دعا وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد آل نهيان، اليوم السبت، إلي "اعتماد موقف دولي حازم وعاجل ازاء رفض تغيير الواقع بالعنف والقوة في اليمن"، في إشارة إلى سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على العاصمة اليمنية صنعاء. وقال الوزير في كلمة بلاده التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم، "علينا أن ندرك أن الطرح الطائفي الفئوي لايمثل خيارا مقبولا للشعب اليمني، وسوف تواصل الإمارات دعم عملية التحول السياسي في اليمن، من أجل احلال الأستقرار والتنمية". وحذر الوزير من "مغبة التطورات الجارية حاليا في اليمن، والعنف الذي تمارسه جماعة الحوثيين، والذي من شأنه أن يقوض المسار السياسي والشرعية الدستورية للدولة اليمنية". وسقطت صنعاء، الأحد الماضي، في قبضة الحوثيين، حيث بسطت الجماعة سيطرتها على معظم المؤسسات الحيوية فيها، ولاسيما مجلس الوزراء، ومقر وزارة الدفاع، ومبنى الإذاعة والتلفزيون، وتحت وطأة هذا الاجتياح العسكري، وقع الرئيس اليمني مساء نفس اليوم، اتفاقا للسلام والشراكة السياسية مع الحوثيين، حقق بعض المكاسب السياسية للجماعة المسلحة. وفي الشأن السوري أكد وزير خارجية الإمارات، مساندة بلاده للتحرك الجماعي من قبل المجتمع الدولي إزاء خطر تنامي تهديد المقاتلين المتطرفين في سوريا، معربا في نفس الوقت عن القلق العميق إزاء العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد أبناء شعبه. وطالب وزير الخارجية الإماراتي بضرورة "تقديم الدعم في هذه المرحلة الحرجة الي القوي المعارضة المعتدلة في سوريا كجزء من الاستراتيجية الفاعلة لمواجهة التطرف والإرهاب". وأعرب عبد الله بن زايد آل نهيان عن استياء دولة الإمارات إزاء فشل مفاوضات السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، مدينا "العدوان" الإسرائيلي الأخير علي قطاع غزة في يوليو الماضي. وطالب بإجراء تحقيق شامل وشفاف ومستقل بشأن الاعتداءات الاسرائيلية علي المدنيين والمرافق المدنية، بما في ذلك منشآت الأممالمتحدة في قطاع غزة. وتطرق وزير خارجية الإمارات إلى علاقات بلاده بإيران، وقال إن أبوظبي تحتج بشدة علي قيام طهران مؤخرا برفع العلم الإيراني علي جزء من جزيرة أبو موسي خاص بالإمارات، بمقتصي مذكرة التفاهم المتفق عليها بين البلدين في عام 1971، بشأن الجزيرة. واعتبر عبدالله بن زياد آل نهيان قيام إيران بذلك "انتهاكا صارخا لمذكرة التفاهم، وليس له أي أثر علي الوضع القانوني للجزيرة". ودعا وزير الخارجية طهران إلي التجاوب مع دعوات المجتمع الدولي لتحقيق تسوية سلمية وعادلة للجزر الثلاث طنب الكبري وطنب الصغري وأبوموسي، مطالبا باستعادة سيادة بلاده الكاملة علي هذه الجزر الثلاث. وتشهد العلاقات الإماراتية - الإيرانية تجاذبات سياسية، بسبب الجزر الثلاث الواقعة في مضيق هرمز، عند مدخل الخليج العربي، والتي سيطرت عليها إيران عام 1971 مع انسحاب القوات البريطانية من المنطقة، حيث تطالب الإمارات بتحرير جزرها "المحتلة" الثلاث، في حين تقول إيران إن الجزر تابعة لها منذ زمن طويل، وأنها دخلت تحت الحكم البريطاني لفترة قصيرة، امتدت من عام 1903 إلى نوفمبر 1971، عندما عادت الجزر للسيادة الإيرانية.