"صلاح أبو سيف" ضمن أفضل 100 مخرج فى العالم حمدى أحمد: إسرائيل تمول بعض الفضائيات لتبث لنا قيم المجتمع الغربى شهد مخيم الفنون بمعرض الكتاب، احتفالية خاصة بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد المخرج الكبير الراحل "صلاح أبو سيف"، وحضر الاحتفالية الفنان الكبير حمدى أحمد ، و أدارها محمود الحامولى. وبدأت الاحتفالية التى أقيمت تحت إشراف الثقافة السينمائية بالهيئة العامة بقصور الثقافة، بعرض فيلم "القاهرة 30" ، و تحدث الفنان حمدى عن ذكرياته مع رائد الواقعية فى السينما المصرية صلاح أبو سيف. كما تحدث عن أهمية الحرص على عودة القيم للمجتمع والتى افتقدناها كثيرًا، مؤكدا أن إسرائيل تقوم بتمويل بعض الفضائيات لتبث لنا قيم المجتمع الغربى والحريات التى لا قيود عليها، وأن هناك مسئولية كبيرة على الجميع للحفاظ على قيم مجتمعنا من الانهيار. وتضمنت الندوة عددا من الفقرات الغنائية لفرقة أسيوط للموسيقى العربية بقيادة المايسترو حسام حسنى، واختتمت الندوة بالتقاط الصور التذكارية مع الفنان حمدى أحمد، وأقيمت الاحتفالية تحت رعاية الدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة. يذكر أن المخرج الراحل صلاح أبو سيف ولد بمحافظة بنى سويف مركز الوسطى قرية الحومة في 10 مايو من العام 1915. حيث عمل في شركة النسيج بمدينة المحلة الكبرى وفي نفس الوقت اشتغل بالصحافة الفنية ثم انكب على دراسة فروع السينما المختلفة والعلوم المتعلقة بها مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق. وهناك في المحلة التقى بالمخرج نيازي مصطفى الذي ساعده في الانتقال إلى أستوديو مصر في العام 1936، فبدأ صلاح أبو سيف العمل بالمونتاج في استوديو مصر، ومن ثمَّ أصبح رئيساً لقسم المونتاج بالأستوديو لمدة عشر سنوات حيث تتلمذ على يده الكثيرون في فن المونتاج. وفي بداية العام 1939 وقبل سفره إلى فرنسا لدراسة السينما عمل كمساعد أول للمخرج كمال سليم في فيلم «العزيمة» والذي يعتبر الفيلم الواقعي الأول في السينما المصرية. وفي أواخر عام 1939 عاد أبو سيف من فرنسا بسبب الحرب العالمية الثانية. وفي العام 1946 قام بتجربته الأولى في الإخراج السينمائي الروائي وكان هذا الفيلم هو "دائماً في قلبي" المقتبس عن الفيلم الأجنبي" جسر واترلو", وكان من بطولة عقيلة راتب وعماد حمدي ودولت أبيض. وفي العام 1950 عندما عاد صلاح أبو سيف من إيطاليا حيث كان يخرج النسخة العربية من فيلم "الصقر" بطولة عماد حمدي وسامية جمال وفريد شوقي كان قد تأثر بتيار الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية وأصر على أن يخوض هذه التجربة من خلال السينما المصرية. وقد اخرج للسينما العراقية فيلم (القادسية) عام 1982م والذي اشترك فيه العديد من الفنانين العرب من مختلف اقطار الوطن العربي من العراق ومصر والكويت وسوريا والمغرب وغيرها و نذكرمنهم .. شذى سالم وسعاد حسني وعزة العلايلي وقائد النعماني وبهجت الجبوري وعواطف نعيم وسعدية الزيدي وهالة شوكت ومحمد حسن الجندي وطعمة التميمي وغيرهم. وقد اعترف صلاح أبو سيف بتأثره بالسينما السوفيتية في أغلب أفلامه و اشترك في كتابة السيناريو لجميع أفلامه فهو يعتبر كتابة السيناريو من أهم مراحل إعداد الفيلم فمن الممكن عمل فيلم جيد بسيناريو جيد وإخراج سيء ولكن العكس غير ممكن لذا فهو يشارك في كتابة السيناريو لكي يضمن أن يكون كل ما كتبه السيناريست متفقاً مع لغته السينمائية. كما أنه عين رئيساً لأول شركة سينمائية قطاع عام . ويبقى أهم ما يميز سينما صلاح أبو سيف هو قدرته الفائقة على استخدام الرمز ليعبر عن الواقع، وهو ما جعله على وفاق تام مع الأديب الكبير نجيب محفوظ، الذي كان أحد أعظم من استخدموا الرمز في كتاباتهم، لهذا قدم هذا الثنائي الكثير من الأفلام سوياً ، وكان هو الذي فتحَ باب الاستديو لرفيق الإبداع عام 1945، وقال «أبو سيف» عن ذلك في حديث صحفي: «قلتُ له إنّ في أدبه تعبيراً قوياً بالصور، وبناءً درامياً، وإنّ هذا هو الأساس في السيناريو البناء والتعبير بالصور. وقدمت إليه بعض الكتب الأجنبية عن السيناريو»، ليقدما سويا سيناريوهات أفلام «المنتقم»، «مغامرات عنتر وعبلة»، «لك يوم يا ظالم»، «ريا وسكينة»، «الوحش»، «شباب امرأة»، «الفتوة»، «الطريق المسدود»، «أنا حرة»، «بين السماء والأرض»، وغيرها من الأفلام. رحل صلاح أبو سيف في 22 يونيو عام 1994، وبقى حاضراً برمزه بيننا حتى الآن، ومن منا لا يرى مشهد الفنان حمدي أحمد ب«القرنين» في فيلم «القاهرة 30» تعبيرًا صالحًا لكل العصور، ورجل الدين الموالي للسلطة والذي قدمه الفنان حسن البراودي في فيلم «الزوجة الثانية: «وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم». رحل بعد أن قدم 40 فيلما، وعرضت أفلامه في أهم المهرجانات كان وفينيسا وبرلين، واختاره الكاتب والناقد الفرنسي المعروف «جورج سادول» ضمن أهم 100مخرج سينمائي في العالم، حيث ورد اسمه في أول القائمة بأنه المخرج الأكثر مصرية، لتميزه في المعالجة الدرامية التي تعبّر عن «اللون الشعبي» وحرصه على البيئة المصرية بوصفها نموذجًا له تاريخه وقيمته.