يُلملم عام 2025 أوراقه، وقد شهد قفزة نوعية في الدوري السعودي للمحترفين، بضم نجوم عالميين، ليصبح دوري روشن وجهة أساسية لأبرز لاعبي أوروبا الراغبين في خوض تحديا كرويا قويا بتنافسية عالية، كما كان هناك عدد من الأزمات المتلاحقة التي فرضت نفسها بقوة، وكانت مثار تهديد للمسابقات المحلية. وتنوعت هذه الأزمات بين إدارية وتنظيمية وفنية، في وقت باتت فيه الكرة السعودية تحت الأضواء العالمية. تصدر نادي النصر، الذي يضم بين صفوفه النجم البرتغالي، كريستيانو رونالدو، قائمة الإنفاق بعرض خيالي لضم المهاجم الكولومبي جون دوران من أستون فيلا بصفقة بلغت 75 مليون يورو، ليكون دوران رهانًا هجوميًا ضخماً يطمح من خلاله "العالمي" لفرض سيطرته المطلقة، لكن سرعان ما رحل سريعًا إلى الدوري التركي. ونجح النصر في التعاقد مع المدافع المخضرم إينيجو مارتينيز بصفقة مجانية من برشلونة ليكون صمامًا لأمان العالمي. كما نجح نادي القادسية في إبرام تعاقد تاريخي مع الإيطالي ماتيو ريتيجي مقابل 68.5 مليون يورو قادمًا من أتالانتا الإيطالي، في خطوة تعكس طموح النادي ليكون منافسًا شرساً على منصات التتويج، مستفيدًا من القدرات التهديفية الكبيرة. أما الهلال، فقد أحدث دويًا هائلًا باستقطابه للفرنسي ثيو هيرنانديز من ميلان مقابل 60 مليون يورو، ليكون ثيو حلًا لمركز الظهير الأيسر، متساويًا في القيمة مع البرازيلي الواعد ماركوس ليوناردو، القادم من بنفيكا البرتغالي. ولم يتوقف طموح الهلال عند هذا الحد، بل دعم هجومه عن طريق صفقة غير متوقعة متمثلة في الأوروجوياني داروين نونيز من ليفربول مقابل 53 مليون يورو في أكبر صفقات الصيف الماضي. أحدث نادي نيوم مفاجأة في الوسط الرياضي بخطفه للمهاجم الفرنسي المخضرم ألكسندر لاكازيت بصفقة انتقال حر من ليون. شهدت فترتي انتقالات الشتاء والصيف، عددًا من التحركات البارزة على مستوى أندية القمة في السعودية، من خلال 10 صفقات مهمة في دوري روشن السعودي. يحيط الغموض بمستقبل عدد من نجوم الكرة العالمية، مع دخولهم الموسم الأخير من عقودهم مع أنديتهم السعودية، في ظل غياب المؤشرات حول تمديد تلك العقود. أبرز هؤلاء النجوم كانوا حجر الأساس، ونواة للمشروع السعودي الذي بدأ تكوينه في عام 2023، ورحيلهم يعني فقدان الكثير من بريق دوري روشن السعودي. تعد أبرز الأسماء المرشحة للرحيل عن دوري روشن، فرانك كيسيه وكريم بنزيما ونجولو كانتي وروبن نيفيز وفابينيو، خاصة مع تزايد اهتمام أندية أوروبية بإمكانية التعاقد معهم مجانًا بنهاية الموسم. ولا شك أن أزمة تجديد عقود نجوم الكرة العالمية، فرضت نفسها كأحد أبرز التحديات التي تواجه الكرة السعودية في عام 2025، وباتت تهدد استقرار الفرق وتضع إدارات الأندية أمام ضغوط كبيرة سواء بالإبقاء عليهم وتجديد عقودهم أو الاستفادة المالية قبل رحيلهم المجاني. من أبرز القضايا الشائكة التي شغلت الشارع الرياضي السعودي في عام 2025، أزمة كأس السوبر السعودي، بعدما قرر نادي الهلال، عدم المشاركة في البطولة لمنح لاعبيه الراحة قبل انطلاق الموسم الجديد، بعد مشاركته القوية في كأس العالم للأندية. عقب اعتذار الهلال، استعان اتحاد الكرة بنادي أهلي جدة، كبديل عن الزعيم المنسحب من البطولة، وقرر فرض عقوبات على النادي الأزرق، بسبب قراره، قبل أن ترد لجنة الاستئناف على تظلم الهلال؛ حيث أيدت العقوبات واعتبرت الفريق خاسرًا بنتيجة (3-0) أمام القادسية، الخصم الذي كان من المفترض أن يواجهه في نصف النهائي. وأثار هذا القرار جدلًا واسعًا، خاصةً بعدما أعلنت إدارة القادسية نيتها التصعيد للجهات الأعلى، مؤكدةً تحفظها السابق على مشاركة أهلي جدة كبديل عن الهلال، ومطالبتها بتأهل الفريق مباشرةً إلى المباراة النهائية. فرضت أزمة الملاعب نفسها بقوة، قبل انطلاق موسم 2025 -2026؛ حيث أربكت دوري روشن السعودي قبل انطلاق الموسم الجديد بسبب المنشآت غير المكتملة وهو ما تسبب في تكدس مباريات الدور الأول بعدد من المدن مثل جدة. ورشح البعض إقامة بعض مباريات المسابقة خارج حدود المملكة، إلا أن الرئيس التنفيذي، لرابطة الدوري السعودي للمحترفين، نفى وجود أي نية لنقل مباريات المسابقة إلى الخارج، مشددًا على أن البطولة ستظل داخل المملكة، مع التركيز على رفع القيمة التنافسية للدوري وتحسين تجربة الجماهير محليًا.