القاهرة: أكد الشيخ محمد حسان الداعية الإسلامي أن علينا جميعا ألا نيأس من رحمة الله تبارك وتعالى ومغفرته طالما أننا نتوب ونرجع مهما بلغت ذنوبنا حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن رب العزة جل وعلا " أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي رب اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب فليفعل عبدي ماشاء فقد غفرت له ". وقال في حديثه لفضائية الرحمة الأربعاء 15/9/2009 أن المولى تبارك وتعالى لا يمل من غفران ذنوبنا طالما أننا نتوب إليه من قلوبنا وليس بألسنتنا فقط وطالما أننا لا نجاهر بالمعصية ولكننا نقع فيها عنوة وغصبا ولا نحب الوقوع فيها ولا نشتهيها . وحذر الشيخ حسان، بحسب موقع "الشروق برس"، من الاستهزاء من الاستغفار موضحا أن هناك فارق كبير بين المستغفر المقبل على الله النادم الباكي الخائف من عذاب الله في الآخرة ومن مكر الله في الدنيا والخائف من تقلب قلبه وبين المستغفر استهزاءا وكذبا على الله تبارك وتعالى . وأشار إلى أن أدلة القران والسنة وإجماع الأمة اتفقت على وجوب التوبة إلى الله في كل لحظة لان العبد لا ينفك عن معصية ظاهرة أو باطنة فبعض الناس لا يلتفت إلى المعاصي الباطنة مثل محبة غير الله والخوف من غير الله ورجاء غير الله حيث يقول المولى عز وجل " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين امنوا اشد حبا لله " حيث أن هناك نوع من الشرك الباطن الذي لا ينتبه إليه الكثير من الناس الذين لا يظنون أن الشرك يكون ظاهر فقط . وأوضح أن الإمام بن القيم رضي الله عنه قال إن "التوبة هي حقيقة دين الإسلام والدين كله داخل في مسمى التوبة الإسلام والإيمان والإحسان وأكثر الخلق لايعرفون فضل التوبة فضلا عن حقيقتها فضلا عن القيام بها علما وعملا وحالا "فالتوبة هي أول الأمر وآخر الأمر كما يقول ابن القيم أيضا " حقيقة التوبة هي الرجوع عن كل ما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى كل ما يحبه الله ظاهرا وباطنا " . وتابع أن المولى تبارك وتعالى يأمر بالتوبة من حققوا الإيمان فيقول في كتابه الكريم " ياايها الذين امنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار يوم لا يخذي الله النبي والذين امنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا واغفر لنا انك على كل شيء قدير " كما قال جل وعلا وتوبوا إلى الله أيها المؤمنون " . وقال إن المولى تبارك وتعالى وضع التوبة شرط من شروط عباد الرحمن فهو القائل في كتابه الكريم " وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا الا من تاب وامن وعمل عملا صالحا فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فانه يتوب إلى الله متابا " . وأشار إلى انه من فضل الله عز وجل ورحمته علينا أن الكافر الأصلي والمنافق لو تاب إلى الله تبارك وتعالى ورجع عن كفره لتاب الله عز وجل عليه ونفس الأمر ينطبق على المسلم مرتكب الكبيرة حيث يقول عز وجل " أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " . وأوضح أن هناك شروط خمسة للتوبة أولها الإخلاص بان يكون الغرض من التوبة إرضاء المولى عز وجل وثانيها الندم على هذا الذنب وثالثها أن تقلع عن المعصية وان تعزم ألا تعود إليها ورابعها أن تعمل صالحا يرضاه المولى عز وجل فلا تحقرن من المعروف شيئا ولو تلقى أخاك بوجه طليق وخامسها ان تكون التوبة في وقتها اى قبل الغرغرة وهناك شرط آخر وهو إن كانت التوبة متعلقة بحق من حقوق العباد أن تعيد الحق لصاحبه وعلينا أن نكون على يقين بان المولى تبارك وتعالى سيغفر لنا .