طالب: الكتاب احنا مش بنشوفه إلا قبل الامتحان بأسبوع عبد المؤمن: لا بد للجامعة ان تتخذ إجراءات رادعة ضد الأستاذة إبراهيم: أزمة الكتاب الجامعي مستمرة والطالب السبب استاذ جامعي: الجامعة مكان للتعليم وليس لجمع المال بين الكتاب الجامعي والطالب المصري علاقة منفعة مرتبطة دائما بمقدار زمني حدد بوقت بانتهاء أدائه آخر امتحان دراسي ، وبين صفحاته تكتب معاناة الطالب المصري الذي يشتاق إليه ليراه قبل الامتحان بأيام قليلة تكفي لحفظ كلمتين لكتابتها في ورقة الإجابة لينجح ومعه ورقة صغيرة تسمي "الشيت" ( كلمة السر التي تفتح للطالب قلب أستاذ المادة ) والتي تؤكد شراءه الكتاب ودفع ثمنه في الخزينة . عن معاناة الطالب مع الكتاب ورأي الأستاذة في مشاكل الكتاب الجامعي أعدت شبكة الإعلام العربية "محيط" هذا الموضوع. تأخير الكتاب الكتاب الجامعي سبب أزمة كبيرة لدي الطالب المصري هكذا بدأ " محمد" الطالب بجامعة عين شمس حديثه قائلا" الكتاب إحنا مش بنشوفه غير قبل الامتحان بأسبوع ولازم نحجز الكتاب للدكتور من أول العام الدراسي". و أضاف محمد مؤكدا في حالة عدم حجز الكتاب يتعنت الدكتور في معاملة الطلبة وخاصة لو كان مع الكتاب "الشيت" الذي يثبت أن هذا الطالب دخل الجنة بشرائه للكتاب. الشيت يؤكد نجاح الطالب في نظرة مستنكرة قالت الطالبة "سهام" بجامعة عين شمس، طوال أعوام الجامعة وأنا في معاناة مع "الشيت" وحدث لي أكثر من واقعة لكن أبرزها في العام الأول عندما حدد دكتور الجغرافيا موعدا نهائيا لتسليم الشيت وكان يوم أحد ، إلا أنني لم أتمكن من الحصول على ثمن الكتاب لمشاكل مادية عائلية وكنت أنوي شراء الكتاب يوم الأربعاء، وعندما أعلن الدكتور ذلك الموعد قلقت واستشرت زملائي فنصحوني أن ادخل له يوم التسليم ومعي حل الشيت واطلب منه أن يؤجل استلامه للأربعاء بحجة أني جهزت الإجابات ولا ينقصني غير الشيت نفسه. وبالفعل نفذت مني ما نصحها به زملائها وأمامهم قال لها نصا بصوت عالٍ " انتي بتستعبطي ... ايه التهريج دا انتي هاتسقطي هاتسقطي اطلعي برا" فانهارت من البكاء وظلت في قلق متزايد، إلا أنها وبعزم رفضت شراء الكتاب ونسخته من زملائها وهي على يقين أنها سترسب هذا العام كما قال لها لكن المفاجأة أني نجحت بتقدير "جيد جدا"، فعلمت من يومها أن الدكتور أو الشيت نفسه لا يستطيع أن يتدخل في نجاح الطالب أو فشله . نجاح بلا شيت بينما قالت الطالبة "مها" عندما كنت في العام الجامعي الرابع بجامعة القاهرة، أرسل دكتور احد المواد زميلة لتخبرنا أنه ينتظرنا أن نضع الشيت في مقدمة "الفايل" وندخله له ونضعه على مكتبه، وكان ذكيا في ذلك حيث بمجرد رؤيته للفايل يعلم من اشترى الكتاب ومن لم يشتريه وكنت وقتها لم أتمكن من شرائه خاصة بعد وفاة والدي، فطلب من الزميلة أن تفند الفايلات وتخرج التي لا تحوي الشيت، وكنت أنا وزميلة أخرى. أكملت مها فأخبرتني الزميلة أن الدكتور رفض الاستلام، فتوجهت أسأله عن السبب فقال لي بصوت عالٍ "طالما انتي ماشترتيش الكتاب جيبتي الفايل ليه؟" فرديت "حضرتك طلبت حل الشيت وها هو!!!