مصطفى الفقي: الأنصاري "أرسين لوبين" الخارجية الأنصاري: هم بشر عاديون ..ورحلتي هناك كانت صعبة وطويلة الفقي: مصر أخفقت في الاستفادة من معاهدة السلام مع إسرائيل قال السفير رفعت الأنصارى، ل"محيط" أن أيّاً من مسلسلاتنا المصرية لم يستطع أن يكشف طبيعة المجتمع الإسرائيلي من الداخل، فلا يوجد مسلسل واحد يقدم الشارع الإسرائيلي بشكل صحيح. وتابع: لا توجد شخصية الأحدب والأخنف، أو صاحب الشعر المعقود، فالمجتمع الإسرائيلي خليط من كل الشخصيات، ومع ذلك لم نستطغ في مصر تقيمه بالشكل الصحيح. جاء ذلك خلال حفل توقيع كتاب السفير رفعت الأنصاري "حكايتي في تل أبيب..أسرار دبلوماسي مصري" بمقر النادي الدبلوماسي مساء أمس الأربعاء. وفي كلمته شكر الأنصاري الناشر محمد رشاد لتحمسه لنشر الكتاب، وقال أن الجاسوسية عمل مشروع ومقنن داخل كل دولة، وهناك ازدواجية تحكم النظر إليه، فالجاسوس في نظر بلاده وطني وفي نظر الدول الأخرى يجب تصفيته. ولفت إلى أن أي جاسوس ينتهي به المطاف إلى حالين إما أن يتم مهمته بنجاح ويعود لأرض الوطن سالما، ولا يتم الإشارة له علناُ، وتنتهي المهمة بسرية وينتهي الرجل ويدخل في دائرة النسيان، والحالة الثانية أن تنتهي المهمة بفشل ما، وبالتالي تعرف ويكتب عنها الإعلام ، ويصبح من المنطق ان تتملص منه دولته. بالنسبة لي حدث معي الاحتمالين فقد أتممت المهمة، وكتب عني الإعلام، كنت دبلوماسيا محترفا بدأت من ملحق إلى سفير، ولم أنتم إلى المخابرات العامة المصرية في أي مرحلة من مراحل حياتي، وأكدت مرارا وتكرارا على هذه المقولة لكن هذا الأمر ظل يلاحقني لمدة 32 سنة، وكتبت عني 100 مقالة، 60 منهم في إسرائيل، وذكرت قصتي هناك في 11 كتاب متخصص في الجاسوسية في إسرائيل، مع أني لم أكن جاسوساً، بل قمت بمبادرات شخصية داخل المجتمع الإسرائيلي دون تكليف من أحد، وما خرجت منه خلال فترة إقامتي في إسرائيل أن المجتمع هناك عادياً، والحصول على معلومات في غاية السرية بأسلوب عادي أمراً ليس مستحيلاً في إسرائيل. ووصف السفير رحلته في إسرائيل بانها طويلة، تعرض فيها للكثير من من الصعوبات، مشيراً إلى أن الإسرائيليين كانوا على قناعة أن المعلومات التي حصلت عليها والخاصة بغزو إسرائيل لجنوب لبنان لابد وأن تكون جاءتني من مصادر أخرى، وتوصلوا إلى صديقتي البريطانية سفيرة بريطانيا في إسرائيل والتي طردت من إسرائيل وحوكمت من بلدها.، رغم أن معلوماتي حصلت عليها من مصادر إسرائيلية وهم لا يعرفون ذلك إلى الآن!. ولفت إلى أن مواقفه هناك كانت كثيرة، لذلك يكتسب الكتاب أهميته لأنه يروي مواقف شخصية بعيون مصرية داخل إسرائيل، وهو كتاب لا يوجد مثله في المكتبة العربية. وكشف السفير أنه لا وجود لخريطة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وأنه لم ير ذلك في الكنيست كما يزعم البعض وجودها هناك، ولا صحة لذلك قائلاً: ربما تكون موجودة في مكان آخر، وتابع أن "شيمون بيريز أخبره أن تلك الخريطة التى يتحدث عنها العرب بسعى إسرائيل لتوسيع دولتها من النيل إلى الفرات هو شىء من الخيال لا وجود له فى الحقيقة"، ليؤكد قائلاً: الإسرائيليون ليسوا مميزون، هم بشر مثلنا . ولفت الأنصاري إلى الرقابة اللصيقة التي كان يعاني منها في إسرائيل، حتى أنه ظل يعيش في فندق لمدة ثلاثة أشهر، حتى ظهرت له شقة بمواصفات وسعر مثالي، حينها أدرك أنها الشقة التي يشرف عليها الموساد حتى يظل تحت الرقابة، قائلاً: حاولت أن استأجر شقة بطريقتي الخاصة لكن في كل مرة كان الأمر يفشل، حتى حين كنت بصدد إمضاء العقد اعتذرت صاحبة الشقة في اللحظة الأخيرة!. وبالفعل – يواصل – سكنت في الشقة التي أحضروها لي لكني دائماً كنت مرتاباً حتى وأنا وحدي وفي خلواتي الشخصية. ولفت إلى الموساد الإسرائيلي يأخذ مكان الخارجية هناك في كثير من المواقف، حيث يأخذ الموساد قرارات لا تعلم بها الخارجية، خاصة في محاولات التصفية أو القتل وغيرها من الأمور الأخرى. أدب رحلات من جانبه وصف السياسي والدبلوماسي د.