* يسأل عادل حسن حسني من بورسعيد: شخص عصي الله مع بنت أخ زوجته المتزوجة وندم علي ما فعل. ويسأل هل لو تاب الي الله يقبل الله توبته وما كفارة خطئه؟ ** أجاب الامام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق: قال الله تعالي: "قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم" "الزمر الآية: 53". وقال تعالي: "وسارعوا الي مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين. والذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب الا الله ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون" "آل عمران الآية: 133 135". وفي الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك.. قلت ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك.. قلت ثم أي؟ قال: أن تزني بحليلة جارك" فأنزل الله تعالي تصديق ذلك قوله تعالي: "والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما. يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما" "الفرقان الآيات: 68 70". وفي صحيح البحاري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "أيها الناس توبوا الي ربكم فوالذي نفسي بيده اني لأستغفر الله وأتوب اليه في اليوم أكثر من سبعين مرة". ومن هنا: كان علي من ارتكب ذنباً أن يرجع الي الله بالتوبة ويكثر من الاستغفار وقراءة القرآن والصلاة والصدقات وعمل الحسنات. فقد ورد أن هذه الأمور تمحو الخطايا حيث روي عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: أراد معاذ بن جبل سفرا فقال أوصني يا رسول الله. فقال صلي الله عليه وسلم: "اذا أسأت فأحسن". وروي عدي بن حاتم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "اتقوا النار ولو بشق تمرة" رواه البخاري ومسلم. وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "الصوم جنة والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار". وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "ألا أدلكم علي ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلي يا رسول الله قال: إسباغ الوضوء علي المكاره. وكثرة الخطا الي المساجد. وانتظار الصلاة بعد الصلاة. فذلكم الرباط فذلكم الرباط فذلكم الرباط". وقال صلي الله عليه وسلم: "أتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن". فبادر أيها المسلم بالتوبة الي الله مما اقترفت من إثم كبير. توبة خالصة نادما علي ما فرطت في جنب الله. ولا تتحدث بهذه المعصية والا كنت من المجاهرين بها وقد سترها الله عليك. ولا يقبل الله توبة مجاهر بالذنب لأنه قدوة سيئة. وأكثر من الصدقات والاحسان الي الفقراء واليتامي والمساكين رغبة في مغفرة من الله ورضوان. فانه سبحانه وعد التائبين المتصدقين بالقبول وهو سبحانه القائل: "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما" "النساء الآية: 110". والله سبحانه وتعالي أعلم.