السينما ولا بد من مراعاة فرق الوسيط والمشاهد أيضاً، فمشاهد السينما على وعى ويذهب بنفسه ويختار الفيلم، بينما مشاهد التليفزيون لا بد أن يكون هناك ضمير مهنى فى تقديم المحتوى له لأنه لا يختاره بل يفاجأ به».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
ماجدة خيرالله: ألفاظ الكافيهات و«الفيس بوك» موجودة والدراما تنقل الواقع
وتختلف الناقدة ماجدة خير الله مع الآراء السابقة، حيث ترى الانفتاح فى الألفاظ والمشاهد التليفزيونية شيئاً طبيعياً جداً، «لأن هذه هى ألفاظ الكافيهات و«الفيس بوك»، والعمل الفنى لا يجب أبدا أن ينفصل عن الواقع بكل مفرداته، و«حكاية حياة» مثلا الذى يتم مهاجمته بسبب الحديث بين امرأتين ساقطتين لا أرى أنه يستحق كل هذا الهجوم، لأنه من الطبيعى أن يكون الحوار بهذا المستوى المتدنى بين ساقطتين، ومن غير الطبيعى أن تتحدث امرأتان من هذا النوع بطريقة مهذبة، فهذا سيكون إخلالا بمنطقية ولغة الشخصية، وعموما العمل الفنى ليس تهذيباً وإصلاحاً من وجهة نظرى، ونحن لا يجب أن نتعلم الأخلاق من المسلسلات والأفلام، لأنها تقدم صراعا دراميا وبشريا فكيف يكون مهذبا؟ ولا أعتقد أن السينمائيين هم السبب فى دخول الألفاظ الجريئة للدراما، لأن السينمائيين فى الدراما ظاهرة ليست وليدة اللحظة، وهناك مخرجون سينمائيون من سنوات يعملون بالدراما مثل نادر جلال وعادل الأعصر وخيرى بشارة، وعموماً سقف الطموح والحرية فى الدراما سببه الأساسى ارتفاع سقف صناع الدراما ودخول الشباب بقوة وتطور الأمور، ومن حق المبدع أن يعبر عن الواقع بمزيد من الحرية ولا يمكن لومه على ذلك».
.. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
رئيس الرقابة: أنا برىء.. وشركات الإنتاج خدعتنا وغيرت فى السيناريوهات
وحول دور الرقابة على الألفاظ الخارجة التى أصبحت علامة بارزة فى دراما رمضان هذا العام يقول د. عبدالستار فتحى، رئيس الرقابة على المصنفات الفنية: «ما حدث هذا العام فيه خداع للرقابة بعد أن أرسلت شركات الإنتاج سيناريوهات وافقت عليها الرقابة لعدم وجود أى ألفاظ خارجة، ولكننا وجدنا تغيرات على السيناريو الذى وافقت عليه الرقابة عند عرض المسلسل على الشاشة، ومن المفترض أن ترسل لنا شركات الإنتاج المسلسلات قبل عرضها، وهذا لم يحدث. إضافة إلى أن هناك سبعة أعمال لم ترسل سيناريو للرقابة، وبالطبع لم ترسل الحلقات بعد تصويرها، وهى «مزاج الخير» و«حكاية حياة» و«اسم مؤقت» و«حاميها حراميها» و«خلف الله» و«العقرب» و«ألف سلامة»، وصناع هذه الأعمال قرروا تجاهل الرقابة لوجود مشاهد وألفاظ خارجة، وأرسلنا إنذارات وتحذيرات لشركات الإنتاج ولكن دون جدوى، ولذلك تم وضعها فى «البلاك ليست»، كما أن الرقابة لا تملك منع عرض أى مسلسل على أى قناة فضائية خاصة، وهناك فرق كبير بين دور رقابة التليفزيون التابعة لوزارة الإعلام، التى لها قواعد تفرضها على الأعمال التى تعرضها على شاشات قنوات التليفزيون المصرى، وبين دور الرقابة على المصنفات الفنية التى تجيز أى مصنف فنى للتداول». وأشار «فتحى» إلى أن «هناك بعض الأعمال التى تحتوى على رقصات لم تعرض على الرقابة باستثناء مسلسل «آسيا» لمنى زكى، وهناك أعمال تم إجبار صناعها على وضع تنويه بأن العمل يحتوى على مشاهد قد يراها البعض غير لائقة، والحل الوحيد لكل هذه المشاكل هو تفعيل قانون يعطى السلطة الكاملة للرقابة فى أن يكون لها الحق فى مشاهدة الأعمال قبل عرضها على الفضائيات».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.