التوبة والاستغفار شيئان متلازمان.. التوبة يلزمها الاستغفار, والاستغفار يلزمه التوبة وإستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود( هود90).. ويستقر في الاذهان أن التوبة النصوح هي لمرة واحدة فقط, إن صلحت صلحت بها التوبة, وإن عاد الانسان إلي الذنب الذي تاب عنه, فقد أضاع الفرصة نهائيا.. وليس هناك ابعد عن الحقيقة من هذا الظن.. التوبة ليس لها سقف, ومن الممكن أن يتوب الانسان عن فعل, ثم تغالبه نفسه فتغلبه, فيعود إلي الذنب من جديد هل تنتهي القصة عند ذلك؟ ويصبح العائد إلي الذنب مطرودا من رحمة الله؟! كلا إن رحمة الله أوسع وأبرح من هذا.. ممكن أن يتوب من جديد, ولو عاد إلي الذنب بعدها, فباب التوبة مازال مفتوحا أمامه, وفي الحديث القدسي, من تاب ثم رجع ثم تاب قبلناه, وأن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر أي طالما لم تكن التوبة وهو في سكرات الموت.. أما قبلها فيقبلها الله من فضله.. وعن رسول الله صلي الله عليه وسلم أيضا فيما يحكيه عن ربه قال أذنب عبد ذنبا, فقال: اللهم اغفر لي ذنوبي, فقال تبارك وتعالي: أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به, ثم عاد فأذنب, فقال: أي رب اغفر لي ذنبي, فقال تبارك وتعالي: عبدي أذنب ذنبا, فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ الذنب, إعمل ما شئت فقد غفرت لك.. باب التوبة مفتوح لا يغلقه الله أبدا أما مذنب طالما إستغفر ربه.. والله يغفر الذنوب جميعا, صغيرها وكبريها قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم( الزمر35) فالله يغفر الذنوب جميعا إلا الخطيئة الاعظم وهي الكفر والشرك بالله إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار( المائدة72).. والله يحب من يستغفره وقت السحر أي في الهزيع الأخير من الليل إن المتقين في جنات وعيون. آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين. كانو قليلا من الليل ما يهجعون,. وبالأسحار هم يستغفرون. وفي أموالهم حق للسائل والمحروم( الذريات15 19).. والله يحب التوابين, أي الذين يرجعون إلي الله كلما أذنبوا, وهذا ما يؤكده العليم الخبير إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين( البقرة222).. والله يدعونا للصلاة والانفاق من مال الله في سبيل الله, ويعد من يفعل بالمغفرة والأجر العظيم الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون. أولئك هم المؤمنون حقالهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم( الأنفال3 4).. والله رءوف بنا حليم علينا, يقبل الله توبتنا ويكفر عنا سيئاتنا ثم تابوا من بعدها وآمنوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم( الأعراف153).. ويعد الله من يتوب ويعمل صالحا بالجنة إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا( مريم60).. وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجههعجبا لمن يهلك ومعه النجاه, قيل له وما هي؟ قال التوبة والاستغفار..