، فنظر لي بقلة احترام وقال لي مشيرا على الباب "اتفضلي " فما كان مني إلا أن مزقت الورق نصفين أمامه وألقيته في القمامة، وكالعادة نجحت في المادة بلا شيت. إجراءات رادعة اكد الدكتور محمد السعيد عبد المؤمن، أستاذ بجامعة عين شمس، علي أن الأستاذ الجامعي معلم ليس للتخصص فحسب وإنما للقيم والمثل ولابد ان يكون مثلا يحتذى به مضيفا الي أن هناك من لا يستحق العمل في هذا السلك لانه منبر ورثة الأنبياء الذين يرجع تخلفنا لافتقادهم في جامعاتنا. شدد عبد المؤمن علي ان لابد للجامعة ان تحسن الرقابة وتتخذ إجراءات رادعة ضد من يخالف من الأستاذة ويلجئ لأساليب غير سليمة هدفها الكسب المادي فقط وهناك العديد منهم يعتمدون علي "الشيت" ليعرف من اشتري الكتاب ومن لم يفعل. ثقافة الاستسهال من جانبه أرجع الدكتور محمد إبراهيم رئيس قسم التاريخ الأسبق بجامعة بني سويف، أزمة الكتاب الجامعي المستمرة لسببين أولهما: تأخير حصول الطالب علي الكتاب وعادة يكون راجع لتأخير المطابع او انتظار استاذ المادة الحجز قبل الطباعة. أما السبب الثاني : لجوء بعض الأستاذة للإجبار الطلبة علي شراء الكتاب وهذا من خلال ما يسمي ب "الشيت" مع العلم ان السبب في كل هذا هم الطلبة أنفسهم لأنهم يحبون استسهال الأمور من خلال كتاب بعينه ولا يتعبون أنفسهم في البحث وراء المادة وقرأه العديد من المراجع والمصادر التي تثري المادة. طرق ملتوية في نفس السياق أكد الدكتور عبد الباقي السيد، أستاذ بجامعة القاهرة، أن ربط الكتاب الجامعي بما يعرف ب "الشيت" فهو عمل لا يليق لا بالجامعة المصرية ولا بأهل العلم ، فهو عمل أهل الإفلاس الذين لا يجيدون إلا جمع المال ، ومن ثم اتخذوا الجامعة وسيلة لهذا الأمر، والتعليم الجامعي برئ من هذه الأفعال الخسيسة ومن ما يقاربها من أساليب وطرق ملتوية الهدف الأول منها إجبار الطالب على شراء مذكرة أو كتاب. أضاف عبد الباقي ان أساس العملية التعليمية بالجامعة هي أن يقرأ الطالب العديد من الكتب والمصنفات في المادة التي تدرس له كي يكون على علم ووعى وفهم ودراية بما يدرسه ، وليس الأمر قاصرا على كتاب بعينه أو مذكرة بعينه تقتل في الطلاب ملكة الإبداع ، وتجعلهم يطعنون في المادة ومن يدرسها بل وفى الجامعة باسرها لأجل هذه الأساليب القميئة التي يجب أن تمنع منعا باتا من خلال المجلس الأعلى للجامعات . طريقة منفرة أشار عبد الباقي الي أن الأساتذة الذين يتعاملون بهذه الطريقة أولى لهم أن يعملوا في مراكز علمية خارج الجامعة لأن ما يقومون به اشبه بما يقوم به المراكز التجارية التعليمية من تقديم ما يسمونه للطلبة بالمساعدات فالجامعة مكان للتعليم ، وليس لجمع المال ونجد تدهور التعليم الجامعي بسبب هذه الطريقة المقززة. قال عبد الباقي ان هناك خلافات وصراعات تتواجد بين الأستاذة عند توزيع المواد ولا نعرف أهذا الصراع لأجل العلم أم لأجل المال ؟ فكل هذه الأسباب جعلت من صاحب العلم إنسان مهمش ولا يعطي له أي اعتبار بسبب هذه المهازل، منوها أن في هذه الحالة لابد من وقفة من وزير التعليم العالي بل من القيادة السياسية ومن كل مسئول عن التعليم الذى يمثل أمنا قوميا لمصرنا العظيمة. اقرأ فى الملف " التعليم الجامعي .. أزمة وحراسة ودراسة" * الكتب الجامعية .. نيران الأسعار تحرق جيوب الطلاب * أساتذة وخبراء جامعيين : المقرر الدراسي يوقف النشاط العقلي لطالب * شبح الأمن والحراسة يربك معادلة التعليم الجامعي مع بداية العام الدراسي * التعليم المفتوح .. نظام بيع الوجاهة الاجتماعية * بيزنس الدروس الخصوصية .. وباء ينخر في جسد المنظومة التعليمية ** بداية الملف