تصدح صوتها بآهات الشجن، وبمناجاة شجية تقدس الجمال والحب وقيم العطاء والتسامح، أتحفت "كارمن سوزا" من الرأس الأخضر، جمهور موقع شالة الأثري بعدد من الأغاني الثراتية الأفريقية الروحانية القديمة، في إطار فعاليات الدورة ال14 لمهرجان موازين. حاملة قيتارة وعلى إيقاع عزف حالم يرحل بسامعيه إلى أقاصي مديدة، أنشدت "سوزا" أغاني مستوحاة من تراث جزر الرأس الأخضر، وأخرى عبارة عن خليط من الجاز الأفروأمريكي، بصوت يمتلك إحساسًا دافقًا. "المغنية الأفريقية "كارمن سوزا" تمتاز بأسلوبها الذي يطبعه الحزن والشوق، وتقول بحسب المنظمين إن هذا الشجن الذي يعتصرُ أغانيها، نابع من تجربة فقدان والدها، وغيابه الطويل. ويستضيف موقع شالة الأثري هذه السنة فقرة "موسيقى في كل ميناء"، بهدف التعرف على الغناء والرقص الذي يظهر الرابط بين المدينة ومينائها، وكل بلد والدول المجاورة له. وبحسب المنظمين فإن هذه الفقرة الموسيقية ستسرد قصص الأسفار والرحالة، وتذكِّر الحاضرين بأجواء الطرق البحرية، والرحلات الاستعمارية، ووصول المستعمرين، والاستقرار المحفوف بالمخاطر، واللقاءات الإنسانية، واختلاط الثقافات". ويعدُّ المهرجان من أشهر المهرجانات الموسيقية الدولية، حيث قدرت اللجنة المنظمة عدد الجمهور الذي حضر الدورة السابقة ب مليونين و600 ألف شخص. ولمهرجان "موازين.. إيقاعات العالم" شهرة عربية وعالمية، مكنته من استقطاب اهتمام أبرز الفنانين العرب والعالميين، للمشاركة في إحياء حفلاته، كالمغنية الأمريكية الراحلة "ويتني هيوستن"، ونجم موسيقى الجاز الأمريكية "بي بي كينغ" وآخرين، كما يحظى بآلاف المعجبين من داخل المغرب وخارجه. ويتخطى مهرجان موازين الكثير من المهرجانات في أهميته بحسب اللجنة المنظمة للمهرجان، بحضور مليونين و600 ألف شخص لمتابعة فعالياته في الدورة السابقة والموزعة على سبع منصات بمشاركة 1500 فنان من 34 دولة قدموا 140 عرضًا وشاهدهم عبر التلفاز حوالي 40 مليون شخص. وتستمر فعاليات المهرجان الذي انطلق في 29 أيار/مايو الماضي حتى 6 يونيو/حزيران الجاري، بحضور مغنيين عرب ك"ماجدة الرومي، ووائل كفوري من لبنان، والكويتي نبيل شعيل، والسورية أصالة نصري، وتتوزع الحفلات الموسيقية على منصات مختلفة في العاصمة المغربية الرباط ومدينة سلا المجاورة.