أفاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية مساء السبت، بوصول وزير الداخلية محمد سالم الغبّان إلى محافظة ديالى، للوقوف على ملابسات حادثة اقتحام مبنى مديرية مكافحة الارهاب في قضاء الخالص، ليلة الجمعة. وقال المصدر في حديث ل"وكالة الأنباء العراقية"، إن "الغبّان وصل محافظة ديالى عقب انتهاء زيارته الى قطعات الشرطة الاتحادية في سلسلة جبال حمرين". ولفت إلى أن "الغبّان توجه بعد وصوله الى مركز محافظة ديالى الى قضاء الخالص، للتحقيق في ملابسات اقتحام تنظيم داعش لسجن مديرية مكافحة الإرهاب". وكان تنظيم داعش تبنى السبت، عملية فرار 40 سجينا من أحد مراكز الشرطة العراقية في محافظة ديالى شمال شرق بغداد، الجمعة، في عملية أدت كذلك إلى مقتل 50 سجيناً و12 شرطياً. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، إن موقوفا في سجن مركز شرطة الخالص شمال شرق بغداد "استولى على قطعة سلاح من الحراس. وبعد قتل شرطي، توجه السجناء إلى المشجب (غرفة تخزين السلاح) واستولوا على ما فيه". وأضاف "اندلعت بعدها اشتباكات بين سجناء وعناصر الشرطة. خسرنا ضابطا برتبة ملازم أول و5 (عناصر) من الشرطة، وتمكن 40 سجينا من الفرار بينهم 9 متهمين بقضايا إرهاب، وخلال المواجهة وبعد تطويق السجن، تم قتل 30 سجينا". وأوضح معن أن السجناء القتلى كانوا جميعا متهمين بقضايا إرهاب. وفي المقابل، قدم التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه منذ يونيو الماضي، رواية مغايرة بعض الشيء، تحدث فيها عن تنسيق بين الموقوفين داخل السجن، وعناصر خارجه. وجاء في بيان تداولته حسابات الكترونية متطرفة، السبت، "تمكن الإخوة في سجن الخالص من التنسيق مع إخوة خارج السجن، حيث قاموا بتفجير 15 عبوة ناسفة على آليات وأرتال للجيش والشرطة بمختلف المناطق المحاذية لسجن الخالص". وأضاف البيان: "تمكن الإخوة داخل السجن من السيطرة على مخزن للأسلحة، وتقدموا باتجاه الروافض (وهي تسمية يعتمدها المتطرفون للإشارة إلى الشيعة) فحصدوا منهم الرؤوس، فتم بفضل الله وحده فك أسر أكثر من 30 فارسا من فرسان دولة الخلافة" التي أعلن التنظيم إقامتها العام الماضي.\ وشهد العراق حالات فرار عديدة من السجون خلال الأعوام الماضية، بعضها في الأيام الأولى للهجوم الكاسح لتنظيم داعش في شمال البلاد وغربها في يونيو الماضي. وتمكن متشددون في حينها من تحرير مئات السجناء من سجون في الموصل (شمال) وتكريت (شمال بغداد)، وتجنيد العديد منهم. وفي يوليو، فر أكثر من 500 سجين بعضهم قياديون بالتنظيمات المتطرفة، من سجن أبو غريب غرب بغداد، في عملية اعتبرت إحدى الممهدات الأساسية للهجوم الكاسح لتنظيم الدولة الإسلامية بعد أشهر. وكان 11 شخصا على الأقل بينهم ضابط في الشرطة، قتلوا، الجمعة، في تفجير مزدوج استهدف حسينية في بلدروز بمحافظة ديالى، بحسب وزارة الداخلية العراقية. وقال تنظيم داعش الذي تبنى الهجوم، إنه كان عبارة عن تفجيرين انتحاريين، أحدهما بسيارة مفخخة، والآخر بحزام ناسف بعد التفجير الأول، إلا أن الداخلية العراقية قالت إن الهجوم تم بسيارتين مفخختين. وسيطر التنظيم إثر هجومه قبل أشهر في شمال العراق وغربه، على بعض المناطق في محافظة ديالى الحدودية مع إيران، إلا أن السلطات العراقية أعلنت في يناير، "تحرير" هذه المحافظة من التنظيم.