سيدتي لقد قرأت ردك على رسالة الفتاة التي لجأت لله عز وجل و من ثم نصيحتك الطيبة ... ولكن لدي سؤال هل بجدر للزوجة اعترافها لزوجها بالخيانة ... تبعا بحق العبد على العبد يوم القيامة ... رغم أنها تابت لله و ربما الاعتراف سيؤدي لخراب البيت و الأسرة ... وهل تكفي شروط التوبة لله و عدم الرجوع للخطأ ... و عمل الخيرات و الإحسان .... أم يبقى الحق على الزوجة إلى أن يقوم الحساب .. أرجوك سيدتي أن تنيريني بإجابة وافية . محمود - مصر نعم سيدي تكفي التوبة والإقلاع عن الذنب والندم عليه ، كل ذلك يكفي للاغتسال من الذنب لان التائب من الذنب كمن لا ذنب له .. كما قال صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف . فهو قال التائب ولم يقل المعترف بالذنب كمن لا ذنب له من أجل كل ما تقوله و لأننا بشر نلوم ولا نسامح ببساطة ، من أجل ذلك الستر توبة وعدم الاعتراف بالذنب توبة ، في حديث شريف آخر "كل امتي معافي إلا المجاهرون " والمجاهر من بات يستره الله وأصبح يفضح نفسه فالله تعالي غفار وتواب وستار ، وتفسير أسمائه تلك وصفاته العلي يعني أنه كثير المغفرة كثير التوبة شديد الستر وهو القائل ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) و يقول أيضاً : ( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ويقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا ولما جاء ماعز إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - تائباً نادماً أعرض عنه، ولم يقم عليه الحد إلا بعدما أصر على طلب الحد وكرر ذلك مراراً، فلهذا أمر بإقامة الحد عليه لما كرر ذلك، فلو أنه تاب فيما بينه وبين الله ولم يأت فلا شيء عليه، كل من تاب فيما بينه وبين الله توبةً صادقة فلا شيء عليه،ولا حد عليه، وتوبته كافية، ولا ينبغي له أن يبرز نفسه للناس ولا يبين معصيته، بل ما دام ستره الله فالسنة له أن يستر نفسه، وأن لا يتقدم بطلب إقامة الحد، بل يسأل ربه العفو ويندم على ما مضى ويعزم على أن لا يعود والله يتوب عليه - سبحانه وتعالى - ، بل ما دام ندم على ما مضى و حزن على ذلك وتاب إلى ربه من ذلك فالله يتوب عليه - سبحانه وتعالى - ، لكن إذا كان المعصية في حقٌ للمخلوق فإنه يعطيه حقه في السرقة، يعطي المال لصاحبه هنا التوبة لا تكفي في ، بل لا بد من رد المال إلى صاحبه على الطريقة التي لا يلزم منها أن يبين وهذا أخي الفاضل هو رأي العلامة الراحل الشيخ بن باز رحمه الله وأخيراً اذكرك بقول الحق سبحانه وتعالي ( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) . عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي أدخل مشكلتك هنا لإرسالها لقسم أوتار القلوب * ما هو مجموع 2 + 6