من مالي إلى المغرب، التقت الموسيقى الأفريقية في العاصمة الرباط، في إطار مهرجان "موازين- إيقاعات العالم" في دورته الرابعة عشر التي من المقرر أن تُختتم اليوم السبت. واستضافت منصة "أبي رقراق" المخصصة للموسيقى الأفريقية، بالرباط، أمس الجمعة، حفلاً لفنانين من مالي والمغرب، حيث قدمت كل من المغنية ماماني كيتا (مالية)، والمغني عزيز السحماوي (مغربي) حفلاً مشتركاً زاوج بين إيقاعات خالصة لبلديهما، تفاعل معها الجمهور بالتمايل والتصفيق. ويعتمد المغني السحماوي على إيقاعات "كناوة" وهي موسيقى يعود أصلها إلى العبيد الذين اُستقدموا من جنوب الصحراء الأفريقية في القرون الوسطى، ويعد هذا المغني مولعاً بتلك الموسيقى، وساهم في انتشار الموسيقى التقليدية المغاربية من خلال اشتراكه مع عدة فرق غنائية. أما ماماني (وتعني الجدة)، فتركز في أغانيها على إيقاعات متنوعة لأسلوب الجاز والإلكترو، وتتميز هذه المغنية بأداء أغانٍ قوية وعاطفية. واستهلت ماماني مسيرتها في سن مبكرة حيث التحقت بالأوركسترا الوطنية المالية خلال سنوات الثمانينيات من القرن الماضي لتهاجر خلال التسعينيات إلى فرنسا، وفي عام 2006 أصدرت ألبوم "Yelema" مع المغني الفرنسي نيكولا ريباك. ولمهرجان "موازين إيقاعات العالم" شهرة عربية وعالمية، مكنته من استقطاب اهتمام أبرز الفنانين العرب والعالميين، للمشاركة في إحياء حفلاته، كالمغنية الأمريكية الراحلة، ويتني هيوستن، ونجم موسيقى "الجاز" الأمريكية، بي بي كينغ، ومواطنته المغنية، جنيفر لوبيز، وآخرين، كما يحظى بمئات آلاف المعجبين من داخل المغرب وخارجه. وأصبح حدث "موازين" في مقدمة المهرجانات الدولية، فحسب اللجنة المنظمة للمهرجان، فإن مليونين و600 ألف شخص حضروا فعاليات دورة المهرجان هذا العام والموزعة على سبع منصات بمشاركة 1500 فنان من 34 دولة قدّموا 140 عرضاً وشاهدهم عبر التلفاز حوالي 40 مليون شخص. وتستضيف منصة "النهضة" حفلات الموسيقى الشرقية، أما "السويسي" فتستضيف حفلات الموسيقى الغربية، في حين تشكل عروض الشوارع إحدى الفقرات المهمة التي تنشط في أهم شوارع الرباط، وشهدت دورة هذا العام عروضاً لفرق سيرك مغربية، وأخرى من البرازيل، وفرنسا، والهند. وكانت الدورة الحالية للمهرجان الذي تنظمه جمعية "مغرب الثقافات"(جمعية غير حكومية) انطلقت في 29 مايو/أيار وتختتم اليوم السبت، وشارك بها مغنون غربيين وعرب كبار. وتتوزع الحفلات الموسيقية على منصات مختلفة في العاصمة الرباط، ومدينة سلا المجاورة.