ونتواصل للاجابة عن سؤال ماذا يحب الله وماذا يبغض؟ وتحديدا ماذا يحب الله من الناس؟ والاجابة من الذين يحبهم الله جل جلاله التوابون والمتطهرون قال تعالي: »إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، والتوابون هم الذين إذا فعلوا سيئة أو فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فندموا وتابوا وآمنوا ورجعوا الى الله من قريب، واستغفروا لذنوبهم ولم يستمروا على ما فعلوا من المعصية وعزموا أن لا يعودوا اليها أبدا وأتبعوا توبتهم بالأعمال الصالحة، ولو تكرر منهم الذنب تابوا منه، ومن تاب تاب الله عليه والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. والمتطهرون هم الذين يتنزهون من الاقذار والأذي، والذين يعتزلون النساء فى المحيض ويحرصون دائما على النظافة لأنها من الايمان »والله يحب المتطهرين« قال سبحانه وتعالى هو الآمر بالتوبة وهو يحب التوابين ويحب المتطهرين وهم الذين رجعوا اليه وطهروا بقربهم من الله أرجاسهم، فإذا اتقربوا إليه بما يحبه أحبهم، وإذا أحبهم غار عليهم أن يظهر أحد على نقص أو على خلل فيهم ويسهل عليهم ستره الأعظم، فاذا قبل الله تعالى توبة عنده أنسى الخلق ذنوبه، وأسبل عليه ستر الوقار لينظر إليه بعين الاجلال لا الاحتقار وذلك لأن المؤمن عليه لباس التقوى وهو وقايته، وهو بين الخلق فى ذلك اللباس موقر ومهاب. كما يحب الله المتبعين لرسوله قال تعالي: »قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم« والمتبعون لرسول الله صلى الله عليه وسلم هم الذين يحبون الله فيتبعون محمدا صلى الله عليه وسلم ويسيرون على نهجه ولا يبتدعون والذين ما لم يأت به النبى لأن هذه شروط لمحبة الله لهم، ويستحيل ثبوت محبتهم لله وثبوت محبة الله لهم بدون المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعض السلف: زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية: «قل ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم» ولاشك أن محبة رسول الله هى الطريق لمحبة الله وهى أيضا المقدمة الاساسية ليكون الانسان من التوابين المتطهرين، جعلنا الله منهم.