نظم اتحاد كتاب مصر، أمس الأربعاء، مسيرة من مقر الاتحاد بالزمالك إلى مقر جامعة الدول العربية بالتحرير، تضم عددًا كبيرًا من الكتاب والأدباء المصريين، والمثقفين من أبناء الجالية السورية المقيمين فى مصر لتسليم وثيقة تطالب أمين عام جامعة الدول العربية باتخاذ الإجراءات اللازمة لتجميد عضوية النظامين السورى واليمنى فى مجلس الجامعة، واتخاذ موقف واضح وقوى لوقف المجازر التى يرتكبها ضد شعبه. وعن هدف المسيرة - يقول رئيس اتحاد كتاب مصر الأديب محمد سلماوي ل"محيط" – أن كتاب مصر يطالبون جامعة الدول العربية بتجميد عضوية أي نظام عربي يقف ضد الثورة العربية والمطالب المشروعة لشعبه من أجل الحرية والديمقراطية وهي حقوق طبيعية نصت عليها المواثيق الدولية وحقوق الإنسان.
كما طالب سلماوي الجامعة العربية باتخاذ موقفاً مشابهاً لما حدث مع ليبيا حين تم تجميد عضوية النظام الليبي لأول مرة في تاريخ الجامعة ، ومن ثم تحرك المجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن الذي أرسل قوات حلف شمال الأطلنطي "الناتو" للتدخل لإنقاذ الشعب الليبي، بغض النظر عن الاتفاق حول التدخل الأجنبي من عدمه.
من جانبه طالب الروائي والأديب الكبير بهاء طاهر - الذي حرص على المشاركة في المسيرة رغم اعتلال صحته - جامعة الدول العربية بقطع العلاقات مع النظام السوري السفاح، مشيراً إلى أن العرب مدينين لشعب سوريا الذي دفع كثير من الدماء للتحرر من هذا النظام الطاغي، بمثل هذا الموقف التضامني.
وقال طاهر ل"محيط" : مثل هذه الوقفات تساعد النظام السوري الذي يطالب بتدخل عربي، لحماية أرواح المدنيين السوريين، ويرفض الشعب السوري التدخل الأجنبي بكل الطرق، فلنبدأ بخطوة أولى لقطع العلاقات مع هذا النظام السفاح، لأن الصمت على المجازر السورية كالمشاركة فيها.
وقال فارس خضر الشاعر المصري : ما يحدث في سوريا فاق كل التصورات .. بشار الأسد السفاح يقتات على لحوم أطفال شعبه ويذبحه، لذلك يستحق أن ينكل به كما ينكل بهم. وأضاف خضر أنه لا يتوقع استجابة لبيان اتحاد الكتاب لأن هناك على حد تعبيره تواطؤ دوليا وعربيا مع النظام السوري، الذي تريد الجامعة ترميمه رغم انهياره، وسفكه لدماء شعبه.
الشاعر جميل عبد الرحمن رئيس لجنة العلاقات الإنسانية باتحاد الكتاب يقول أن هذه المسيرة تمثل الضمير العربي بأكمله، فكتاب مصر يطالبون بتجميد عضوية سوريا واليمن وكل الأنظمة التي تقهر شعوبها .
وتوقع الشاعر محمد أبو دومة استجابة الجامعة العربية لمسيرة الكتاب، مطالباً بمزيد من الوقفات لتزول غمة البلدان العربية .
وامتدح الطبيب والروائي السوري محمد الحاج صالح دعوة اتحاد كتاب مصر للتضامن مع الشعب السوري ضد نظام بشار الأسد القمعي ، وتوقع ألا تستجيب جامعة الدول العربية للمطالب قائلاً " أن الجامعة مات ضميرها" ، وهم يرون أنه في في الليلة الماضية فقط سقط عشرات الشهداء قرب حمص ، ومع ذلك يجتمع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية !.
وقالت الشاعرة السورية لينا الطيبي أن خطوة الكتاب هامة وإن كانت متأخرة، وهي تؤكد أهمية المسيرات الاحتجاجية رغم عدم مبالاة النظام السوري بها، وحذرت من قبول بشار بمبادرة الجامعة من أجل قيام النظام بإصلاحات يقصد بها مزيدا من التسويف، لأنه يعرف جيداً أنه إذا استجاب للجامعة وسحب الجيش ستعم المظاهرات سوريا وسيسقط النظام في خمس دقائق، وتسويف النظام السوري يحدث في اليمن أيضا، وهي لعبة أنظمة كما تقول لينا الطيبي نتيجتها المزيد من الدماء.
جبر الشوفي عضو أمانة المجلس الوطني السوري يرى أن الجامعة العربية تتحمل مسئولية مساعدة السوريين وإن لم يكن متفائلا بمواقفها التي لا تكون سريعة أو جريئة عادة رغم سقوط عشرات الأبرياء كل يوم .
وقد قام رئيس لجنة العلاقات العربية باتحاد الكتاب حسين القباحى بتسليم البيان لأمانة جامعة الدولة العربية، والذي أدان الممارسات الوحشية ضد الشعبين السوري واليمني، ودعا بتجميد النظامين في الجامعة العربية ، وحذر من أشكال التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية للبلدان العربية تحت زرائع حماية الشعوب.