في مزيج فريد يجمع التراث الشعبي اللاتيني و التقاليد الإفريقية الراقصة، قدمت المجموعة المغربية "بيت دات دروم" استعراضًا كرنفاليًا يستهلم الثرات البرازيلي لباساً وعزفاً، ويدمجه بطريقة مميزة بالألحان الإفريقية العريقة، في ثالث أيام مهرجان موازين "إيقاعات العالم". وجابت الفرقة، أمس مساءً، شوارع العاصمة المغربية الرباط، على إيقاعات قرع الطبول وحركات راقصة، وتصفيق وهتافات المارة، الذين تفاعلوا مع العرض بشكل حماسي. وارتدى أعضاء الفرقة لباسًا مستوحى من تقاليد قبائل شرق البرازيل، يتميز بقبعاته الواسعة، في محاكاة لمثيلاتها التي يرتديها المزارعون في أمريكا اللاتينية، مع تمايل الراقصين بحركات بهلوانية تقلد رقص القبائل الإفريقية. وتأسست فرقة " بيت دات دروم" المغربية قبل سنتين بمدينة مراكش (وسط)، وتحاكي في عروضها الراقصة التراث الشعبي لمناطق شرق البرازيل. وستعيش شوارع العاصمة المغربية طوال أيام المهرجان على إيقاعات موسيقى العالم، حيث من المقرر أن تجوب عدد من الفرق الموسيقية أزقة شوارع الرباط، لتقديم استعراضات راقصة وأخرى مغنّاة، تقيمها مجموعات موسيقية من فرنسا، والمغرب، والهند، والبرازيل. واكتسب مهرجان "موازين إيقاعات العالم" شهرة عربية وعالمية، مكنته من استقطاب اهتمام أبرز فناني العرب والعالم، للمشاركة في إحياء حفلاته، كالمغنية الأمريكية الراحلة “ويتني هيوستن”، ونجم موسيقى الجاز الأمريكية “بي بي كينغ” وآخرين، كما يحظى بآلاف المعجبين من داخل المغرب وخارجه. وبحسب اللجنة المنظمة للمهرجان، حضر مليونان و600 ألف شخص الفعاليات الموزعة على سبع منصات بمشاركة 1500 فنان من 34 دولة قدموا 140 عرضا، وشاهدهم عبر التلفاز حوالي 40 مليون شخص. ويستضيف موقع شالة الأثري، قرب الرباط، العام الحالي، فقرة "موسيقى في كل ميناء"، بهدف التعرف على الغناء والرقص الذي يظهر العلاقة بين المدينة ومينائها، وكل بلد والدول المجاورة له. وحسب المنظمين فإن الفقرة "ستسرد قصص الأسفار والرحالة، وتذكر الحاضرين بأجواء الطرق البحرية، والرحلات الاستعمارية، ووصول المستعمرين، والاستقرار المحفوف بالمخاطر، واللقاءات الإنسانية، واختلاط الثقافات".