مصطفى الفقي الكتاب بأنه مثير ومسلي، ولولا تأكدي من موافقة وزارة الخارجية والمخابرات العامة على صدوره، ما صدقت أن هذه الأمور حدثت لما به من مغامرات وقصص لا تصدق، واصفاً صاحب الكتاب بأنه دبلوماسي نشط وذكي، قائلاً: لكني لا أنصح أي دبلوماسي شاب بتقليده، لأنه مميز وله قدرة غير عادية في التعامل مع المواقف، كما أنه غير تقليدي و شخص صلب قوي، وبين الكتاب كيف أن له أدواراً وطنية، ويكفي أنه هو المصدر الوحيد عن العلاقات الإسرائيلية - اللبنانية وغزو إسرائيل للبنان، واستطاع إبلاغ الحكومة المصرية بذلك. ولفت الفقي إلى أن الأنصاري لم يتعرض لمجازاة من الحكومة ف أي وقت، وكنا ننظر له باعتباره "أرسين لوبين" الخارجية، حيث يقوم بعمليات ليس من الممكن القيام بها!. كما أشاد الفقي بالناشر محمد رشاد صاحب دار "المصرية اللبنانية"، واعتبره صياد ذكي يحسن اختيار الكتب الجيدة بفراسة، ولفت إلى أن والد رفعت الأنصاري له دور مهم في خروج هذا الكتاب إلى النور، حين نصحه منذ عشرين عاماً بأن يسجل تفاصيل حياته بإسرائيل على شرائط كاسيت، وهو ما لجأ إليه الأنصاري في إصدار هذا الكتاب. واعتبر الفقي الكتاب متنوع، ففيه من أدب الرحلات والعمل السري ومكافحة الجاسوسية، لم يكن ليقدم عليه إلا شخص رابط الجأش قوي الشكيمة، على حد وصفه. وأكد الفقي أن الإسرائيليين بشراً عاديون، وأن من ساهم في خلق الأسطورة عنهم هو إخفاقاتنا العربية المتلاحقة في إدارة كثير من الأمور، قائلاً: هم مجتمع مثل كل المجتمعات به عيوب ومزايا، لكنهم خالون من داء "الفرعنة" الذي نمتلكه نحن، فبسهولة كان الأنصاري يتحدث إلى الوزراء وأعضاء الحكومة هناك. ورداً على أحد المداخلات قال الفقي أن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل لم تكن خطأً، لكن مصر لم تستفد منها كما استفادت اسرائيل التي عملت منها "عيش سرايا"، في إشارة إلى الاستفادة القصوى من المعاهدة، لكننا – يواصل – لم نجن سوى المقاطعات العربية، قائلاً: اعترف أن في مصر لا تزال قدرتنا على الرؤية محدودة، ولم نستطع الاستفادة جيداً إما بسبب الحياء القومي، أو عدم فهم العقلية الإسرائيلية، وعدم فهم التطورات الدولية والقومية. المعاهدة تنص على أنه لا ضرر يقوم به أحد الأطراف تجاه الآخر، لذلك علينا مخاطبة إسرائيل بشان سد النهضة في إثيوبيا وضرورة الوقوف معنا، وأن نبدأ بهذا، بعيداً عن الحب والكره فإسرائيل مجتمع عادي يشبه الشخصية الغربية، والحسابات يجب ان تكون هكذا: إما ان تكون مهاباً في المنطقة أو تكون بلا وزن، قائلاً: للأسف لا السياسة المصرية أو الدبلوماسية المصرية استطاعت الاستفادة من معاهدة السلام مع إسرائيل من جانبه قال الناشر محمد رشاد أن الناشر عليه مسئولية اجتماعية تجاه وطنه، لذلك تحمست لهذا الكتاب الذي يقدم رسالة ويساعد على التعرف على عدونا من الداخل، والكتاب يقدم ذلك بالفعل حيث يركز على شرح المجتمع الإسرائبلي من الداخل بمختلف فئاته، لافتاً إلى صعوبة تفريغ 11 شريط مدة كل منهم 11 ساعة، مشيراً إلى أنه على استعداد لترجمة الكتاب لأي لغة بخلاف العبرية ليقرأه المجتمع الإسرائيلي.