سؤال ورد في رسالة إلي بريد أواتر القلوب من قاريء كريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته / ذكرتى سيدتى الفاضله ان خيانة الزوجه لزوجها تنقضى بالتوبة الى الله عز وجل توبة نصوحا وأن لا تعود الى فعل المعصية مرة أخرى وعدم الأعتراف بالذنب للزوج حتى لا تنهار الأسره فالله يستر العبد فكيف يفضح العبد نفسه ؟ الخ السؤال هو : ماذنب الزوج الذى خانته زوجته مع رجل آخر وتابت الى الله عز وجل فى حالة ما إذا كان هناك معرفه واتصال مابين الزوج وهذا الرجل الآخر وكيف ينظر اليه هذا الزانى باعتباره مغفلّا حتى بعد انقطاع الصله بينه وبين الزوجه وما ذنب هذا المسكين الذى خدع فى زوجته واين حقه عند الله حيث تاب على الزوجه وأصبح هو محل نظرات الناس السيئه؟ وهذه رسالة أخري وردت إلي باب أوتار القلوب من قاريء آخر كريم : سيدتي لقد قرأت ردك على رسالة الفتاة التي لجأت لله عز وجل و من ثم نصيحتك الطيبة ... ولكن لدي سؤال هل يجدر للزوجة إعترافها لزوجها بالخيانة ... تبعا بحق العبد على العبد يوم القيامة ... رغم أنها تابت لله و ربما الاعتراف سيؤدي لخراب البيت و الأسرة ... وهل تكفي شروط التوبة لله و عدم الرجوع للخطأ ... و عمل الخيرات و الإحسان .... أم يبقى الحق على الزوجة إلى أن يقوم الحساب .. أرجوك سيدتي أن تنيريني بإجابة وافية إخوتي الأفاضل الله تعالي يقول في كتابه الكريم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) هذا هو رد القرآن الكريم علي سؤالكم ، أما عن الزوج فليس له أي ذنب وليس عليه جريرة لأن الله يغفر الذنوب جميعاً ما لم يشرك فالله تعالي وعد التائبين توبة نصوحاً بالمغفرة والأجر العظيم في قوله تعالي ( إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا . وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) هذه الآية العظيمة الرائعة تؤكد عظم الخالق ورحمته بنا فهو سبحانه لا يغفر ويسامح فقط لا بل إنه قد يبدَّل السيئات حسنات بعد أن ذكر الوعيد على فعل كبائر الذنوب ، لذلك نأمل نأن كل من يتوب من الذنب يعود عفيفاً طاهراً . ونحسبه طاهراً ولانزكي علي الله أحداً ، وهذا ظني بكل زوجة تتوب من المعصية . وهذا ما اكده رسولنا الكريم ومعلم البشرية حين قال صلي الله عليه وسلم (التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ ) والزوج لن يكون أكرم من الله وأعلم من رسوله ، لكنه بشر قد يسامح وقد لا يسامح بل وقد يعيرها ويشك في سلوكها ويدخل الشيطان إلي حياتهما فيخربها وهذا من جانب من جانب آخر أنه من من شك في أن اعتراف الزوجة لزوجها هو من الجهر بالمعاصي التي سترها الله تعالى على الزوجة والتي قال عنها صلي الله عليه وسلم عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ " سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ وَإِنَّ مِنْ الْمُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلاً ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ فَيَقُولَ يَا فُلَانُ عَمِلْتُ الْبَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ " كما إن اعتراف الزوجة من شأنه أن يشكك الزوج في تصرفات زوجته اللاحقة ، ويُدخل الشيطان عليه أشكالاً من الريبة في حديثها ، وهيئتها ، ومن هنا نرى كثيراً ممن فقدوا معنى الرجولة ، وقلَّ دينهم ، يعيِّر زوجته بماضيها ، بل ويقذفها ، ويشتمها ، بعد أن وعدها بالأمان لتقص عليه أخطائها . بسبب كل ذلك أقول دائماً علي الزوجة ألا تعترف وتصرح بأخطائها أبداًٍ لكي لا تفضح ما ستر الله عليها با ساداتي الأفاضل ،إننا أمُرنا بالستر على من نراه يفعل المعصية . أرجو أن أكون قد أجبت علي السؤال المحير بالنسبة لكما ولكل زوج تساوره الشكوك والظنون بشان زوجته . عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي أدخل مشكلتك هنا لإرسالها لقسم أوتار القلوب * ما هو مجموع 6 + 4